وكالة الطاقة الدولية: مصادر الهيدروجين الأخضر ستظل باهظة الثمن.. وتفاؤل ألمانيا في غير محله
نوار صبح
أكّدت وكالة الطاقة الدولية أن مصادر الهيدروجين الأخضر ستظل باهظة الثمن، محذرة في الوقت نفسه من أن تفاؤل ألمانيا بشأن هذا الوقود قد يكون في غير محله.
جاء ذلك على لسان مدير وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، الذي قال: "أتساءل دائمًا عن عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر التي ستُنجَز فعليًا بحلول عام 2030"، وفق تصريحات صحفية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويرى بيرول أن مصادر الهيدروجين الأخضر ستظل باهظة الثمن، إذ من المقرر بناء 7% فقط من المشروعات بحلول عام 2030.
ويعكس هذا أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية للطاقة المتجددة، التي قدّرت أنه في حين أن 360 غيغاواط من مشروعات التحليل الكهربائي ستكون قيد التطوير بحلول عام 2030، فإن 12 غيغاواط فقط بدأت البناء أو وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
بناء المشروعات الكبيرة قد يستغرق 4 سنوات
على الرغم من أن المزيد من المشروعات يمكن أن تصل إلى قرار الاستثمار النهائي في السنوات المقبلة، لا سيما مع بدء تدفق الإعانات المالية الموعودة في الولايات المتحدة وأوروبا العام الماضي، فقد قدّر المطورون سابقًا أن بناء المشروعات الكبيرة قد يستغرق نحو 4 سنوات.
وهذا ما قد يعني موعدًا نهائيًا مدته عامان لـ360 غيغاواط ستبدأ في البناء للتشغيل بحلول بداية العقد المقبل.
وأشار مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إلى أن "التكاليف ستكون مرتفعة للغاية،" موضحًا أنه "ما يزال من غير الواضح تمامًا من سيطلب الهيدروجين"، حسب تصريحاته في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الألمانية، التي نقلها موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight)، المعني بأخبار صناعة الهيدروجين العالمية.
وأوضح بيرول قائلًا: "سيصبح الهيدروجين بالتأكيد أكثر أهمية، ولكن علينا أولًا إيجاد الطلب عليه من أجل خفض التكاليف، مضيفًا أن "التوقعات المفرطة الحالية يمكن أن تصرف الانتباه عن حقيقة أن هناك مشكلات أكثر أهمية يجب حلها".
إمكان استعمال الهيدروجين الأخضر
بالنظر إلى إمكان استعمال الهيدروجين الأخضر ليحل محل الهيدروجين الرمادي الحالي المنتج من الغاز الطبيعي لتكرير النفط أو إنتاج الأسمدة، فمن المتوقع أن تكون الجزيئات الخضراء أكثر تكلفة بكثير على المدى القصير حتى مع مراعاة أسعار الكربون في أوروبا.
ويعني ذلك أنه من غير المرجح أن تعمل الشركات دون الدعم لسد فجوة الأسعار، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
بالإضافة إلى ذلك، من الصعب التنبؤ باستيعاب الاستعمالات الجديدة في الأمد القريب، مثل التخفيض المباشر للحديد في صناعة الصلب، أو الوقود المستعمل في النقل بالشاحنات الثقيلة، أو الشحن والطيران، أو الحرق المشترك في محطات الكهرباء العاملة بالغاز.
وقد حذّر بعض المحللين من أن الطلب الألماني المتوقع على الهيدروجين بمقدار 95-130 تيراواط/ساعة (2.4-3.3 مليون طن) بحلول عام 2030، مقارنة بطلبها الحالي البالغ 1.4 مليون طن، سوف ينطوي على نشر هائل لحالات الاستعمال الجديدة هذه.
وينطبق ذلك تحديدًا على توليد الكهرباء بسبب المُهَل الزمنية الطويلة نسبيًا للاستعمال في الشحن أو الطيران.
وتخطط الحكومة الألمانية لعقد سلسلة من المناقصات لما يصل إلى 23.8 غيغاواط من مرافق الطاقة التي تعمل بالهيدروجين، منها 15 غيغاواط ستكون لمحطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز "الجاهزة لاستعمال الهيدروجين".
إغلاق المحطات النووية خطأ تاريخي
انتقد مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، بشدة قرار ألمانيا إغلاق جميع محطاتها النووية، التي أغلق آخرها عام 2023، ووصفه بأنه "خطأ تاريخي"، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight)
وأضاف: "إذا اضطررت إلى الاختيار بين بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالغاز وإبقاء محطات الطاقة النووية الحالية قيد التشغيل، فسأختار محطات الطاقة النووية".
وحذّر بيرول من محاولات إحياء قطاع تصنيع الطاقة الشمسية الألمانية المتداعَى، ملمحًا إلى أنه "يجب على الحكومات أن تنظر في المجالات التي يمكن أن تكون قادرة على المنافسة فيها"، خصوصًا أن الشركات المصنعة في الصين لا تنتج حتى بكامل قدرتها.
أهداف إستراتيجية الهيدروجين الوطنية الألمانية
وضعت الحكومة الاتحادية الألمانية، في عام 2020، إستراتيجية الهيدروجين الوطنية، لإتاحة الفرصة أمام الهيدروجين الأخضر، ليؤدي دوره في مشروع تحول الطاقة، بحسب موقع دويتشلاند الإخباري (deutschland.de).
وفي صيف 2023، أقرّت الحكومة الاتحادية، بقيادة المستشار أولاف شولتس، استمرارية وتطوير هذه الإستراتيجية.
وتضمّن هذا التعديل مضاعفة هدف القدرة الإنتاجية الذي كان منصوصًا عليه حتى الآن، إذ كان من المفترض أن تصل طاقة الإنتاج في ألمانيا حتى 2030 إلى 10 غيغاواط على الأقل، بدلاً من 5 غيغاواط.
ومن المفترض أن تُبنى البنية التحتية اللازمة لذلك، بحلول عام 2028، ويتطلب ذلك إنجاز شبكة مبدئية تضم أكثر من 1800 كيلومتر من خطوط نقل الهيدروجين.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي يفضح أكاذيب التغير المناخي.. هكذا يُضلل بايدن والغرب العالم (صوت)
- أسمدة السعودية والمغرب وقطر تغذي بنغلاديش.. وصفقة غاز مسال جديدة
- أكبر ممر للطاقة النظيفة في العالم يُنتِج كهرباء قياسية خلال 2023 (فيديو)