التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز الطبيعي في قطر.. احتياطيات ضخمة وصفقات تشعل المنافسة مع أميركا

ياسر نصر

يخطط قطاع الغاز الطبيعي في قطر إلى إبرام المزيد من الصفقات -بعد إسالة الغاز- خاصة مع دول أوروبا المتعطشة إلى مزيد من الإمدادات، في إطار إستراتيجيتها للتحول بعيدًا عن الغاز الروسي في أعقاب حرب أوكرانيا.

وتراهن الدوحة، التي تتطلع لزيادة طاقتها إلى 142 مليون طن سنويًا من الغاز المسال بحلول 2030، على نمو الطلب على الغاز، خاصة في آسيا وأوروبا، ما يدفعها للمضي قدمًا في ضخ مليارات الدولارات بمشروع توسعة حقل الشمال.

وتلقّت احتياطيات الغاز الطبيعي في قطر دعمًا جديدًا يوم الأحد 25 فبراير/شباط، من خلال إعلان اكتشاف احتياطيات إضافية في حقل الشمال تُقدَّر بنحو 240 تريليون قدم مكعبة، مع رفع إجمالي احتياطي الغاز في قطر من 1760 إلى 2000 تريليون قدم مكعبة، وكميات المكثفات من 70 إلى 80 مليار برميل، بالإضافة إلى كميات كبيرة من غاز النفط المسال والإيثان وغاز الهيليوم.

الغاز في قطر

قال وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي إن عمليات الحفر والاختبار التقييمية واسعة النطاق أكدت أن الطبقات الإنتاجية لحقل الشمال -أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم- تمتد غربًا، مما يسمح لبلاده بتطوير مشروعات الغاز الطبيعي المسال في موقع راس لفان.

وأضاف: "هذه نتائج مهمة للغاية، ذات أبعاد كبيرة، ستنقل صناعة الغاز الطبيعي في قطر إلى آفاق جديدة، إذ ستمكّننا من البدء في تطوير مشروع جديد للغاز الطبيعي المسال من القطاع الغربي لحقل الشمال بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 16 مليون طن متري سنويًا".

وأعلنت قطر للطاقة توسعة جديدة في طاقتها الإنتاجية من الغاز المسال بنسبة 13%، ورفع الهدف إلى 142 مليون طن متري سنويًا بحلول نهاية عام 2030.

وتقارَن هذه الزيادة مع 127 مليون طن متري سنويًا مخطط لها بحلول عام 2027، مقارنة بـ 77 مليون طن متري سنويًا حاليًا، إذ ستضيف 16 مليون طن إلى طاقتها الإنتاجية السنوية قبل نهاية العقد الحالي، بالإضافة إلى التوسعة الجارية التي تبلغ 49 مليون طن سنويًا.

وتعمل الدوحة على توسيع طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي في قطر منذ عام 2018 على الأقل، عندما أعلنت خططًا للوصول إلى 100 مليون طن سنويًا بحلول عام 2020، بعد رفع الحظر الذي فرضته لمدة 12 عامًا على تطوير حقل الشمال البحري في عام 2017.

وفي وقت لاحق من عام 2018، زِيدَ الهدف إلى 110 ملايين طن متري سنويًا بحلول عام 2024، وفي عام 2019، استهدفت 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.

 

الغاز المسال في قطر

صادرات قطر من الغاز

قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، إن النمو السكاني، خاصة في آسيا، سيدفع الطلب إلى جانب الانتعاش الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، موضحًا أن بلاده تتطلع إلى إبرام المزيد من العقود في أوروبا.

ويأتي قرار ضخ المزيد من الاستثمارات بإنتاج الغاز الطبيعي في قطر، في الوقت الذي توقعت فيه عدّة تقارير -ومن بينها وكالة الطاقة الدولية- إلى وفرة المعروض، وأن يصل الطلب العالمي على الغاز إلى ذروته بحلول نهاية هذا العقد.

لكن وزير الطاقة سعد الكعبي يقول ردًا على ذلك: "كنا نقول باستمرار إننا بحاجة إلى الكثير من الغاز الطبيعي المسال.. ونحن بحاجة إلى المزيد من الغاز للعالم، ونحتاج إلى المزيد من اللاعبين"، حسبما ذكرت بلومبرغ.

وتسلّط مساعي قطر الضوء على أهمية الغاز بالنسبة للبلاد، إذ تُعدّ صادرات الوقود أكبر مصدر للدخل في البلاد، مما جعلها واحدة من أغنى الدول، وساعدت في تعزيز نفوذها العالمي منذ أن بدأت الشحنات قبل عقدين من الزمن.

التنافس مع أميركا

تأتي خطوة زيادة سعة مشروعات الغاز الطبيعي في قطر في الوقت الذي أوقفت فيه الولايات المتحدة -أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم-، العام الماضي، إصدار تراخيص تصدير جديدة، بينما تدرس تأثير زيادة الصادرات في المناخ والاقتصاد والأمن القومي.

وبحسب الكعبي، فإن هذا القرار سيؤثّر بصغار المنتجين الأميركيين الذين يعتمدون على تأمين اتفاقيات مبيعات طويلة الأجل لدعم الاستثمارات في مشروعات التسييل.

وقال: "لن يلجأ المشترون إلى هؤلاء البائعين إذا تمكنت الحكومة من إيقاف العملية كل يوم.. ومن الصعب جدًا أن يكون لديك تخطيط طويل المدى عندما يكون لديك ذلك".

وتفوقت الولايات المتحدة على قطر بصفتها أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في عام 2023، ويأتي التوقف المؤقت لمشروعات تصدير الغاز المسال الأميركية نتيجة لمراجعة أُجريت لتقييم الأثر الاقتصادي والبيئي لهذه المشروعات.

وتراجعت أسعار الغاز الطبيعي في الأشهر الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اعتدال الطقس وضعف الطلب، ولكن أيضًا إلى تلاشي أزمة الطاقة في أوروبا.

وقال الكعبي: "إن قطر معزولة عن التأثير الكامل لتقلبات الأسعار العالمية.. إذا كان هناك تراجع، فسنكون قادرين على التعامل معه أكثر من الآخرين".

وكانت قطر ثالث أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في عام 2023، بعد الولايات المتحدة وأستراليا، إذ صدّرت نحو 79.9 مليون طن، متراجعة 80.1 مليون طن في 2022، وفق تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، حصلت عليه منصة الطاقة.

الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض تطور صادرات الغاز المسال في كل من أميركا وقطر وأستراليا خلال المدة من (2015-2023):

صادرات الغاز المسال من أميركا وأستراليا وقطر 2015- 2023

وتعمل وحدات الإسالة الـ14 في ميناء راس لفان بكامل الطاقة التصميمية، وسط خطط طموحة من لزيادة صادرات الغاز الطبيعي في قطر إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها عن سوق الغاز للربع الأول من عام 2024، إن زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في قطر تأتي وسط تزايد الطلب على الغاز، الذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 2.5%، أو 100 مليار متر مكعب (3531 مليار قدم مكعبة) في عام 2024.

واستحوذت قطر على 20 سوقًا للغاز الطبيعي المسال، إذ تقول وكالة الطاقة الدولية، إن الولايات المتحدة وقطر استحوذتا على 34% و26% من جميع الأحجام المتعاقَد عليها في عام 2023، على التوالي، حسبما ذكرت إس آند بي غلوبال بلاتس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق