نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

أمن الطاقة في أوروبا يواجه صعوبات بسبب الديزل الأميركي

رغم مرور عامين على بدء الحرب في أوكرانيا

حياة حسين

بعد مرور عامين على غزو روسيا لأوكرانيا، ما تزال أزمة أمن الطاقة في أوروبا تتجدد كل حين، وكانت آخر مشكلاتها انخفاض نشاط مصافي التكرير الأميركية؛ ما أثّر سلبًا بأسعار الديزل في أسواق القارة العجوز.

ورغم المحاولات الأوروبية العديدة لتحقيق أمن الطاقة عبر وسائل مختلفة، بعيدًا عن الإمدادات الروسية التي كانت تعتمد عليها بكثافة، خاصة في واردات الغاز، فإن أيّ حدث مفاجئ قد يكشف استمرار هشاشة الموقف الأوروبي في مواجهة تلك الأزمة.

وكشف تقرير، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، أن نشاط مصافي تكرير النفط الأميركية تراجع لعدّة أسباب منذ بداية العام الجاري (2024)؛ ما خفض صادرات الديزل، وزاد مجددًا من مخاطر تواجه أمن الطاقة في أوروبا.

أمن الطاقة في أوروبا والديزل الأميركي

ارتفع سعر الديزل الأميركي إلى أعلى مستوى في 4 أشهر، ووصل إلى 48 دولارًا للبرميل خلال الشهر الجاري؛ ما أضعف فرصة تحقيق ربح للشركات المُصدرة إلى أوروبا، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الإثنين 26 فبراير/شباط 2024.

وكما تراجعت شهية مصدّري الديزل الأميركي، اضطرت مصادر الديزل الأخرى في الشرق الأوسط إلى تعديل مسار رحلاتها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح؛ بسبب اضطرابات البحر الأحمر الناجمة عن هجمات الحوثيين في اليمن على السفن، إضافة إلى ضربات أميركا لمواقع الحوثيين؛ ما أخّر وصول الشحنات إلى أسواق القارة العجوز.

وهبطت كميات الديزل المتاحة للبيع من المصافي الأميركية بنحو 435 ألف برميل/يوميًا؛ نتيجة لعدّة أسباب، منها تعليق العمل في واحدة من كبريات المصافي، وهي "ويتينغ" في ولاية إنديانا؛ بسبب انقطاع الكهرباء.

كما توقفت بعض المصافي الأخرى -مثل التابعة لشركة توتال إنرجي الفرنسية TotalEnergies- بسبب موجة الصقيع، وتبلغ طاقتها 238 ألف برميل يوميًا.

كما هبط إنتاج نواتج التقطير في الولايات المتحدة إلى 4 ملايين برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 9 فبراير/شباط الجاري، وهو أيضًا أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.

وانخفضت مخزونات نواتج التقطير الأميركية لمدة خمسة أسابيع متتالية، وتستقر الآن بنسبة 10% أقل من مستواها في السنوات الخمس الماضية.

خطوط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي
خطوط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي - الصورة من إنرجي كونكشن كندا

هبوط الواردات الأوروبية

هبطت واردات أوروبا من الديزل الأميركي إلى النصف تقريبًا، خلال فبراير/شباط الجاري، وبلغت 6.65 مليون برميل، من 11.44 مليون برميل في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، الذي كانت الواردات فيه عند أعلى مستوى شهري منذ أغسطس/آب 2017، وفق شركة تتبّع السفن "كبلر" (Kpler).

وكان محللو شركة الاستشارات المالية ماكواير (Macquarie )قد كتبوا في مذكرة بحثية هذا الشهر، تعليقًا، يكشف جانب من مخاطر تواجه أمن الطاقة في أوروبا، وقالوا: "يبدو أن الديزل الأوروبي هو أهم المخاطر الحالية في دول القارة بسبب مشكلات الإمدادات".

وواصل سعر الديزل في الأسواق الأوروبية الارتفاع منذ بداية الشهر الجاري، وبلغ 118 دولار للبرميل، مقابل 109 دولارات للبرميل في الشهر نفسه من العام الماضي.

وقال محلل شركة كبلر مات سميث: "إن مصافي النفط الأوروبية تستعد لإجراء بعض التعديلات خلال الشهرين المقبلين؛ لذلك من المتوقع مواصلة الأسعار ارتفاعها؛ ما قد يشجع المصدرين الأميركيين للتصدير للقارة؛ لأن هذا الصعود يرفع فرصة تحقيق ربح".

غير أن أنباء إعادة تشغيل مصافي النفط الأميركية المتوقفة الوشيكة، دفعت أسعار الديزل في الولايات المتحدة إلى الهبوط مجددًا بنسبة 30%، عن قمّته الأخيرة، إلى 34 دولارًا للبرميل.

ومن المتوقع أن تزيد الطاقة الإنتاجية لتلك المصافي بنحو 431 ألف برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 23 فبراير/شباط 2024؛ ما يقلل القدرة المعطلة حاليًا إلى 1.8 مليون برميل يوميًا، وفق شركة الأبحاث "آي آي آر إنرجي" IIR Energy، قبل يومين.

وتمثّل هذه الانفراجة أنباء جيدة تخفف من الضغط على أمن الطاقة في أوروبا، إذ من المنتظر بدء إرسال الشحنات إلى القارة.

وتصل 3 سفن تحمل أكثر من 850 ألف برميل من الديزل من ساحل المحيط الأطلسي الأميركي إلى موانٍ أوروبية مختلفة الشهر المقبل، وفق بيانات الشحن في سبارتا وكبلر.

وتُظهر بيانات كبلر أن شحنتين تبلغان أكثر من مليون برميل، ستنطلقان من ساحل الخليج الأميركي إلى أوروبا، ويُتوقع وصولها في أبريل/نيسان المقبل.

ولم تتوقف مساعي تحقيق أمن الطاقة في أوروبا، بعيدًا عن روسيا، منذ غزو موسكو لكييف في فبراير/شباط من 2022، ورغم ذلك ما تزال القارة العجوز تواجه أزمات متتالية في تحقيق هذا المستهدف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق