مشترو الغاز المسال في آسيا يبحثون عن بدائل أميركا.. و3 دول عربية بالمقدمة
ياسر نصر
بدأ مشترو الغاز المسال في آسيا البحث عن بدائل لتعويض التأخير المحتمل في الإمدادات الأميركية، بعد قرار الرئيس جو بايدن بوقف الموافقات على المشروعات الجديدة.
وحسب منصة الطاقة المتخصصة، دخلت الدول العربية المصدّرة للغاز المسال، وفي مقدمتها قطر وسلطنة عمان والإمارات، دائرة بدائل آسيا لتعويض صادرات الغاز المسال الأميركية، خاصة في ظل العلاقات الممتدة والعقود الحالية طويلة الأمد مع كبار المستهلكين الآسيويين.
تأتي الدول الثلاث، في مقدمة أنشط البلدان العربية التي تصدر شحنات في السوق الفورية، إلى جانب الجزائر أيضًا التي تذهب غالبية صادراتها إلى السوق الأوروبية، ومصر، لكن الأخيرة تواجه طلبًا محليًا مرتفعًا، ما جعل صادراتها تتراجع في العام الماضي.
ويعمل مشترو الغاز المسال في آسيا، بما في ذلك المستوردون الأبرز في الصين واليابان، بمراجعة الخيارات وإجراء محادثات جديدة مع المشروعات المرخصة بالفعل في الولايات المتحدة أو المورّدين من دول أخرى.
بدائل صادرات الغاز المسال الأميركية
لا يعتزم مستهلكو الغاز المسال في آسيا كسر أيّ عقود حالية مع أميركا، وبعضها ملزم، إلّا أنهم يتطلعون إلى وجود بدائل إذا أدى توقّف الولايات المتحدة عن الموافقات إلى تأخيرات كبيرة.
وقال وزير التجارة الياباني كين سايتو اليوم الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني (2024)، إن بلاده ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان أمن الطاقة، وسط مخاوف بشأن التأخير في الإنتاج الأميركي المستقبلي، حسبما ذكرت بلومبرغ.
وقالت شركة جيرا، أكبر مستورد للغاز المسال في اليابان، ردًا على أسئلة بشأن كون التوقف المؤقت للتراخيص الجديدة للمشروعات الأميركية يمكن أن يسبب مخاوف بشأن أمن الطاقة العالمي، نظرًا لأهميتها بصفتها موردًا.
وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية، يوم الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، توقف الموافقات على التراخيص الجديدة لمصانع تصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة إلى حين مراجعة آثارها المحتملة بتغير المناخ والاقتصاد والأمن القومي.
وشهد عام 2023 موجة جديدة لاتخاذ قرار الاستثمار في عدّة مشروعات للغاز المسال مقترحة داخل الولايات المتحدة، في ضوء توقعات نمو الطلب على الغاز المسال خلال المدة المقبلة، وسعي العديد من الأسواق نحو إبرام تعاقدات طويلة المدة لتأمين احتياجاتها لتحقيق أمنها الطاقي.
وبلغ إجمالي الطاقة التصميمية التي اتُّخِذ قرار الاستثمار النهائي فيها حتى نهاية 2023، نحو 37.3 مليون طن سنويًا، وجميعها في الولايات المتحدة، وفق التقرير السنوي لمنظمة أوابك.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض تطورات قرارات الاستثمار النهائي في مشروعات الغاز المسال (2028-2023):
صادرات الغاز المسال الأميركية
دعت منظمات الأعمال من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، إدارة بايدن إلى التراجع عن قرار وقف الاستثمار في مشروعات الغاز المسال.
ويأتي القرار بعد أن شهدت صادرات الغاز المسال الأميركية قفزة كبيرة خلال العام الماضي، لتحتلّ قائمة أكبر المصدّرين في العالم، مدفوعة بإمدادات وفيرة من رواسب الغاز الصخري والطلب من المشترين الأوروبيين الذين يبحثون عن بدائل للغاز عبر خطوط الأنابيب القادمة من روسيا.
وتصدّرت الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، دول العالم بصفة أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا خلال عام 2023، وبفارق كبير عن أقرب منافسيها، يصل إلى 10 مليون طن.
وبلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال خلال العام الماضي نحو 89.5 مليون طن، في مقابل 78 مليون طن عام 2022، بنسبة نمو 14.7% على أساس سنوي.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال في 2023:
بدائل الغاز لأسواق آسيا
يمكن لمشتري الغاز المسال في آسيا أن يلجؤوا إلى مشروعات تصدير أخرى في دول مثل قطر أو كندا أو روسيا أو الإمارات، مع بدء مصانع جديدة، على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وقالت محللة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، لوجيا كاو، إنه من المرجح أن تتوصل منشأتان للغاز الطبيعي المسال -وكلتاهما خارج الولايات المتحدة- إلى قرارات استثمار نهائية هذا العام.
ولدى العديد من المشترين الآسيويين علاقات مع المشروعات الأميركية التي تأثّرت بمراجعة بايدن، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وأكدت شركة جيرا اليابانية أن تنفيذ مشروع "سي بي 2" CP2 الخاص بشركة فنتشر غلوبال (Venture Global)، بالإضافة إلى مصانع التصدير الأميركية الأخرى، أمر مهم لاستقرار الإمدادات للعالم، وسوف تراقب عن كثب التطورات من الحكومة الأميركية.
إمدادات الغاز العربية
حسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) ستكون إمدادات الغاز المسال العربية في مقدمة البدائل المتاحة لأسواق آسيا، خاصة إنها تعدّ المورّد الرئيس إلى هذه المنطقة لاقتراب المسافة وعقود التصدير الضخمة.
وتعدّ قطر في مقدمة الدول الجاهزة بإمدادات إضافية خلال السنوات المقبلة، بعد شروعها في تنفيذ توسعة حقل الشمال، الذي من شأنه أن يرفع الطاقة الإنتاجية إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول 2027، ارتفاعًا من 77 مليون طن حاليًا.
واحتلّت قطر المرتبة الثالثة في قائمة الدول المصدّرة للغاز المسال في 2023، بعد أن تصدّرتها خلال 2022، بإجمالي 80.1 مليون طن.
وسجلت صادرات قطر من الغاز المسال خلال العام الماضي نحو 79.9 مليون طن، لتحلّ في المرتبة الثالثة عالميًا بقائمة أكبر الدول المصدّرة للغاز المسال في 2023، بفارق ضئيل جدًا عن أستراليا التي حلّت في المرتبة الثانية بحصّة 80.1 مليون طن.
كما تعمل الإمارات على توقيع عقود تصدير غاز مسال طويلة الأمد مع العديد من العملاء في آسيا وأوروبا، بالتزامن مع خطّتها لزيادة حصتها في الأسواق العالمية.
تمضي الإمارات قُدمًا في تنفيذ مشروع الرويس للغاز المسال منخفض الانبعاثات، الذي يعدّ الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يعمل بالكهرباء المُنتجة من مصادر الطاقة النظيفة، ما يجعله واحدًا من أقلّ منشآت الغاز المسال في العالم من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية.
ويتكون المشروع من خطّين لتسييل الغاز الطبيعي، تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل واحدٍ منهما 4.8 مليون طن سنويًا، وبسعة إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن سنويًا، ما يجعله يسهم في مضاعفة طاقة أدنوك الإنتاجية من الغاز المسال من 6 ملايين طن سنويًا إلى 15 مليون طن سنويًا.
من جهتها، تواصل سلطنة عمان خطّتها لتنويع قاعدة العملاء، إذ نجحت خلال العام الماضي في توقيع نحو 14 اتفاقية جديدة لبيع وشراء الغاز الطبيعي المسال، بالتزامن مع قرب انتهاء عدد من العقود السارية.
وبلغ إجمالي عدد الوجهات التي وصلت إليها صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال في 2023 نحو 13 وجهة، في مقدمتها كوريا الجنوبية واليابان في السوق الآسيوية، وكرواتيا وإسبانيا في السوق الأوروبية، والكويت والأردن في منطقة الشرق الأوسط.
وتعمل وحدات إسالة الغاز في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بكامل طاقتها الإنتاجية، بعد تنفيذ مشروع إزالة الاختناقات، ما رفع طاقتها إلى 11.5 مليون سنويًا.
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض أبرز الأسواق التي استقبلت شحنات من الغاز المسال العماني في 2023:
موضوعات متعلقة..
- مستقبل الطلب على الغاز المسال في آسيا مرهون بـ3 مسارات (تقرير)
- خطر يهدد الطلب على الغاز المسال في آسيا.. ما القصة؟
- كيف يحدد الطلب على الغاز المسال في آسيا توازن السوق العالمية؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية توقف خطة زيادة إنتاج النفط لـ13 مليون برميل يوميًا
- واردات تركيا من الغاز المسال في 2023.. الجزائر ومصر تتصدران المشهد
- انتعاشة الغاز المغربي في 2024.. إعلان الجدول الزمني للحفر