سياراتتقارير السياراترئيسية

دراسة: نصف سائقي السيارات الكهربائية يمتلكون أخرى تعمل بالوقود

أسماء السعداوي

تشكّل السيارات الكهربائية حصة كبيرة من السوق العالمية مع مستهدفات خفض الانبعاثات، إلّا أن هناك حالة من عدم الثقة تستحوذ على مالكيها عند السفر لمسافات طويلة.

وكشفت دراسة أجرتها شركة تأجير السيارات "زينيث" (Zenith) ومقرّها المملكة المتحدة، واطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على نتائجها، أن أكثر من نصف من استطُلِعت آراؤهم يحتفظون بسيارة أخرى تعمل بالوقود.

ووفق النتائج، فإن الأغلبية العظمى ليست لديها النية قريبًا للتخلص من سيارات محرك الاحتراق الداخلي العاملة بالوقود الأحفوري التقليدي، والاعتماد بالكامل على السيارات الكهربائية.

وتخطط المملكة المتحدة لحظر سيارات البنزين والديزل الجديدة بدايةً من عام 2035، تحقيقًا لأهداف خفض انبعاثات قطاع النقل، وصولًا لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

مخاوف بشأن السيارات الكهربائية

في أحدث دراساتها، استطلعت شركة زينيث آراء 2800 من عملائها، بغرض تقييم تجربة قيادة السيارات الكهربائية.

وتكشف حقيقة كون 51% من سائقي السيارات الكهربائية يمتلكون سيارة أخرى تعمل بالبنزين والديزل للمسافات الطويلة، استمرار المخاوف وانتفاء اليقين بشأن نطاق القيادة، وعدم موثوقية نقاط الشحن.

وعلى نحو خاص، كانت محدودية نطاق القيادة هي المسبّب الرئيس للقلق؛ إذ وجد رُبع سائقي السيارات الكهربائية ممن شملهم الاستطلاع أن النطاق الحقيقي لمركباتهم أسوأ مما توقّعوا، ومما وعدت به الأرقام الرسمية للشركة المصنّعة.

كما قال 24%، أن تجربة الشحن لم ترقَ إلى المستوى الذي توقّعوه، وقال 46%، إنهم شحنوا سياراتهم في المنزل، وليس من المحطات العامة.

سيدة أثناء شحن سيارتها الكهربائية
سيدة خلال شحن سيارتها الكهربائية- الصورة من "evcandi"

وبصورة رئيسة، يستعمل 50% من السائقين السيارات الكهربائية في المسافات القصيرة التي تصل إلى 30 ميلًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن، لا يثق أكثر من 26% في السيارات الكهربائية عند السفر لمسافات أطول، ويستعملها 18% فقط في المسافات الأطول من 60 ميلًا، وفق نص الدراسة التي نشرتها شركة زينيث عبر موقعها الإلكتروني الرسمي.

وأكد 73% ممن يمتلكون سيارتين كهربائيتين بمحرك احتراق داخلي، أنهم لا يخططون للتخلص من سيارتهم العاملة بالبنزين أو الديزل قريبًا.

ولذلك، حذّرت الشركة من أن اتّباع هذا النهج المزدوج قد يُبطئ وتيرة التحول الأوسع نطاقًا إلى السيارات الكهربائية.

قلق غير مستغرب

بدوره، لفت الرئيس التنفيذي للشركة، تيم بوتشان، إلى عوامل تأجيل حظر السيارات الكهربائية الذي أقرّه رئيس الوزراء ريشي سوناك (من 2030 إلى 2035)، وفشل الحكومة في الوفاء بأهداف تركيبات نقاط الشحن السريع على الطرق، والمعلومات المضللة بشأن تجربة قيادة السيارات الكهربائية.

وأشار إلى أن تلك العوامل جعلت من غير المستغرب أن الوافدين الجدد على قطاع السيارات الكهربائية أصبحوا أقلّ ثقة من الجيل الأول.

وأضاف بوتشان: "يتضح من خلال بحثنا أنه مازال هناك قلق بشأن السفر لمسافات طويلة، لذلك في حين إنه من الرائع رؤية العديد من السائقين يبدؤون رحلتهم الكهربائية بطرازات الدفع الرباعي الأكبر التي عادةً ما تكون سيارات عائلية، ما زالت الممانعة موجودة للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية".

الرئيس التنفيذي لشركة زينيث تيم بوتشان
الرئيس التنفيذي لشركة زينيث تيم بوتشان- الصورة من موقع الشركة

ورغم تلك المخاوف، قال 86% ممن تحولوا إلى السيارات الكهربائية، إنهم لن يتخلّوا عنها، وسيظلون يفضلونها على السيارات العاملة بالبنزين أو الديزل، ولن يعودوا لاستعمال السيارات التقليدية بصورة حصرية.

كما أعربت الأغلبية العظمى بنسبة 86% عن ثقتها في تحسّن مرافق الشحن خلال السنوات الـ3 المقبلة، وهو ما يرفع احتمالات استعمال السيارات الكهربائية لمسافات أطول في المستقبل.

ومنذ يناير/كانون الثاني 2023، أضيفَت 17 ألفًا و450 نقطة شحن في المملكة المتحدة، بنسبة نمو قدرها 46%، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 55 ألفًا و301 محطة شحن، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع إقرار حظر سيارات البنزين والديزل بدءًا من 2035، تقول الشركة، إن التحول إلى السيارات الكهربائية "أمر حيوي للسائقين"، وقد يكون أرخص عاجلًا وليس آجلًا.

ويضيف الرئيس التنفيذي لشركة زينيث: "نعلم أن السيارات الكهربائية هي مستقبل التنقل، لذلك نأمل ببذل مزيد من الجهود لتوفير اليقين، بدءًا من تأكيد الحكومة لالتزامها تجاه الحياد الكربوني عبر إجراءات تدعم تحول السائقين وضخ استثمارات إضافية في بنية الشحن الأساسية لدينا، ولذلك فهي فرصة لتلبية احتياجات المستهلكين".

السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة

تشير البيانات الرسمية إلى تسجيل أكثر من مليون سيارة كهربائية في بريطانيا خلال شهر يناير/كانون الثاني المنصرم (2024)، وسط استمرار زيادة حصة السيارات العاملة بالبطارية.

لكن عمليات الشراء من قِبل القطاع الخاص تراجعت على أساس سنوي بمقدار الربع، وسط استمرار هبوط الطلب من قِبل المستهلكين.

وتحظى السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة بدعم وفير، بدءًا من خفض الرسوم الضريبية وتوافر أنظمة سداد مختلفة.

 

وعلى صعيد آخر، يستمر سعر البنزين بالارتفاع خلال العام الجاري، وسجل بنهاية يناير/كانون الثاني المنصرم زيادة بمقدار 4 بنسات على أساس سنوي، كما قفزت أسعار الديزل إلى 152 بنسًا، خلال المدة نفسها.

(الجنيه الإسترليني= 100 بنس)

الطرازات الأكثر شعبية

من بين كل طرازات السيارات الكهربائية، تحظى سيارات الدفع الرباعي بشعبية متزايدة، وفق نتائج دراسة شركة "زينيث".

وعلى نحو خاص، كانت سيارة إي نيرو الكهربائية من إنتاج شركة كيا الكورية الجنوبية (Kia) وإي ترون من إنتاج شركة أودي الألمانية (Audi) هي الأكثر تفضيلًا من بين 26 طرازًا مختلفًا.

وربما ترجع أسباب ذلك إلى أن تلك السيارات تمتلك بطاريات أكبر، وهو ما يعني نطاق قيادة أطول للشحنة الواحدة.

ورغم أن شركة تيسلا الأميركية (Tesla) هي المفضلة بصورة عامة، فإن عدد السائقين الذين يختارونها في تراجع.

يشير ذلك -بحسب الدراسة- إلى رغبة متزايدة لاستكشاف علامات تجارية مختلفة، وسط تزايد الخيارات المتاحة بالسوق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق