تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

مفاجأة بأحدث عطاءات الكهرباء في المملكة المتحدة.. وموقفها "لا تحسد عليه"

توقعات بانقطاع التيار في بريطانيا خلال السنوات الـ4 المقبلة

أسماء السعداوي

سجلت نتائج آخر عطاء لشراء الكهرباء في المملكة المتحدة تطورًا يثير تساؤلات حول استمرار الغاز الطبيعي بتلبية الطلب، في ضوء مساعي التحول الكامل إلى الطاقة المتجددة.

ووفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، ستستحوذ محطات التوليد العاملة بالغاز الطبيعي على نصيب الأسد (67%) في إمدادات الكهرباء الاحتياطية في العام المالي 28-2027.

وقالت شركة ناشونال غريد (National Grid)، إن ترسية العطاء جرت عند سعر 65 جنيهًا إسترلينيًا (82 دولارًا) للكيلوواط/ سنويًا، وهو أعلى سعر على الإطلاق.

وفي عام 2014، أطلقت المملكة المتحدة عطاءات الكهرباء الاحتياطية؛ إذ تدفع الحكومة للشركات المزودة للإمدادات مقابل إتاحة قدرات التوليد للإنتاج؛ من أجل ضمان توافر كهرباء كافية بأوقات الذروة.

يتزامن ذلك مع تحذير من حدوث عجز في إنتاج الكهرباء في عام 2028؛ بسبب خروج محطتين نوويتين وآخر محطة فحم، وتأجيل انطلاق محطة هينكلي بوينت سي، وسط مساعٍ واسعة للكهربة النظيفة لتحقيق الحياد الكربوني.

نتائج عطاءات الكهرباء في المملكة المتحدة

تمثّل نتائج العطاء اعترافًا باستمرار دعم المملكة المتحدة لمحطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي خلال النصف الثاني من العقد الجاري؛ إذ تدفع الحكومة مقابلًا سخيًا لتأمين الإمدادات الموثوقة في المستقبل.

وتحصل محطات الكهرباء على مدفوعات للمساعدة في تغطية التمويل أو التكاليف الثابتة حتى لو لم تكن ضرورية على الإطلاق، وسوف يُستعان بمحطات الغاز في حالة عدم شروق الشمس أو هبوب الريح.

وتستهدف بريطانيا توليد 100% من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2035، وفي ذلك الوقت ستحتاج إلى نشر تقنيات خفض الانبعاثات، مثل احتجاز الكربون وتخزينه.

وتُقام العطاءات قبل 4 سنوات من موعد التسليم، يُضاف إليها عطاء آخر أصغر يُعقد قبل عام واحد من موعد التسليم.

محطة كهرباء تعمل بالغاز في المملكة المتحدة
محطة كهرباء تعمل بالغاز في المملكة المتحدة - الصورة من "newscientist"

وفي العطاء الذي أُعلنت نتائجه الثلاثاء 27 فبراير/شباط (2024)، مُنحت عقود بإجمالي قدرات 43.4 غيغاواط، وفق تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وتضمنت قائمة الفائزين شركات "إي دي إف" (EDF)، ويونيبر (Uniper)، ودراكس (Drax)، وآر دبليو إي (RWE)، و"إس إس إي" (SSE).

ومُنحت 77.5% من العقود إلى محطات الكهرباء القائمة، و13% لخطوط الربط مع الدول الأخرى، و3.9% لشركات ستُبنى، و2.4% لخطوط الربط الجديدة.

ووفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، تربط المملكة المتحدة 6 خطوط لنقل الكهرباء مع فرنسا وهولندا وبلجيكا والنرويج والدنمارك.

تعليقًا على الأسعار، يقول محللون بشركة "جيفريز" للأبحاث (Jefferies)، إن ارتفاع الأسعار يعكس ديناميكيات العرض والطلب المحدودة، ويوفر بعض الحماية لمحطات توليد الكهرباء في وجه هبوط أسعار بيع الكهرباء بالجملة بسبب انبعاثات الغاز أو الكربون.

وسيُدفَع مقابل الإمدادات سنويًا، ثم سينعكس على المستهلكين في صورة فواتير أعلى.

ويقول مدير اقتصادات الطاقة والتمويل في شركة "إل سي بي دلتا" (LCP Delta)، سام هوليستر، إن العقود ستكلّف خزينة الدولة 2.7 مليارات جنيه إسترليني (3.4 مليار دولار).

خطر انقطاع الكهرباء

حذّر تقرير حديث أعدّته مجموعة "بابليك فيرست" البحثية ( Public First) من أن شبكة الكهرباء في بريطانيا ستواجه وقتًا عصيبًا بحلول عام 2028؛ بسبب إغلاق محطات الطاقة النووية والتأخر في تسليم محطة هينكلي بوينت سي (Hinkley Point C) وارتفاع حجم الطلب بسبب الحياد الكربوني.

ووضعت المملكة المتحدة هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ومن أجل ذلك ستحتاج إلى توليد المزيد من الكهرباء لتلبية الطلب من السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.

محطة هينكلي بوينت سي النووية-
محطة هينكلي بوينت سي النووية - الصورة من "ذا تيليغراف"

وبحسب التقرير، قد تتعرض بريطانيا لخطر انقطاع الكهرباء خلال السنوات الـ4 المقبلة، نتيجة لما وصفته بـ"الموقف الذي لا تُحسد عليه".

ويرى معدّو التقرير أن الطلب على الكهرباء سيتجاوز سعة الأحمال الأساسية بمقدار 7.5 غيغاواط في أوقات الذروة في 2028، وهو ما سينتج عنه عجز يعادل استهلاك أكثر من 7 ملايين منزل.

ووفق الجدول الزمني، من المقرر خروج محطتي هارتلبول وهيشام 1 النوويتين في مارس/آذار 2026، كما من المقرر إغلاق آخر محطة كهرباء تعمل بالفحم وهي راتكليف-أون- سور خلال العام الجاري (2024)، بحسب تقرير نشرته منصة "يورو نيوز" (Euronews)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب شركة الأبحاث، يسلّط التقرير الضوء على عن أن التأخيرات في تشغيل مشروعات كهرباء جديدة تعمل بالطاقة النووية أو طاقة الرياح البحرية، والغموض بشأن الدعم الحكومي لمحطات توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية بعد عام 2027، قد يحمل تأثيرًا ملموسًا في قدرة المملكة على استمرار توليد الكهرباء.

وأضاف: "هذا له تأثير في إمكان تحقيق الأهداف السياسية لكلا الحزبين الكبيرين (العمال والمحافظين)، المسار لم يحدد، ويمكن لصنّاع السياسات تخفيف حدة الأوقات العصيبة لتوفير نظام كهرباء آمن، لكن أيّ قرار يجب أن يكون مجديًا سياسيا وفنيًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق