التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانياعاجلنفط

النفط الروسي يتدفق بحرًا عبر 300 سفينة.. وهؤلاء هم المستفيدون

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الولايات المتحدة وحلفاؤها فرضوا قيودًا لمنع الناقلات وخدمات الشحن من نقل النفط الروسي.
  • سيتعين على روسيا اللجوء إلى أسطول الناقلات المستعدة للالتفاف على العقوبات لنقل نفطها.
  • استخدام أساطيل الظل يُعَد ممارسة شائعة وتستخدمها إيران وفنزويلا منذ مدة طويلة.
  • الناقلات اليونانية تحمل نحو 70% من النفط الخام العالمي.
  • باكستان وروسيا اتفقتا على استكمال عملية تصدير النفط والغاز بنهاية مارس/آذار المقبل.

تواجه صادرات النفط الروسي مأزقًا يتعلق بعمليات الشحن؛ إذ إن أسطول الناقلات غير قادر على أداء المهمة بأكملها، وتسعى موسكو لمواصلة حشد "أساطيل الظل" المملوكة لشركات خارجية في بلدان لديها قوانين شحن ملائمة.

وقبل غزو روسيا لأوكرانيا، في 24 فبراير/شباط (2022)، كانت أوروبا إلى حد بعيد أكبر عميل لمبيعات النفط التي تمنح موسكو ثروتها، وكانت حصتها أكبر من السوق المحلية الروسية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومنذ أن حظرت الدول الأوروبية معظم واردات النفط الروسية، العام الماضي (2022)، اضطرت موسكو إلى بيع المزيد منه إلى أماكن أخرى مثل الصين والهند، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية إن بي آر (National Public Radio).

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها قيودًا لمنع الناقلات وخدمات الشحن من نقل النفط الروسي، ما لم يُبَعْ بسعر 60 دولارًا للبرميل أو أقل.

في الوقت الحالي، تباع العلامة التجارية الرائدة الأبرز ضمن إنتاج النفط الروسي "خام الأورال" بأقل من هذا السعر، لكنه قابل للتغيير، وفقًا للمحللين والمراقبين.

أسطول الظل

سيتعين على موسكو اللجوء إلى ما يُعرف في صناعة النفط باسم "أسطول الظل" أو الناقلات المستعدة للالتفاف على العقوبات لنقل النفط الروسي إلى مواقع أبعد في آسيا أو في أماكن أخرى.

النفط الروسي
نموذج لواحدة من أسطول ناقلات الظل - الصورة من Business Insider

وقال المحلل لدى شركة الوساطة والاستشارات المتخصصة في الطاقة والنقل البحري "بوتِن آند بارتنرز"، إريك برويخويزن، إن أسطول الظل يتكون من 200 إلى 300 سفينة، مضيفًا: "جرى شراء الكثير من هذه السفن في الأشهر الأخيرة تحسبًا لهذا الحظر من الاتحاد الأوروبي".

وأوضح أن الغرض الوحيد من هذه السفن هو نقل النفط الروسي الخام فقط، عندما يُعَد قيام نوع من المالكين العاديين بذلك مخالفة قانونية، مشيرًا إلى أن استخدام أساطيل الظل هو ممارسة شائعة وتستخدمها إيران وفنزويلا منذ مدة طويلة لتجنب عقوبات النفط الغربية.

وأردف قائلًا: "لذا فإن الروس يأخذون فقط صفحة من الكتاب نفسه، وهم ينسخون نوعًا ما ما فعله الإيرانيون والفنزويليون، مشيرًا إلى أن الاختلاف الرئيس يكمن في أن روسيا هي أكبر مصدر للنفط في العالم".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة استشارات تمويل الشحن "كاراتزاس مارين أدفايزرز" -ومقرّها نيويورك- باسيل كاراتزاس: إن معظم السفن في أساطيل الظل مملوكة لشركات خارجية في بلدان ذات قواعد شحن أكثر تساهلًا، مثل بنما وليبيريا وجزر مارشال.

وأوضح أنه يمكن لهذه السفن نقل النفط خلسة من خلال عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في وسط المحيط، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية إن بي آر (National Public Radio) في 21 يناير/كانون الثاني الجاري.

صلاحيات الناقلات

يقول باسيل كاراتزاس، إن أصحاب ناقلات أسطول الظل لديهم التزام محدود بقرارات حكومات أو بنوك الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، ومن ثَم فإن خوفهم من التعرض للعقوبات محدود، موضحًا أن نسبة الخطر إلى العائد مواتية لأصحاب ناقلات أسطول الظل.

وتابع: "إذا كان بإمكانك تحقيق 10 دولارات، 20 دولارًا للبرميل الواحد، وكانت السفينة تحتوي على مليون برميل من النفط؛ فيمكنك تحقيق ربح قدره 5 ملايين، و10 ملايين دولار لكل رحلة".

وألمح كاراتزاس إلى أن "ناقلات أسطول الظل تميل إلى أن تكون قديمة ومحطَّمة، لكن منذ بداية حرب أوكرانيا أصبحت ذات قيمة عالية بسبب الشحنات".

وقال: "في فبراير/شباط 2022، كانت قيمة السفينة البالغة من العمر 20 عامًا قريبة إلى حد ما من الخردة"، مضيفًا أن سعرها يمكن أن يتضاعف بسهولة؛ حيث تبلغ قيمة هذه السفن الآن 40 مليون دولار سنويًا، وقد قدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأصحاب السفن "هدية لطيفة للغاية".

وأضاف الباحث لدى مركز ديفيس للدراسات الروسية الأوراسية بجامعة هارفارد، كريغ كينيدي: "إنه في الوقت الحالي، من القانوني لأي سفينة أن تنقل النفط الروسي؛ لأنها تبيع بأسعار أقل من السقف الذي تفرضه الدول الغربية".

وأوضح أنه إذا ارتفع سعر النفط الروسي فوق 60 دولارًا للبرميل؛ فسيتعين على الناقلات التفكير مليًّا في الأمر.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج روسيا من النفط الخام، خلال الأعوام من 2019 حتى 2022، مع توقعات الإنتاج خلال العام الجاري (2023) بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة:

إنتاج النفط الروسي

وأشار كينيدي إلى أن الناقلات اليونانية تحمل نحو 70% من النفط الخام العالمي، وأن لدى موسكو أسطولًا ضخمًا ولكن يمكنه أن يحمل أقل من 20% من صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا.

وتابع: "سيتعين على الكرملين اتخاذ قرار صعب للاختبار بين أن يخفض الإنتاج أو يخفض الأسعار"، بحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

التصدير إلى باكستان

اتفقت باكستان وروسيا على استكمال عملية تصدير النفط والغاز، بنهاية مارس/آذار المقبل، مع سداد إسلام آباد "بعملات دول صديقة" بدلًا من الدولار الأميركي، بحسب ما أوردته قناة تي آر تي العالمية التركية (TRT World) في 21 يناير/كانون الثاني الجاري.

تجدر الإشارة إلى أنه لم تكن لباكستان -تاريخيًا- علاقات تجارية كبيرة مع روسيا، على عكس الهند المجاورة.

وكانت باكستان، باعتبارها حليفًا تقليديًا للولايات المتحدة، مترددة في القيام بأي أعمال تجارية مع موسكو في الماضي.

وقال وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، إن روسيا قد تبدأ في تصدير النفط إلى باكستان المتعطشة للطاقة بعد مارس/آذار إذا اتُّفِقَ على الشروط، وإن بلاده تناقش مع إسلام آباد إمكان الدفع بعملات دول "صديقة".

في المقابل، تواجه باكستان أزمة ميزان مدفوعات جرّاء انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي إلى 4.6 مليار دولار، وهو ما يكفي بالكاد لتغطية 3 أسابيع من الواردات، معظمها للنفط، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

شراء النفط الروسي

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت باكستان أنها تدرس شراء النفط الخام الروسي بخصم أُسوَة بالهند المجاورة التي كانت تشتري من موسكو.

النفط الروسي
مرافق لتخزين النفط الخام في روسيا - الصورة من CNN

وقال مسؤولون باكستانيون، ووزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، الموجود في إسلام آباد للمشاركة في اللجنة الحكومية الدولية السنوية للتجارة والاقتصاد، يوم الجمعة 20 يناير/كانون الثاني: إن العناصر الرئيسة للاتفاق لم يُتَّفَق عليها حتى الآن.

وأبلغ شولغينوف الصحفيين في روسيا: "فيما يتعلق بتوريد النفط الخام والمنتجات البترولية، اتفقنا من الناحية النظرية على تطوير وتوقيع اتفاقية من شأنها تحديد وحل جميع القضايا اللوجستية والتأمين والدفع والكميات"، بحسب وكالة الأنباء الحكومية الروسية نوفوستي.

وأشار شولغينوف إلى أن "المفاوضات جارية" بشأن التسوية بعملات الدول "الصديقة"، أي الدول غير الغربية التي لم تفرض عقوبات اقتصادية على روسيا ردًا على غزوها لأوكرانيا؛ إذ يُدفع ثمن النفط عمومًا بالدولار.

وقال شولغينوف إن الجانبين "وضعا جدولًا زمنيًا لهذه الاتفاقية في بياننا المشترك؛ وهو أواخر مارس/آذار"، وفقًا لوكالة الإعلام الروسية.

التداول بعملة بديلة

قال وزير النفط الباكستاني، مصدق مالك، لتلفزيون جيو نيوز المحلي، إن إسلام آباد تريد استيراد 35% من إجمالي احتياجاتها من النفط الخام.

وأضاف: "إذا كانت لدينا دولارات فائضة؛ فنحن مستعدون للتجارة بالدولار، وإذا كان هناك نقص في الدولارات ولدينا بعض العملات الأخرى في احتياطياتنا، فنحن مستعدون للتداول في ذلك".

واضاف "كل هذه الأشياء ستنتهي خلال الأيام الـ60 المقبلة، بحيث تبدأ إمدادات النفط الروسي بنهاية مارس/آذار".

وقال وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، إن شركات الغاز الروسية قد لا تكون في وضع يسمح لها في الوقت الحالي بزيادة أي إمدادات لباكستان.

وأردف قائلًا: "لقد قررنا أن من مصلحة باكستان أن تتواصل مع شركتي غازبروم ونوفاتك، وهما أكبر شركتين منتجة للغاز الطبيعي المسال في أواخر عام 2023؛ لمناقشة الظروف عندما تكون لديهما قدرات إنتاج فائضة".

جدير بالذكر أن باكستان تعتمد حاليًا على النفط من دول الخليج، التي غالبًا ما تقدم تسهيلات مثل المدفوعات المؤجلة ويمكن أن تزود بتكاليف نقل أقل، بالنظر إلى قرب باكستان النسبي.

وقد أثر انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء في الأسر والصناعات المحلية بما في ذلك صناعة المنسوجات، وهي واحدة من أكبر الصناعات في باكستان، مع إغلاق بعض المحطات مؤقتًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق