أخبار الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

أحدث ناقلات الهيدروجين المسال تُبصر النور بدعم 4 شركات عالمية

أسماء السعداوي

تُعدّ ناقلات الهيدروجين المسال إحدى النتائج الواعدة لمساعي قطاع الشحن البحري تجاه خفض انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن استعمال الوقود الأحفوري التقليدي.

ووفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، يصعب خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري الذي ينقل 80% من السلع، ويضيف 3% من انبعاثات غازات الدفيئة؛ لاعتماده على زيت الوقود الثقيل؛ ولذلك يستعمل الميثانول الأخضر والهيدروجين والطاقة النووية من بين وسائل أخرى أكثر نظافة.

وفي هذا الصدد، اتفقت 4 من كبريات شركات الطاقة والصناعة والشحن العالمية على التعاون لإجراء دراسة مشتركة لتطوير حلول للنقل البحري لتمكين نقل الهيدروجين المسال بحرًا بكميات كبيرة.

جاء التعاون في صورة مذكرة تفاهم غير مُلزمة بين شركة الشحن اليابانية "ميتسوي أو إس كيه لاينز ليمتد" (MOL) وشركة الطاقة وود سايد إنرجي الأسترالية (Woodside Energy) وشركة بناء السفن والهندسة الببحرية "اتش دي كوريا" الكورية الجنوبية (HD Korea) وشركة هيونداي غلوفيس (Hyundai Glovis).

وعند إتمام تطوير المشروع، تستهدف الشركات بناء ناقلة هيدروجين بسعة 80 ألف متر مكعب من الهيدروجين المسال، لتدخل حيز التشغيل بحلول عام 2030.

ناقلات الهيدروجين المسال في العالم

جذب الهيدروجين -وهو مصدر طاقة منخفض انبعاثات الكربون- اهتمامًا عالميًا كبيرًا في الطريق إلى تحقيق الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات.

والهيدروجين هو غاز لا لون ولا رائحة له وغير سامّ، ويتوافر بكميات لا تنضب، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بجزيئات أخرى ويتطلب الحصول عليه فصله عن الغاز الطبيعي أو الماء والنفط، وتجري إسالة الهيدورجين "أي تحويله إلى هيدروجين مسال" عند -253 درجة مئوية.

يشغل الهيدروجين المسال ما يصل إلى واحد على 800 من حجم غاز الهيدروجين، كما أن الهيدروجين المسال غير سامّ، ويمكن نقله بأمان وفاعلية، لكن يجب تبريده إلى سالب 253 درجة مئوية، وهو ما يتطلب تقنيات متقدمة.

ومنذ عام 2022، تدرس شركات وودسايد إنرجي وإتش دي كوريا وهيونداي غلوفيس، سبلًا جديدة لنقل الهيدروجين السائل.

وأجرت الشركات الثلاث تقييمًا للخبرة الطويلة التي تتميز بها شركة ميتسوي أو إس كيه لاينز ليمتد اليابانية في ناقلات الغاز المسال وجهودها للتخلص من الكربون؛ ولذلك طلبت من الأخيرة التعاون في الدراسة بشأن ناقلات الهيدروجين المسال، وهو ما ظهر في صورة مذكرة التفاهم.

مقر شركة ميتسوي أو إس كيه لاينز المحدودة
مقرّ شركة ميتسوي أو إس كيه لاينز المحدودة- الصورة من موقعها الرسمي

وفي حالة تطور المذكرة إلى مشروع مشترك، ستكون شركة وودسايد مسؤولة عن إنتاج الهيدروجين وتخزينه في مواني التحميل والتفريغ، وستضطلع شركة "إتش دي كوريا" بتصميم وبناء السفينة"، في حين ستتولى هيونداي غولفيس وميتسوي مهمة توفير المدخلات التشغيلية لتصميم السفينة، ومنها اللوجستيات وأنظمة الدفع والتخزين ومناولة الشحنات.

وبموجب مذكرة التفاهم، ستدرس الشركات مجتمعة بدراسة التقنيات والسلامة والبناء والتشغيل واقتصادات ناقلة بسعة حاوية 80 ألف متر مكعب من الهيدروجين المسال.

وفي حالة انطلاق المشروع، تستهدف الشركات الأربع بناء ناقلة الهيدروجين المسال لتدخل حيز التشغيل بحلول عام 2030، بحسب ما جاء في بيان صحفي نشرته شركة ميتسوي عبر موقعها الرسمي.

وبناءً على التصميم النظري لأحدث ناقلات الهيدروجين المسال، ستستعمل الناقلة الهيدروجين بوصفه مصدر الوقود الرئيس؛ أملًا في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عمليات تشغيلها.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الهيدروجين المسال في العقود المقبلة، ولذلك تسعى الشركات المشاركة إلى إنشاء سلسلة توريد الهيدروجين المسال في آسيا ومناطق العالم الأخرى.

خبرة ميتسوى في ناقلات الهيدروجين

وضعت شركة ميتسوي اليابانية للشحن إستراتيجية بيئية، وعدّتها عنصرًا رئيسًا في خطة الإدارة، ولذلك وضعت هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتعتزم الشركة إنشاء سلسلة توريد لمصادر الطاقة منخفضة الكربون، عبر المشاركة في الدراسة بشأن أحدث ناقلات الهيدروجين المسال للاستجابة بصورة استباقية للتحولات الكبرى في توريد الطاقة، والإسهام في خفض انبعاثات غازات الدفيئة داخل الشركة وفي المجتمع عمومًا.

وفي سبتمبر/أيلول المنصرم (2023)، انضمت ميتسوى إلى شركات "نيبون يوشن كايشا (NYK) وكاواساكي كيسن كايشا (K Line) وكاواساكي هيفي إندستريز (Kawasaki Heavy Industries ) وشركة الغاز إيواتاني (Iwatani) لإنشاء شركة لبناء ناقلات الهيدروجين تحت اسم "جيه إس إي أوشن" (JSE Ocean).

وتعدّ شركة كاواساكي هيفي إندستريز رائدة في النقل البحري للهيدروجين، ونجحت في إنتاج أولى ناقلات الهيدروجين المسال في العالم السفينة سويسو فرونتير (Suiso Frontier).

أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم
أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم- الصورة من وزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عمان

وتعدّ اليابان الهيدروجين بديلًا للوقود الأحفوري في طريقها لإزالة الكربون، وفي إستراتيجية الهيدروجين الأساسية، وضعت طوكيو هدف إنتاج 3 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين بحلول 2030، لترتفع الكمية إلى 12 مليونًا بحلول 2040، و20 مليونًا بحلول 2050.

أولى ناقلات الهيدروجين المسال في العالم

طورت شركة كاواساكي هيفي إندستريز السفينة "سويسو فرونتير" أولى ناقلات الهيدروجين المسال في العالم، بتكلفة 359 مليون دولار أميركي قدّمتها الحكومة اليابانية.

والسفينة مزوّدة بخزان مزدوج قادر على الاحتفاظ الهيدروجين عند درجة حرارة -253 درجة مئوية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويبلغ وزن ناقلة الهيدروجين المسال نحو 8 آلاف طن، وطولها 116 مترًا، وعرضها 19 مترًا، بسعة تحميل تصل إلى 1250 مترًا مكعبًا.

وتتميز بنظام دفع ديزل-كهربائي، ويمكن أن تبحر بسرعة تصل إلى 13 عقدة، كما أنها تستوعب طاقمًا يصل إلى 25 شخصًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق