التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

أمين عام أوابك: مليارات البشر يحتاجون للنفط والغاز

أحمد بدر

دعا أمين عام أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني إلى ضرورة تكثيف وتعزيز الخطاب الإعلامي النفطي في الدول الأعضاء بالمنظمة، لتفنيد بعض المعلومات المغلوطة وغير الدقيقة عن صناعة النفط.

ولفت أمين عام منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، في افتتاحية مجلة المنظمة، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، إلى أنه لا يخفى على أحد أن التطورات الهائلة التي شهدها قطاع الإعلام خلال العقدين الماضيين، أثّرت في قطاع واسع من المتلقّين.

وأوضح أمين عام أوابك أنه مع التطورات الهائلة والمتسارعة التي شهدتها صناعة الطاقة العالمية، أصبحت هناك حاجة إلى تصحيح بعض المصطلحات المستجدة في الصناعة، وتعريفها تعريفًا دقيقًا، بما يتماشى مع سياسات وتوجهات الدول المنتجة والمصدرة للطاقة.

مصطلح تحول الطاقة

أشار أمين عام أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني، على سبيل المثال، إلى مصطلح "تحول الطاقة"، الذي يُرَوَّج له إعلاميًا، إذ يرى أن الدقة والتصحيح الواجب يقتضيان استعمال "تحولات الطاقة"، لأن ما يشكّل تحول الطاقة في أوروبا أو الولايات المتحدة، يختلف بشكل كبير في دول أخرى من العالم.

وأضاف: "تحولات الطاقة لها معنى مختلف تمامًا بالنسبة لمليارات البشر في الدول النامية، غير القادرين على الوصول إلى الكهرباء أو وسائل الطهي النظيفة"، وفق ما كتبه اللوغاني في عدد مجلة أوابك لشهر فبراير/شباط (2024).

تحول الطاقة

وأكد أمين عام أوابك ضرورة التمييز بين الطموحات والتطبيق العملي، إذ إن تحولات الطاقة تتطلب مزيدًا من الوقت والجهد، بالإضافة إلى أن المستقبل المستدام للطاقة الذي يتطلع العالم إليه يتطلب تبنّي جميع مصادر وتقنيات الطاقة ذات الصلة.

بالإضافة إلى ذلك، وفق اللوغاني، هناك حاجة إلى إدراك أن لكل دولة مسارها الفريد باتجاه تحولات الطاقة، ويجب بناء مستقبل الطاقة على الحقائق العلمية التي لا جدال فيها أو حولها، وليس على اتجاهات "أيديولوجيات" تتباين حولها وجهات النظر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

لذلك، يرى أنه لا يجوز تصنيف المصادر الهيدروكربونية بصفتها مصادر طاقة سلبية، كما أنه عند مناقشة مستقبل التحولات في استهلاك الطاقة الأولية، يجب التأكيد على أن النفط والغاز يشكلان نسبة كبيرة من هذا الاستهلاك، ولا يمكن إقصاؤهما بأيّ حال من الأحوال من مزيج الطاقة العالمي، كما يروّجون.

وقال أمين عام أوابك: "الخطابات الواقعية والصريحة لوزراء الطاقة في الجلسات الوزارية لمؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر الذي عُقِد في قطر، تضمنت رسائل إعلامية واضحة المعالم، وأكدت أهمية الانتقال العادل والمتوازن والمستدام نحو طاقة منخفضة الكربون".

وأشاد بتأكيد وزراء الدول الأعضاء في المنظمة على أن هذه التحولات لا بد أن تأخذ بالحسبان التطورات التكنولوجية التي تمكّن من إنتاج طاقة نظيفة، إذ إن استغلال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله في عمليات إنتاج النفط والغاز، مع التحكم في انبعاثاتها ستعزز إمكان وصول العالم إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050".

وكان مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر، قد اختتم أعماله في العاصمة القطرية الدوحة، في 12 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2023)، إذ شهد مناقشات ورسائل مهمة، أكد الوزراء المشاركون من خلالها ضرورة الحفاظ على مختلف مصادر الطاقة.

ختام فعاليات مؤتمر الطاقة العربي في العاصمة القطرية الدوحة (12 ديسمبر 2023)
ختام فعاليات مؤتمر الطاقة العربي في العاصمة القطرية الدوحة (12 ديسمبر 2023)

وأشار البيان الختامي للمؤتمر، الذي نشرته منصة الطاقة المتخصصة بعد مشاركتها في أعماله، إلى مناقشة الموضوعات المتعلقة بتطورات أوضاع الطاقة دوليًا، وانعكاساتها على قطاع الطاقة العربي، وجهود الدول العربية لمواجهة تحديات تحولات الطاقة.

وتضمَّن البيان 7 توصيات تتعلق بقضايا الطاقة والبيئة وتغير المناخ والتنمية المستدامة، ومصادر الطاقة العربية والعالمية، بجانب الصناعات النفطية، وإدارة الطلب على الطاقة عربيًا، والتطورات التكنولوجية وانعكاساتها على قطاع الطاقة.

الاستثمار في إنتاج النفط

يقول أمين عام أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني، إن الاستثمار في إنتاج النفط لا يعني تجاهل التحول إلى الطاقة النظيفة، بل على العكس، يعني الاعتراف بحقيقة الحاجة إلى مزيج متنوع من الطاقة لضمان أمن الطاقة العالمي.

ولفت إلى أنه مع تصاعد تحديات تغير المناخ، يجب تأكيد عدم التخلّي عن مليارات البشر الذين يعتمدون على النفط والغاز لتلبية احتياجاتهم اليومية من الطاقة، كما يجب أن تأخذ سيناريوهات الحياد الكربوني المختلفة في الحسبان السياقات الوطنية لكثير من دول العالم النامية.

وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالانبعاثات، يجب اعتماد مصطلح "الخفض التدريجي"، وليس "التخلص التدريجي"، نهجًا أكثر قابلية للتطبيق من الناحية العملية، إذ إن التخلص التدريجي يعني توقفًا كاملًا لبعض الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.

استثمارات النفط والغاز

لكن، وفق أمين عام أوابك، يعني الخفض التدريجي أن الصناعات يمكنها الحدّ من انبعاثات الغاز الضارة بطريقة تُجنّب حدوث أيّ اختلالات في الإنتاج، ومن ثم فإن هذا النهج المدروس يوفر فرصة أفضل لتحقيق الأهداف المطلوب دون مساس بالاقتصاد، وفق ما كتبه اللوغاني، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ووصف أمين عام أوابك المخاوف المتعلقة بوصول الطلب على النفط إلى ذروته بأنه "جدل عقيم" وتخمينات قائمة على افتراضات مسبقة، موضحًا أن الواقع هو أن الطلب على النفط سيواصل ارتفاعه، حسبما تشير بيانات منظمة أوبك.

وتابع: "سيزيد الطلب العالمي على النفط خلال العام ونصف العام القادمين، بنحو 5 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يعدّ تحديًا لفكرة الذروة المتوقعة.. والتصدي لمثل هذه التحديات يتطلب نهجًا إعلاميًا أكثر قوة ودقة، لإرسال رسائل واضحة تحافظ على مصالح دول "أوابك" وتوقف تصنيف النفط والغاز بصفتهما مصادر طاقة سلبية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق