رئيسيةتقارير الطاقة النوويةطاقة نووية

الطاقة النووية طوق نجاة الغرب من هيمنة روسيا.. ما دور بيل غيتس؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تزود الطاقة النووية نحو 20% من إجمالي الكهرباء المولّدة في أميركا
  • زودت قازاخستان أكثر من رُبع خام اليورانيوم الذي استعملته أميركا وأوروبا في عام 2022
  • تخطط تيراباور التي أسسها ويترأسها قطب الأعمال والملياردير الأميركي بيل جيتس لبدء بناء أول مفاعل نووي سريع يعمل بالصوديوم
  • تعهد أكثر من 20 دولة -من بينها أميركا وفرنسا والمملكة المتحدة- بالعمل على مضاعفة سعة الطاقة النووية العالمية 3 أضعاف بحلول 2050.
  • ومثلت روسيا ما نسبته 12% من الواردات الأميركية، و 17% من واردات الاتحاد الأوروبي من اليورانيوم في 2022

فطن الغرب إلى الأهمية البالغة التي تؤديها الطاقة النووية في حماية أمنه على المدى الطويل عبر منحه الفرصة للتحرر من الهيمنة الروسية وتحقيق أمن الطاقة.

وأيقنت الدول الغربية أن ترك خيوط اللعبة في قطاع الطاقة إلى موسكو هو نوع من التهور؛ ما جعلها تنكث وعودها بشأن خفض خططها النووية، والعودة، بدلًا من ذلك، إلى تطوير تلك التقنية النظيفة.

ووفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، تزود الطاقة النووية نحو 20% من إجمالي الكهرباء المولّدة في أميركا (ما يعادل 50% من الحياد الكربوني)، مقابل 25% في أوروبا.

أزمة طاقة

حينما أشعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشرارة الأولى للحرب الأوكرانية قبل أكثر من عامين، اندلعت أزمة طاقة عالمية تركت البلدان الغربية تعاني الأمرّين لخفض اعتمادها على النفط والغاز الروسيين، وفق ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times).

لكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وجدا صعوبةً بالغةً في التخلص من إدمانهما لليورانيوم المخصب الروسي، والذي يُستعمَل لتصنيع ما يزيد على خُمس الوقود المستعمل في مفاعلاتهما النووية.

وتسيطر موسكو على قرابة نصف السعة العالمية لتخصيب اليورانيوم، وقد نجحت في احتكار الإمدادات التجارية لليورانيوم المخصب (هاليو)، نوع جديد من الوقود اللازم لتشغيل أحدث جيل من المفاعلات.

وقد أجبر هذا مشغلي محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا على مواصلة شراء المواد الخام وخدمات التخصيب من عملاقة الطاقة النووية الروسية الحكومية روساتوم (Rosatom).

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيراباور (TerraPower) الهندسية كريس ليفيسك: "تمامًا كما أفرطت أوروبا في اعتمادها على الغاز الروسي، أفرطت شركات الطاقة النووية في العالم الحر في اعتمادها على الوقود الروسي الذي يُضَخ بأسعار منخفضة في بلداننا في العالم الحُر".

محطة طاقة نووية
محطة طاقة نووية - الصورة من city-journal.org

بيل غيتس في المشهد

تبرز تيراباور واحدة من عشرات الشركات المطورة لتقنيات المفاعلات النووية الجديدة التي يقول قادة الصناعة وعدد متنامٍ من السياسيين الغربيين إنها ضرورية حال رغب العالم في تحقيق مستهدف اتفاقية باريس للمناخ 2015 والمتمثل في الوصول إلى أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050).

وتخطط تيراباور، التي أسسها ويترأسها قطب الأعمال والملياردير الأميركي بيل غيتس، لبدء بناء أول مفاعل نووي سريع يعمل بالصوديوم مع تخزين الكهرباء بالموقع في الولايات المتحدة خلال يونيو/حزيران (2024)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعد المفاعل المقترح من قبل تيراباور في مدينة كيميرر بولاية وايومنغ الأميركية من بين مشروعات عديدة تستحوذ على اهتمام عالمي في مجال الطاقة النووية التي يصفها مؤيدوها بأنها أداة رئيسة في مكافحة التغيرات المناخية وتعزيز أمن الطاقة.

وفي قمة المناخ كوب 28 التي عقدت في دبي في ديسمبر/كانون الأول (2023) تعهّد أكثر من 20 دولة -من بينها أميركا وفرنسا والمملكة المتحدة- بالعمل على مضاعفة سعة الطاقة النووية العالمية 3 أضعاف بحلول 2050.

الملياردير الأميركي بيل غيتس
الملياردير الأميركي بيل غيتس - الصورة من نيويورك تايمز

قمة الطاقة النووية

يتنامى الزخم مع حضور قادة العالم قمة الطاقة النووية الأولى من نوعها والمنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة تمويل التوسع في تلك الصناعة المحفوفة بالمخاطر، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي يشارك في رئاسة القمة: "حدث تغير كبير في التصور العالمي وصنع السياسات العالمية تجاه الطاقة النووية".

وأضاف غروسي: "أحد الأسباب هو الاحتباس الحراري والحاجة إلى القيام بشيء حيال تغير المناخ، إلى جانب أمن الطاقة مع وجود حرب في أوروبا".

وخلال معظم أوقات القرن الـ20، كانت الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، تقود الدفة في قطاع الطاقة النووية.

لكن وقوع كوراث على غرار تلك الحاصلة في مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا في عام 1986، ومحطة فوكوشيما اليابانية في عام 2011، قد دفع حكومات غربية عديدة إلى إعادة التفكير في التزامها بتلك التقنية النظيفة.

قازاخستان لاعب مهم

زودت قازاخستان التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية قوية مع موسكو، أكثر من رُبع خام اليورانيوم الذي استعملته أميركا وأوروبا في عام 2022.

ومثلت روسيا ما نسبته 12% من الواردات الأميركية، و 17% من واردات الاتحاد الأوروبي في نفس العام، وفق وكالات حكومية في أميركا والاتحاد الأوروبي.

وأسهمت سلسلة التوريد المتكاملة لشركة روساتوم - والتي تشمل تعدين اليورانيوم وتحويله وتخصيبه وتصنيع الوقود – في جعلها منافسًا قويًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما نشرت الصين وروسيا المفاعلات المعيارية الصغيرة إس إم آر (SMR) - مفاعل أكثر إحكاما وكفاءة يقول المؤيدون إنه يمكن أن يحدث تحولا في القطاع – متفوقًا بذلك على أكثر من 12 منافسًا غربيًا.

تعدين اليورانيوم في قازاخستان
تعدين اليورانيوم في قازاخستان - الصورة من thetribune

الغرب يدعم الطاقة النووية

بدأت الدول الغربية الآن في تعزيز دعمها لصناعة الطاقة النووية؛ ففي أبريل/نيسان ( 2023)، أسست الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وكندا وفرنسا تحالفًا نوويًا على هامش مجموعة الدول الـ7، والذي قال وزير الطاقة البريطاني آنذاك غرانت شابس إنه يهدف إلى "إخراج بوتين من سوق الوقود النووي بالكامل".

وفي ديسمبر/كانون الأول (2023) التزمت تلك الدول بتقديم ما قيمته 4.2 مليار دولار لتطوير سلسلة إمدادات طاقة نووية عالمية موثوقة، تركز -أساسًا- على تعزيز سعة التخصيف والتحويل في الغرب.

وخصصت المملكة المتحدة وأميركا ما قيمته 1 مليار دولار لبرامج تستهدف تصنيع اليورانيوم المخصب (هالو)، والذي يمكن شراؤه الآن تجاريًا من شركة تينيكس (Tenex) التابعة لشركة روساتوم.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للطاقة النووية كاثرين هوف إنه من الضروري أن تعيد الولايات المتحدة وحلفاؤها بناء سلاسل الإمدادات النووية الخاصة بها وإعادة تأسيس القيادة لأسباب بيئية وأمنية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق