التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أداء أرامكو السعودية يؤسس لاقتصادات انتقال الطاقة ويدعم رؤية 2030

هبة مصطفى

تؤدي شركة أرامكو السعودية دورًا مهمًا في دعم اقتصاد المملكة وناتجها الإجمالي، لكن الدور الأهم يبرز في تعزيز إستراتيجية تنوع الطاقة الضرورية لتنفيذ رؤية 2030.

ومع التركيز على إستراتيجية التنويع منذ عام 2017، سعت المملكة إلى إفساح المجال أمام حصة أكبر لمصادر الطاقة النظيفة، ما يفسّر انخفاض حصة الهيدروكربونات ضمن الناتج المحلي الإجمالي مؤخرًا، حسب بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي.

ورغم ذلك، ما زال النفط مصدرًا رئيسًا لتعزيز إيرادات المملكة، إذ يُسهم بنسبة تفوق النصف في هذه الإيرادات، كما يشغل حصة الأغلبية في الصادرات.

ولا يُعد دور شركة أرامكو في تمويل إستراتيجية تنوع الطاقة للمملكة دلالة على التخلي التام عن النفط، إذ وصف رئيس الشركة التنفيذي المهندس أمين الناصر الإطار الزمني العالمي لخطط تحول الطاقة بأنه "محض خيال".

وشدد الناصر -في تصريحات له خلال افتتاح مؤتمر "سيرا ويك"، المنعقد في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية- على أن خفض انبعاثات النفط والغاز عبر تقنيات احتجاز الكربون له فاعلية وتأثير أفضل في البيئة والمناخ.

وانتقد -خلال تصريحاته التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة- محاولات "شيطنة" النفط والغاز رغم الطلب العالمي المستمر عليهما، متوقعًا ارتفاع الطلب على الخام إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، بحلول النصف الثاني من العام الجاري 2024.

دور أرامكو

جددت نتائج التقرير السنوي، الصادر عن شركة أرامكو السعودية لأداء عام 2023، الحديث حول الدور المهم الذي يؤدّيه النفط في دعم اقتصاد المملكة.

ويرجع ذلك إلى تحقيقها نتائج مالية قوية، تزيد من احتمالات تعويل المملكة على عوائدها لتعزيز رؤية السعودية 2030 المستهدفة.

وربما يعود ذلك إلى حصة الحكومة الضخمة في أسهم الشركة التي تصل إلى 82%، ما يُشير إلى استفادة الحكومة من توزيعات الأرباح لضخ استثمارات في مشروعات عملاقة قيد التنفيذ في المملكة.

ومن زاوية أخرى، تدفع توزيعات الأرباح القوية باتجاه جذب المستثمرين العالميين، للمشاركة في شراء أسهم الشركة.

عاملان في شركة أرامكو
عاملان في شركة أرامكو - الصورة من صفحة الشركة على منصة إكس

وكانت أرامكو السعودية قد سجلت صافي دخل قدره 454.9 مليار ريال سعودي (بما يعادل 121.3 مليار دولار أميركي)، خلال العام الماضي 2023، رغم الصعوبات التي واجهت الاقتصاد العالمي.

(الريال السعودي = 0.27 دولارًا أميركيًا)

وتضمّنت نتائج أعمال الشركة زيادة في توزيعات أرباح المساهمين قدرها 30%، على أساس سنوي، مع المحافظة على التوجيه الحكومي بالإبقاء على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يوميًا.

وأقر مجلس إدارة الشركة بالموافقة على الدفعة الثالثة من توزيعات أرباح الأداء، بقيمة 20.41 مليار ريال (10.78 مليار دولار أميركي)، في حين أعلنت الشركة أن قيمة توزيعات الأرباح الأساسية ستصل إلى 76.1 مليار ريال (20.3 مليار دولار) عن الربع الرابع من العام الماضي.

أرامكو ورؤية 2030

حققت شركة أرامكو السعودية، خلال العام الماضي 2023، ثاني أعلى أرباحها، رغم ما مرت به سوق النفط العالمية من اضطرابات، وأنعشت الشركة المستثمرين بزيادة جديدة في أرباح الأسهم.

ويُعد توفير الاستثمارات اللازمة لتنفيذ رؤية السعودية 2030 أبرز أوجه إنفاق توزيعات أرباح الشركة، مع حصة حكومية قدرها 82%، في حين تؤول نسبة قدرها 16% إلى صندوق الاستثمارات العامة الداعم لإستراتيحية التنويع الاقتصادي التي تتبناها المملكة.

وبذلك يمكن القول إن شركة أرامكو تعد أحد أبرز مقومات تنفيذ رؤية السعودية 2030، المعتمدة على عائدات النفط والغاز في تمويل إستراتيجية خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفق رؤية طرحها مستشار وزارة الطاقة السعودية المستشار الإعلامي لبنك أبوظبي الإماراتي، فرانك كين.

وقال كين -في مقاله المنشور في منصة أربيان غولف بيزنس إنسايتس (AGBI)، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-، إن خطة إنفاق عوائد شركة أرامكو السعودية ونسبة من نفقاتها الرأسمالية على تحول الطاقة والتخلي عن الهيدروكربونات تُبدي مفارقة قوية.

وفسّر ذلك بأن "عوائد النفط ستُستعمل للإنفاق على تطوير مصادر الطاقة الأخرى"، ومن بينها: الغاز الطبيعي، ومصادر الطاقة المتجددة كالرياح والشمس، بالإضافة إلى الهيدروجين والطاقة النووية.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تدرج صافي أرباح شركة أرامكو السعودية، من عام 2017 حتى العام الماضي 2023:

صافي أرباح أرامكو منذ 2017- 2023

إستراتيجية خفض الإنتاج

سبق أن أوقفت شركة أرامكو السعودية -نهاية يناير/كانون الثاني 2024- خطة زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا، وأعلنت تلقيها توجيهًا يفيد بالمحافظة على مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يوميًا.

وأكد فرانك كين في مقاله أن هذا القرار يعكس رؤية الشركة، ورغم أن الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر لم يشر -حتى الآن- إلى الابتعاد عن النفط فإن "تقليص" الإنتاج يتزامن مع ضخ عوائد الشركة في استثمارات تحول الطاقة.

وأضاف أن أمين الناصر يسعى إلى إدارة تحول الطاقة بأفضل صورة للحصول على أفضل نتائج، لا سيما في ظل الرؤية العالمية لبدء اندثار عصر الوقود الأحفوري.

وحدد كين رؤيته لأهداف المملكة تزامنًا مع بدء المرحلة الثانية لتنفيذ رؤية السعودية 2030، مقترِحًا 3 محاور لها: مواصلة الدور السعودي بصفتها مُورّدًا عالميًا للهيدروكربونات، ودعم استقرار أسعار النفط من خلال الدور القيادي للمملكة في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، جنبًا إلى جنب مع مواصلة انتقال الطاقة.

وقال إن التوازن بين المحاور الـ3 سيضمن توفر العوائد المالية والاقتصادية اللازمة لتنفيذ رؤية السعودية 2030.

ويقارن الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين أرباح شركة أرامكو السعودية وعدد من كبريات شركات الطاقة، خلال المدة من 2021 حتى 2023:

نتائج أعمال أرامكو في 2023 وشركات النفط الكبرى

الاقتصاد النفطي للمملكة

لم يكن الدور الحيوي الذي تؤديه شركة أرامكو السعودية ببعيد عن المشهد العام في المملكة، إذ تزامن إعلان نتائجها المالية مع الكشف عن البيانات الإحصائية للاقتصاد.

وكان العامل المشترك بينهما "الدور الرئيس للنفط"، والاستفادة من عائداته في تنفيذ أهداف تنويع مصادر الطاقة طبقًا لرؤية السعودية 2030.

ويشكّل انخفاض كميات النفط المنتجة خلال العام الماضي عائقًا أمام الطموحات الاقتصادية رغم أسعار الخام المرتفعة، وفقًا لما ورد رسميًا في بيانات النمو الاقتصادي للمملكة خلال العام الماضي.

ويكشف ذلك مدى اعتماد اقتصاد المملكة على الهيدروكربونات خاصة النفط الخام، لكن الإدارة الجيدة والتدريجية لعملية تحول الطاقة عوّضت معدل انكماش الاقتصاد النفطي (البالغ 9%) بزيادة في الأنشطة غير النفطية بنسبة 4.4%.

وبحسب توقعات صندوق النقد الدولي سيعاود الناتج المحلي الإجمالي نموه خلال العام المقبل 2025 بنسبة قدرها 5.5%.

ورغم اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط بصورة كبيرة، وتأثره بما يدور في السوق العالمية، فإن إستراتيجية التنوع ورؤية السعودية 2030 عززتا خفض حصة الهيدروكربونات ضمن الناتج المحلي من النصف إلى 20%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق