رئيسيةتقارير الغازغاز

صفقة تصدير الغاز الجزائري إلى ألمانيا تهدد طموحات إسبانيا (تقرير)

دينا قدري

احتلّت صفقة تصدير الغاز الجزائري إلى ألمانيا اهتمام الأسواق الأوروبية، نظرًا لتداعياتها على العلاقات مع إسبانيا، التي تُعدّ المشتري الرئيس للغاز من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.

فقد شهدت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا مدة من التوتر استمرت عدّة أشهر، ثم بدأت في التعافي، واستمرت في الحصول على حصتها من الغاز الجزائري، ولكن مع تحديث الأسعار.

وفي الوقت نفسه، اتجهت عدّة دول نحو الجزائر؛ إذ استفادت إيطاليا من زيادة كميات الغاز التي زوّدتها بها الجزائر لمواجهة انخفاض الإمدادات الروسية، كما اقتربت ألمانيا من الجزائر بتوقيع عقد مهم.

وفي إسبانيا، يُنظر إلى التقارب الألماني مع الجزائر نظرة سلبية؛ إذ يُعدّ علامة على فقدان مدريد مكانتها المتميزة في قطاع الغاز، وفق التقارير التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

صفقة تصدير الغاز الجزائري إلى ألمانيا

وقّعت ألمانيا أول صفقة لاستيراد الغاز الجزائري عبر خطوط الأنابيب، على هامش زيارة نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد وحماية المناخ روبرت هابيك.

وبموجب الصفقة، ستستورد شركة المرافق الألمانية "في إن جي" (VNG) الغاز من شركة سوناطراك الحكومية الجزائرية، التي تتطلع إلى إبرام المزيد من صفقات الغاز الطبيعي والغاز المسال خلال المدّة المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "في إن جي" أولف هايتمولر، على هامش زيارة وفد الأعمال الألماني إلى الجزائر، إن "العقد ليس سوى عقد صغير، ونحن نتطلع إلى توسيعه"، وفق ما جاء في بيان صحفي، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بدءًا من يناير/كانون الثاني 2024، إلّا أن التفاصيل الأخرى، بما في ذلك مدة الصفقة والأحجام التي ستُسَلَّم لم تُكشَف بعد.

ووافقت شركة "في إن جي" في ديسمبر/كانون الأول 2022 على التعاون مع سوناطراك في قطاع الطاقة، بهدف إنشاء سلسلة قيمة ألمانية جزائرية للهيدروجين.

وعلى هامش المائدة المستديرة المنعقدة في الجزائر، وقّع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، ونائب المستشار الفيدرالي الألماني، وزير الاقتصاد وحماية المناخ، روبرت هابيك، إعلان نوايا مشتركًا بين الوزارتين حول التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر.

جاء ذلك في إطار الرغبة المشتركة بين البلدين نحو مواصلة التعاون المثمر في مجال الطاقة، لا سيما تعزيز التعاون المشترك في مجال دراسات الجدوى وإنتاج ومعالجة واستعمال ونقل وتخزين وتسويق الهيدروجين ومشتقاته المنتَجة من الطاقات المتجددة.

تهديد واضح لطموحات إسبانيا

رصدت منصة الطاقة المتخصصة تقارير نشرتها وسائل الإعلام الإسبانية عن التقارب الجزائري الألماني، وتساءلت عن عواقبه فيما يتعلق بالغاز والهيدروجين، بصفة خاصة.

بالإضافة إلى عقد توريد الغاز الطبيعي، تتضمن -الصفقة- استثمارات في الطاقات الجديدة والمتجددة، مثل الهيدروجين، ما يعرّض مشروع تحويل إسبانيا إلى مركز للطاقة في أوروبا للخطر.

ويُعدّ هذا العقد الحجر الأول لاتفاق يقترح مصدرًا آخر للطاقة، وهو الهيدروجين الأخضر، وفق ما أشارت إليه صحيفة "إل كونفيدنسيال" الإسبانية (El Confidential).

وتابعت أن هناك لاعبًا ثالثًا سيستفيد من الاتفاقية، ويؤدي بالفعل دورًا استباقيًا للغاية في المنطقة، وهي إيطاليا التي يجب أن تمر عبرها خطوط الأنابيب من الجزائر العاصمة إلى ألمانيا.

ولذلك، فإن إيطاليا بصدد أن تحل محل إسبانيا بوصفها مركزًا للطاقة في أوروبا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن الاتفاق بين الجزائر وبرلين يغيّر تمامًا خريطة إمدادات القارة العجوز بالغاز الطبيعي في البداية، والهيدروجين الأخضر مستقبلًا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الجزائري في عام 2023:

أكبر الدول المستوردة للغاز الجزائري في 2023

ويؤكد الإسبان أن إيطاليا تحلّ تدريجيًا محل بلادهم، خاصةً بسبب علاقاتها الجيدة مع الجزائر، التي تعززت من خلال التعاون الكبير في مجال الطاقة، لا سيما الاتفاقيات الجزائرية الإيطالية بشأن زيادة إمدادات الغاز الطبيعي، لتصل إلى 30 مليار متر مكعب.

كما بدأت إيطاليا -التي ترغب في أداء دور مركز الطاقة لأوروبا- في تحديث خطوط أنابيب النقل التي تربط إيطاليا بالنمسا وألمانيا، لتكييفها مع نقل الغاز على المدى المتوسط، والهيدروجين الأخضر من الجزائر.

ومن ثم، الأزمة بين الجزائر وإسبانيا لها تداعيات طويلة المدى، وتؤثّر بتكوين إمدادات الطاقة في أوروبا مستقبلًا.

الغاز الجزائري يسيطر على واردات إسبانيا

احتلّت الجزائر مقدمة مصدّري الغاز إلى إسبانيا في شهر يناير/كانون الثاني 2024، بنسبة 30.9%، عند نحو 10.0 تيراواط/ساعة، متفوقة على الولايات المتحدة التي جاءت المرتبة الثانية بنسبة 29.2%، عند 9.44 تيراواط/ساعة.

وبرزت روسيا في المرتبة الثالثة بنسبة 26.9%، بإجمالي 8.69 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، وفرنسا في المرتبة بنسبة 4.9%، عند 1.59 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي، وفق بيانات الشركة المشغلة لشبكة الغاز الإسبانية إيناغاز (Enagas)، التي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها.

وجاءت نيجيريا في المرتبة الخامسة بنسبة 3.5%، بإجمالي 1.13 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، في حين احتلّت قطر المرتبة السادسة في شهر يناير/كانون الثاني 2024، بنسبة 2.7%، بإجمالي 0.88 تيراواط/ساعة من الغاز المسال.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- قائمة أكبر مصدّري الغاز إلى إسبانيا، منذ عام 2022:

أكبر مصدري الغاز الطبيعي والمسال إلى إسبانيا (2022-2024)

وارتفعت واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي والمسال في يناير/كانون الثاني 2024 على أساس شهري، إلى نحو 32.3 تيراواط/ساعة، مقارنةً بـ27.3 تيراواط/ساعة في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وسيطر الغاز المسال على 65.4% من إجمالي واردات إسبانيا في يناير/كانون الثاني 2024، بـ21.1 تيراواط/ساعة، في حين بلغت حصة الغاز الطبيعي 34.6% بـ11.2 تيراواط/ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كرغوليا تحاول ابتزاز الدول الاوروبية عن طريق ما لديها من غاز. وذلك للوقوف بجانبها امام الإمبراطورية المغربية الشريفة.
    لكن الاوروبيون تفطنوا ان الغاز لا يدوم وان كرغوليا مجرد مدينة على ساحل يحيرة المتوسط لا أهمية استراتيجية كبرى لديها.
    لذلك فهم يصطفون في جانبالطرف االاقوى . والطرف الاقوى في المعادلة هو المحيط الاطلسي.

    يقول الشاعر:

    كرغوليا كرغوليا استيقظي

    ألم تسأمي قدم ولد الحركي

  2. الجزائر لو تستغل الغاز الصخري سوف تصبح لاعب اقليمي مؤثر في معادلة الطاقة في المتوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق