سياراتتقارير السياراترئيسية

ألمانيا لن تحقق هدف نشر 15 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030 (دراسة)

أسماء السعداوي

سلّطت دراسة حديثة الضوء على الحاجة الملحّة لتسريع مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا لتحقيق هدف نشر 15 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030.

يأتي ذلك نظرًا لأن قطاع النقل أحد الأسباب الرئيسة التي تعرقل مسيرة مكافحة التلوث في ألمانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن أجل تحقيق أهداف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، يتعين على ألمانيا إجراء "تحول حاد" في مبيعات السيارات الكهربائية.

وبحسب تقديرات الجمعية الفيدرالية للطاقة المتجددة (BEE)، يجب زيادة مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا بمقدار 4 أضعاف خلال السنوات الثلاثة المقبلة، وبمقدار 6 أضعاف بحلول 2030 لتحقيق هدف 2030.

مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا

شكّلت السيارات الكهربائية في ألمانيا نحو خُمس المبيعات الجديدة خلال عام 2023 المنصرم، بانخفاض عن حصة الثُلث في العام السابق (2022).

وبيعت 1.4 مليون سيارة كهربائية تعمل بالبطارية، في مقابل 2.9 مليون سيارة هجينة، وفق بيانات هيئة النقل الفيدرالية الألمانية (KBA).

وكانت الهيمنة من نصيب سيارات البنزين والديزل التي ارتفعت نسبة مبيعاتها في 2023، إلى 44.4 مليون سيارة جديدة.

وبصورة مفاجئة، قررت الحكومة في ديسمبر/كانون الأول المنصرم (2023) إنهاء برنامج الإعانات المقدمة للسيارات الكهربائية بصورة دائمة، بعدما قدّمت نحو 10 ملايين يورو (10.9 مليون دولار أميركي) منذ عام 2016.

وتعرضت صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي لأزمة حادة بالميزانية، دفعتها لإلغاء الدعم، في خطوة بررها متحدث باسم الحكومة بقوله: إنه "لم يعد لديها ما يكفي من الأموال المتاحة".

وكان من المقرر استمرار برنامج الدعم حتى نهاية عام 2024 الجاري، لكن طلبات الحصول على الدعم للمتقدمين توقفّت بدءًا من يوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول المنصرم.

الفحوصات النهائية لسيارة أي دي فور الكهربائية
الفحوصات النهائية لسيارة أي دي فور الكهربائية - الصورة من وكالة بلومبرغ

نتائج الدراسة

وفق تقديرات الجمعية الفيدرالية للطاقة المتجددة (BEE)، فإن برلين ستُخفق في تحقيق هدف تسيير 15 مليون سيارة كهربائية على الطرق بحلول 2030، وفي المقابل سيصل العدد إلى 10 ملايين فقط.

كما لن تتمكن ألمانيا من تحقيق هدف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بمقدار الثلث تقريبًا، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

يقول رئيس الجمعية، سيمون بيتر، إن تحول قطاع النقل الألماني "في طريقه للصدام مع أهداف المناخ".

وبحسب الجمعية، فإنه حتى إذا نجحت ألمانيا في بلوغ عدد السيارات الكهربائية على الطرق، فمن المحتمل أن يُخفق قطاع النقل في تحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات، وسيحتاج أيضًا إلى مدّ يد العون.

تحديات السيارات الكهربائية في ألمانيا

تتوقع جمعية صناعة السيارات الألمانية (VDA) انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 9% في 2024.

وأقرّ وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، بأن ألمانيا لن تحقق هدف نشر 15 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030 إذا استمرت زيادة المبيعات بطريقة خطية، مشيرًا إلى أن الظروف المناسبة قد تُحدث نقطة تحول في الطلب.

وخلال زيارته لمصنع شركة السيارات مرسيدس بنز (Mercedes-Benz) في برلين: قال الوزير: "لكن التطورات التقنية والأهم القبول المجتمعي لا يتطوران بصورة متوازية.. في بعض الأحيان هناك نقاط تحول مثل زيادة نطاق القيادة وانخفاض الأسعار والنمو السريع لنقاط الشحن".

وتشهد السيارات الكهربائية في ألمانيا وأوروبا -عمومًا- نموًا بطيئًا؛ لأسباب، من بينها حالة عدم اليقين التي تحيط بالمستهلكين فيما يتعلق بتحقيق متطلبات السلامة ونطاق القيادة والأسعار.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وضعت إستراتيجية لاستثمار 6.3 مليار يورو (6.9 مليار دولار) لزيادة عدد محطات الشحن إلى مليون بحلول عام 2030.

وحتى شهر سبتمبر/أيلول (2023)، بلغ عدد محطات الشحن العاملة نحو 105 آلاف فقط، وبناءً على ذلك، ستحتاج ألمانيا إلى مضاعفة وتيرة بناء المحطات 3 أضعاف لتحقيق هدف 2030، وفق تقديرات الرابطة الألمانية لصناعة السيارات.

وفي العام الماضي، قررت شركة فولكسفاغن الألمانية (Volkswagen) خفض إنتاج السيارات الكهربائية في أحد أكبر مصانعها بعد "إحجام قوي من قبل العملاء" تسبَّب في هبوط المبيعات بصورة أعلى من المتوقع.

كما أرجأت الشركة العملاقة إنتاج أحد طرازات السيارات الكهربائية إلى وقت لاحق من العام، نتيجة حالة عدم اليقين التي تغلّف القطاع الذي يعدّ إحدى ركائز الاقتصاد.

تسريح العمال

من المحتمل أن يؤدي سوء أحوال القطاع إلى تسريح آلاف العمال، إذ يعاني كبار مورّدي السيارات من ارتفاع التكاليف وبطء الطلب.

وحذّرت شركة زد إف فريدريشهافين (ZF Friedrichshafen)، من طرد نحو 12 ألف شخص في "أسوأ السيناريوهات" بحلول عام 2030.

كما قالت شركة بوش أكبر مورد للسيارات في العالم لفورد (Ford)، وجنرال موتورز (GM)، وتويوتا (Toyota)، وفولكسفاغن، وبي إم دبليو (BMW)، إن 1200 من العاملين بقسم البرمجيات والإلكترونيات سيُفصلون بحلول نهاية عام 2026.

كما أعلنت شركة تصنيع قطع غيار السيارات الألمانية كونتيننتال (Continental) أنها ستلغي آلاف الوظائف في جميع أنحاء العالم، ضمن خطة لتوفير 400 مليون يورو (433.5 مليون دولار) سنويًا، بدءًا من 2025.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق