التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الغازات المفلورة أكثر خطورة على الاحتباس الحراري من ثاني أكسيد الكربون (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • غازات الدفيئة تحبس الحرارة في الغلاف الجوي وتتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • • غازات الدفيئة تحتوي على أعلى التركيزات وهي أكبر مساهمة في التأثير الإشعاعي للنظام المناخي.
  • • الغازات المفلورة تمثل نحو 3.5% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة.
  • • الغازات المفلورة هي مركبات من صنع الإنسان تُستعمل في تطبيقات صناعية مختلفة.

على الرغم من احتواء الغازات المفلورة على تركيزات منخفضة في الغلاف الجوي؛ فإن احتمالية حدوث الاحتباس الحراري العالمي بسببها مرتفعة جدًا مقارنة بثاني أكسيد الكربون.

وتُعَد احتمالية حدوث الاحتباس العالمي مقياسًا لمقدار الحرارة التي يمكن لغاز ثاني أكسيد الكربون احتجازها خلال مدة معينة، وفق ما جاء في تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتشمل الغازات المفلورة مركبات الهيدروفلوروكربون (HFCs)، والمركبات المشبعة بالفلور (PFCs)، وسداسي فلوريد الكبريت (SF6)، وثلاثي فلوريد النيتروجين (NF3).

على سبيل المثال، يتمتع سداسي فلوريد الكبريت SF6 بقدرة على إحداث الاحتباس الحراري العالمي تبلغ 23 ألفًا و500 مرة على مدار 100 عام؛ ما يعني أنه يمكنه احتجاز حرارة أكثر بـ23 ألفًا و500 مرة من ثاني أكسيد الكربون خلال المدة نفسها.

الاحتباس الحراري وطبقة الأوزون

تمثل الغازات المفلورة نحو 3.5% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة، وتزداد بنحو 5% سنويًا، حسبما يرى الدكتور عبدالله النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وزير التغير المناخي والبيئة سابقًا في دولة الإمارات.

وتمثل هذه الغازات مركبات من صنع الإنسان تُستعمل في تطبيقات صناعية مختلفة، على سبيل المثال، تكييف الهواء والتبريد والهباء الجوي.

كما تحتوي بعضها -مثل مركبات الكلوروفلوروكربون ومركبات الهيدروكلوروفلوروكربون- على ذرات الكلور التي يمكن أن تستنزف طبقة الأوزون عندما تصل إلى الستراتوسفير.

الغازات المفلورة تحتوي على تركيزات منخفضة في الغلاف الجوي
الغازات المفلورة تحتوي على تركيزات منخفضة في الغلاف الجوي – الصورة من صحيفة غلف نيوز الإماراتية

وتُعرف طبقة الأوزون بأنها طبقة رقيقة من الغاز في الغلاف الجوي العلوي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس. ويتكون الأوزون من تفاعل الأكسجين وأشعة الشمس.

ويمكن العثور على الأوزون في أول طبقتين من الغلاف الجوي، الستراتوسفير والتروبوسفير، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي طبقة الستراتوسفير، يحمي الأوزون الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة؛ أما في طبقة التروبوسفير، فيُعَد الأوزون ملوثًا يضر بصحة الإنسان والغطاء النباتي.

تجدر الإشارة إلى أن الأوزون هو أحد غازات الدفيئة التي تُسهِم في ظاهرة الاحتباس الحراري.

انتشار الغازات المفلورة

تنتشر معظم الغازات المفلورة بسرعة دون فحص أو تقييم لقدرتها على إحداث الاحتباس الحراري العالمي؛ إذ تركز الدراسات عمومًا على كمية غازات الدفيئة.

إلا أن إمكاناتها لم تؤخذ بعين الاعتبار بشكل جدّي؛ فعلى سبيل المثال، يحتوي أكسيد النيتروجين على تركيز منخفض في الغلاف الجوي ولديه قدرة عالية على إحداث الاحتباس الحراري العالمي تبلغ 298 على مدى 100 عام.

وفي حال تمت جدولة القدرة على إحداث الاحتباس الحراري العالمي لجميع غازات الدفيئة؛ فقد يكون الترتيب مختلفًا، وقد يكون قياس تأثير الاحتباس الحراري العالمي من حيث الكمية وتجاهل الإمكانات بمثابة معلومة مضللة قد ترسل رسائل مختلفة، بحسب ما نشرته صحيفة غلف نيوز الإماراتية الصادرة بالإنجليزية (Gulf News).

وارتفع أكسيد النيتروز بنحو 3%، وزاد سداسي فلوريد الكبريت بنحو 34%، وارتفع ثالث أكسيد النيتروجين بنحو 118%، وزادت الغازات المفلورة بنحو 50%.

ويمثل هذا تهديدًا خطيرًا للمناخ، ويحد من القدرة على تحقيق هدف كبح الاحتباس الحراري المتمثل في 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، على النحو المتفق عليه في اتفاق باريس للمناخ.

جدير بالذكر أن انبعاثات غازات الدفيئة يجب أن تنخفض بنسبة 45% بحلول عام 2030 وأن تصل إلى الصفر بحلول عام 2050، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خفض إنتاج مركبات الكربون واستهلاكها

في عام 2016، اعتُمِد تعديل كيغالي جزءًا من بروتوكول مونتريال، وتهدف هذه المعاهدة إلى التخفيض التدريجي لإنتاج واستهلاك مركبات الكربون الهيدروفلورية.

وكان من المفترض تطبيق المعاهدة بدءًا من عام 2019 من جانب جميع الموقّعين على بروتوكول مونتريال، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المؤسف أن الانبعاثات العالمية من الغازات المفلورة؛ بما في ذلك مركبات الكربون الهيدروفلورية، آخذة في التزايد، وقد زادت هذه الغازات بنسبة 20% في السنوات الـ5 الماضية.

انبعاثات كربونية كثيفة
انبعاثات كربونية كثيفة - الصورة من إنرجي فويس

وتمت دراسة العديد من السيناريوهات والتوقعات للحد من قدرة غازات الدفيئة على إحداث الاحتباس الحراري العالمي؛ بما في ذلك خفض انبعاثات أكسيد النيتروز بنسبة 30% بحلول عام 2030، والحد من تأثير الاحتباس الحراري العالمي للميثان بنسبة 35% بحلول عام 2050، وتنفيذ تعديل كيغالي.

ولا تزال هذه التوقعات والسيناريوهات غير مؤكدة وتعتمد على التنفيذ الفعلي والامتثال للسياسات واعتماد تكنولوجيات ومواد بديلة.

وتحبس غازات الدفيئة الحرارة في الغلاف الجوي وتتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. غازات الدفيئة الأكثر شيوعًا هي ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، التي تحتوي على أعلى التركيزات وأكبر مساهمة في التأثير الإشعاعي للنظام المناخي.

رغم ذلك؛ فقد تزايدت غازات الدفيئة الأخرى بسرعة في الأعوام الـ100 الماضية، ولكنها أقل شهرة أو مراقبة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق