التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أكبر محطة طاقة متجددة في العالم تستضيفها الهند

باستثمارات 20 مليار دولار

سامر أبو وردة

أعلنت شركة أداني غرين إنرجي الهندية (AGEL) مشروعًا لإنشاء أكبر محطة طاقة متجددة في العالم على مساحة أكثر من 200 ميل مربع، غرب البلاد.

تتولى وحدة الطاقة النظيفة التابعة لشركة أداني إنشاء المحطة العاملة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ولاية جوجارات، بتكلفة استثمارية تبلغ نحو 20 مليار دولار أميركي، تحت مسمى مجمع خافدا للطاقة المتجددة.

وستلبي أكبر محطة طاقة متجددة في العالم، بعد إكمال بنائها خلال 5 سنوات، احتياجات 16 مليون منزل هندي من الكهرباء النظيفة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أكبر محطة طاقة متجددة عالميًا

تُسهم أكبر محطة طاقة متجددة في العالم بتلبية الاحتياجات المتنامية للكهرباء في الهند، أكبر دولة في العالم في تعداد السكان وأسرع اقتصاد رئيس نموًا، وتدعم جهود نيودلهي في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهدافها المناخية، إذ ما يزال الفحم يشكّل 70% من قدرة توليد الكهرباء فيها.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد أعلن أن بلاده تستهدف إنتاج 50% من الكهرباء من المصادر المتجددة، بحلول نهاية هذا العقد، وفي عام 2021، قال رئيس الوزراء الهندي، إن نيودلهي ستحقق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2070.

وتستهدف نيودلهي توليد 500 غيغاواط من الكهرباء من مصادر الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030. وتُخطط شركة أداني غرين إنرجي (AGEL) لتوفير ما لا يقلّ عن 9% من ذلك، مع قرابة 30 غيغاواط تُنتج من أكبر محطة طاقة متجددة في العالم في ولاية غوجارات وحدها.

وستنتج أكبر محطة طاقة متجددة في العالم كهرباء تكفي لتشغيل سويسرا، وسيكون مجمع خافدا أكبر محطة للطاقة في العالم، بغضّ النظر عن مصدر الطاقة، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

محطة طاقة شمسية في الهند
محطة طاقة شمسية في الهند - الصورة من موقع شركة أداني

وتعادل مساحة أكبر محطة طاقة متجددة في العالم 5 أضعاف مساحة مدينة باريس، وسيحول المشروع مساحات شاسعة من الصحراء الواقعة على حدود الهند الغربية إلى واحد من أهم مصادر الطاقة المتجددة في العالم.

وقال المدير التنفيذي لشركة أداني غرين إنرجي، ساجار أداني: "لم أعد أقوم بالحسابات بخصوص أكبر محطة طاقة متجددة في العالم بعد الآن"، بحسب ما أوردت شبكة CNN.

وقالت شركة أداني غرين إنرجي، إن أكبر محطة طاقة متجددة في العالم -الواقعة على بعد 12 ميلًا من الحدود الهندية الباكستانية- ستغطي أكثر من 200 ميل مربع.

وأضاف أداني، إن المنطقة كبيرة جدًا وغير مثقلة بالأعباء، ولا توجد بها حياة برية ولا نباتات، مردفًا: "لا يوجد استعمال بديل أفضل لتلك الأرض".

الطاقة في الهند

تُعدّ الهند ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم، رغم أن استعمال الطاقة والانبعاثات لكل شخص أقل من نصف المتوسط ​​العالمي، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية في باريس.

ومنذ عام 2000، تضاعف الطلب على الطاقة في الهند نتيجة ارتفاع الدخول، وما يزال يُلَبّى 80% منه عن طريق الفحم والنفط والكتلة الحيوية الصلبة.

وقال أداني تعليقًا على استعمال الوقود الأحفوري: "إذا فعلت الهند ما فعلته الصين، وإذا فعلت الهند ما فعلته أوروبا، وإذا فعلت الهند ما فعلته الولايات المتحدة، فسنكون جميعا أمام مستقبل مناخي قاتم للغاية".

ويتوقع محللون أن يصل معدل النمو بمعدل السنوي في الهند إلى ما لا يقل عن 6% في السنوات القليلة المقبلة، وأنها قد تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم، قبل نهاية هذا العقد.

وأضاف المحللون، أنه مع التطور والتحديث، سوف يرتفع عدد السكان في المناطق الحضرية، مما سيؤدي إلى ارتفاع هائل في بناء المنازل والمكاتب والمحلات التجارية وغيرها من المباني، وأنه من المقرر أن تضيف الهند ما يعادل لندن إلى عدد سكانها في المناطق الحضرية كل عام على مدى السنوات الـ30 المقبلة.

كما يتوقع المحللون ارتفاع الطلب على الكهرباء بشكل كبير في السنوات المقبلة، بسبب التحسّن في مستويات المعيشة، بالإضافة إلى تغير المناخ.

وتسبَّب تغير المناخ بزيادة موجات الحر القاتلة في جميع أنحاء الهند، ونتيجة لذلك، يُتوقع ارتفاع كبير في ملكية مكيفات الهواء، السنوات المقبلة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن يتجاوز إجمالي الطلب على الكهرباء في الهند من مكيفات الهواء السكنية إجمالي استهلاك الطاقة في أفريقيا بأكملها حاليًا، بحلول عام 2050.

عام مضطرب لشركة أداني

تأسست مجموعة أداني (Adani)، المملوكة لجاوتام أداني، ثاني أغنى رجل في آسيا، الذي تبلغ ثروته البالغة 100 مليار دولار، عام 1988، وهي أكبر مستورد للفحم في الهند، ولها نشاطات أخرى في مجالات المواني، ومحطات الطاقة الحرارية، والتعدين، والأسمنت.

وتستهدف شركة أداني -مُنشأة أكبر محطة طاقة متجددة في العالم- استثمار 100 مليار دولار في مجال تحول الطاقة على مدى العقد المقبل، مع تخصيص 70% من الاستثمارات لمشروعات الطاقة النظيفة.

مشروعا طاقة شمسية لشركة أداني
مشروعا طاقة شمسية لشركة أداني - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

في يناير/كانون الثاني 2023، اتهمت شركة هيندنبرج الأميركية للبيع على المكشوف (Hindenburg Research) مجموعة أداني بالتورط في عمليات احتيال على مدى عقود.

وتسبَّب تقرير هيندنبرغ في انهيار كبير لسوق الأوراق المالية، وخسرت أداني ما يزيد عن 100 مليار دولار من قيمة شركاتها المدرجة، بالإضافة إلى خسارة أكثر من 80 مليار دولار من ثروة غوتام أداني الشخصية.

ووصفت مجموعة أداني، صاحبة أكبر محطة طاقة متجددة في العالم، تقرير هيندنبرغ بأنه خبيث، ولا أساس له من الصحة.

لكن أداني نجح في استعادة توازنه، وتعمل المجموعة حاليًا على ضخ المليارات في قطاع الطاقة النظيفة، إذ لم تتأثر الخطط الخضراء الكبيرة لها بما مرّت به، خلال هذا العام المضطرب، وبدأت بإنشاء أكبر محطة طاقة متجددة في العالم.

وقال ساجار أداني، إن الفشل في التحول إلى الطاقة المتجددة ليس خيارًا، ليس هناك خيار أمام الهند سوى البدء في القيام بالأشياء بحجم ونطاق لم يكن من الممكن تصوّره من قبل، لأن الطلب على الطاقة سوف ينفجر في السنوات المقبلة.

استثمارات أداني في الوقود الأحفوري

ينتقد خبراء المناخ استمرار الاستثمارات الضخمة لمجموعة أداني في مجال الوقود الأحفوري، رغم أن الخطط الخضراء للمجموعة مثيرة للإعجاب، ولا سيما أكبر محطة طاقة متجددة في العالم.

إذ لا يمكن للهند تلبية احتياجاتها المتزايدة للكهرباء اعتمادًا على الوقود الأحفوري، دون عواقب وخيمة على الجهود المبذولة لمواجهة التغير المناخي.

وقالت مجموعة أداني: :إذا تخيلت إضافة 800 غيغاواط من القدرة الحرارية التي تعمل بالفحم، فإن هذا في حدّ ذاته سيقضي على جميع مبادرات الطاقة المستدامة الأخرى التي تحدث في جميع أنحاء العالم، من حيث انبعاثات الكربون"

وقال مدير مؤسسة تمويل الطاقة المناخية -مقرّها سيدني- تيم باكلي: "إن جوتام أداني يواصل السير على جانبي الشارع”.

وتابع باكلي: "ستكون الهند في وضع أفضل بكثير إذا خصصت شركة أداني 100% من جهودها ومواردها لتطوير تقنيات منخفضة التكلفة خالية من الانبعاثات، بدلًا من استثمار المليارات في مشروعات جديدة للوقود الأحفوري".

وقال ساجار أداني، إن أكثر من 600 مليون شخص في الهند سيدخلون إلى الدخل المتوسط ​​والعالي خلال العقد أو العقد ونصف العقد المقبلين، وهؤلاء لا يمكن حرمانهم من احتياجاتهم الأساسية من الكهرباء.

وتابع: "سيكون الجميع سعداء إذا تمكّنّا من الحصول على 100% من تلك الكهرباء من مصادر الطاقة المستدامة، لكن عمليًا، هذا ليس خيارًا في الوقت الحالي".

وأكمل: "الناشطون في الدول المتقدمة، التي أطلقت تاريخيًا المزيد من الغازات الدفيئة، غالبًا ما يكونون غير قادرين على فهم التحدي المذهل الذي يواجه الهند لتنمية اقتصادها وصناعة الطاقة النظيفة في الوقت نفسه".

واستطرد قائلًا: "من المهم جدًا احترام حقيقة أن لكل دولة حقها الخاص في التأكد من حصول شعبها على خدمة جيدة من منظور الطاقة"، مشيرًا إلى أن الهند تخفض من استعمال الفحم، وتضيف كميات هائلة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق