التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

كولومبيا تخالف أهداف المناخ وتتوسع في إنتاج الفحم

رئيس الدولة مازال مصممًا على زيادة عدد المشروعات

محمد فرج

اقرأ في هذا المقال

  • رئيس كولومبيا مازال مصممًا على التوسع في تعدين الفحم في البلاد
  • تعتزم بوغوتا توسيع إنتاج الفحم من الاحتياطيات التي تصل إلى أكثر من 5 مليارات طن
  • يتوقع وزير الطاقة الكولومبي زيادة الإنتاج بسبب ارتفاع الطلب على الفحم من الصين والهند

وضعت عدد من الدول إجراءات صارمة لمكافحة الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ، وتحظى هذه الخطوات بدعم وتأييد أكبر الشركات العاملة في مجال الطاقة على مستوى العالم.

وعلى الرغم من الحرب المكثفة لتقليص الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني، فإن رئيس كولومبيا، إيفان دوكي، مازال مصممًا على التوسع في إنتاج الفحم بالبلاد.

وتعدّ الدولة أكبر منتج للفحم في أميركا الجنوبية، وتسعى الحكومة إلى تعزيز الإنتاج بجزء من خططها لإعادة تنشيط الاقتصاد بعد أن تقلص بنسبة 7% تقريبًا خلال عام 2020 بسبب وباء كورونا.

ويعتزم "دوكي" توسيع إنتاج الفحم الحراري في كولومبيا، بغضّ النظر عن العواقب البيئية والتزامات الحكومة بصفتها أحد الموقعين على اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغيّر المناخ، حسبما ذكر موقع أويل برايس.

كولومبيا
علم كولومبيا

عرقلة خطة خفض الانبعاثات

يتمثل أحد المكونات الرئيسة للاتفاقية في أن 196 دولة -بما في ذلك كولومبيا- تنفّذ إستراتيجيات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى أقلّ من درجتين مئويتين.

ومن المؤكد أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا تمّت إزالة الفحم الحراري من مزيج الطاقة العالمي، لأنه يُنتج انبعاثات كربون أكثر من أيّ وقود أحفوري آخر.

وتعتزم بوغوتا توسيع إنتاج الفحم على الرغم من 94% من احتياطيات الفحم المؤكدة في كولومبيا، والتي تصل إلى أكثر من 5 مليارات طن، تتألف من فحم أنثراسايت والفحم القارّي، وهما أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا.

السير عكس الالتزامات الدولية

يعدّ الفحم من المحركات الرئيسة لإيرادات الحكومة، وهو ثاني أكبر صادرات كولومبيا بعد النفط الخام، حيث يمثّل 11% من عائدات التصدير.

وعلى الرغم من رفع الإغلاق الصارم الذي فُرِض في جميع أنحاء كولومبيا خلال مارس/آذار 2020، للتخفيف من انتشار وباء كورونا وتنفيذ سلسلة من الإجراءات لتعزيز النمو، تقلّص الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2021 بنسبة 9% مقارنة بالربع السابق.

ولا تزال معدلات البطالة مرتفعة مع إعلان وكالة الإحصاءات الحكومية أن قرابة 16% من الكولومبيين كانوا عاطلين عن العمل في نهاية مايو/أيار الماضي.

زيادة الأزمات

يمكن أن تُعزى هذه الأرقام الصادمة إلى تأثير الموجة الثالثة من وباء كورونا على الاقتصاد، والتي أجبرت العديد من المدن الرئيسة في كولومبيا على حالات إغلاق جزئي.

ومن الصعب رؤية اقتصاد الدولة الواقعة في منطقة جبال الأنديز يتوسع بنسبة 6.5%، كما يتوقع البنك المركزي، حتى توقعات صندوق النقد الدولي لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021 بنسبة 5% تبدو صعبة التحقيق.

وأثّرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة -التي اندلعت على مستوى البلاد بسبب محاولة دوكي رفع الضرائب في نهاية أبريل/نيسان الماضي- بشكل حادّ في الاقتصاد.

وأدّى القمع العنيف من قبل السلطات إلى مقتل 44 متظاهرًا على أيدي الشرطة وقوات الأمن، مما زاد من رقعة الاحتجاجات، لكن المتظاهرين المناهضين للحكومة أقاموا حواجز طرق حالت دون نقل الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الحيوية الأخرى في كولومبيا.

منتجو النفط يوقفون الإنتاج

كانت حواجز الطرق مهمة للغاية بحلول منتصف مايو/أيار، لدرجة أن منتجي النفط الكولومبيين، بما في ذلك شركة النفط الوطنية "إيكتروبل"، اضطروا إلى وقف الإنتاج.

وقد أثّر ذلك بشكل حادّ في إنتاج النفط المهم اقتصاديًا في كولومبيا، والذي يعدّ مسؤولاً عن 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وما يقرب من ثلث الصادرات من حيث القيمة، وما يقرب من خُمس الدخل المالي.

يؤدي ذلك إلى زيادة يأس إدارة دوكي من تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الإيرادات المالية، حيث يقدّر بعض المحللين أن عجز ميزانية بوجوتا يمكن أن يتفشّى إلى أكثر من 9% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.

تؤكد هذه الأحداث كذلك فشل إدارة دوكي في إعادة تنشيط الاقتصاد وإحداث النمو بأيّ وسيلة متاحة، بغضّ النظر عن المعركة العالمية ضد تغيّر المناخ.

كولومبيا - وزير الطاقة والمناجم الكولومبي دييغو ميسا
وزير الطاقة والمناجم الكولومبي دييغو ميسا

ارتفاع الطلب على الفحم

أفادت وزارة الطاقة بأن إنتاج الفحم في الربع الأول من العام الجاري ارتفع بنسبة هائلة بلغت 52% مقارنة بالربع السابق، إلى 13.9 مليون طن، على الرغم من أن ذلك كان أقلّ بنسبة 28% من إنتاج العام السابق البالغ 19.4 مليون طن.

ويتوقع وزير الطاقة الكولومبي، دييجو ميسا، زيادة الإنتاج بسبب ارتفاع الطلب على الفحم من الصين والهند، على الرغم من أن شركة الإنتاج جلينكور -من خلال فرعها الكولومبي بروديكو- تسعى لتسليم التراخيص المفتوحة لمناجم كالينتوريتاس ولا جاكوار للفحم في مقاطعة سيزار.

وأكدت جلينكور أنه بعد عمليات إيقاف تشغيل المناجم بسبب الوباء، كان من غير الاقتصادي إعادة تشغيل المناجم.

وحتى الآن، رفضت الهيئة التنظيمية طلبات الشركة لتسليم عقود الإنتاج، على الرغم من توقّع القرار النهائي بحلول منتصف الشهر الجاري.

وتوقّع وزير الطاقة الكولومبي أن تفكر شركات الإنتاج الآسيوية في الحصول على التراخيص واستثمار رأس المال المطلوب لاستئناف العمليات في مناجم الفحم المتضررة، بعد تسوية الأمر مع شركة جلينكور.

الفحم
منجم فحم -أرشيفية

توقّف متوقع في إنتاج الفحم

ليس من المستغرب أن يسعى عمّال المناجم الكبار الآخرون إلى تقليل بصمتهم الكربونية، من خلال تجريد أصولهم من مناجم الفحم.

وبجزء من تلك الإستراتيجية، اتفق كل من شركة الإنتاج العالمية العملاقة بي إتش بي، أنجلو أميركان، على بيع حصتهما البالغة 33.3% في سيريجون "أكبر منجم للفحم في كولومبيا" إلى جلينكور بقيمة 588 مليون دولار.

ومن المؤكد أن هذه الخطوة سوف تجعل شركة جلينكور هي المالك الوحيد لمنجم سيريجون المثير للجدل.

ويشير الاضطراب المستمر وعدم اليقين المحيط بعمليات سيريجون إلى إمكان حدوث مزيد من التوقفات، ما يؤثّر بإنتاج الفحم في كولومبيا.

لقراءة المزيد..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق