تقرير حكومي: قيمة واردات الهند من النفط لم تُدفع بالروبية خلال العام المالي المنصرم
محمد عبد السند
نفى تقرير حكومي استعمال العملة المحلية في سداد مستحقات واردات الهند من النفط التي تعتمد عليها أكبر دولة تعدادًا للسكان في العالم اعتمادًا شبه كلي في تغطية الطلب المحلي المتنامي.
ويبدو أن استعمال الروبية في تسوية مستحقات واردات الهند من النفط سيظل حُلمًا بعيد المنال -حتى الآن على الأقل- بعد أن أخفقت نيودلهي في التخلص من الدولار عبر تعزيز القبول العالمي لعملتها المحلية.
وتقول الهند، إن تدويل العملة من شأنه أن يساعد على خفض الطلب على الدولار الأميركي، ويجعل الاقتصاد الهندي أقل عرضة لصدمات العملة الخضراء.
وفي هذا السياق أكدت وزارة النفط والغاز الطبيعي الهندية، أن شركات تسويق النفط المملوكة للحكومة لم تستعمل الروبية قط في تسوية معاملات واردات الهند من النفط، وفق ما أورده موقع صحيفة تايمز أوف إنديا (Times of India).
وقالت الوزارة، في تقرير مقدم إلى اللجنة الدائمة بالبرلمان: "خلال العام المالي 2022-2023 لم تُدفَع أي واردات من النفط الخام بالروبية الهندية بوساطة شركات تسويق النفط الحكومية".
(العام المالي في الهند يبدأ في أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في شهر مارس/آذار من العام التالي له).
مخاوف الموردين
أضاف التقرير: "يواصل موردو النفط الخام (من بينهم أدنوك ADNOC الإماراتية) إبداء مخاوفهم بشأن إعادة الأموال إلى بلدانهم بالعملة المفضلة للمستورد، كما سلطوا الضوء على تكاليف المعاملات المرتفعة المرتبطة بتحويل الأموال إلى جانب المخاطر ذات الصلة بالتذبذبات في أسعار الصرف".
وقالت وزارة النفط والغاز الطبيعي الهندية التي تُعد تصريحاتها جزءًا من تقرير اللجنة الدائمة المقدم إلى البرلمان الأسبوع الماضي: "شركة النفط الهندية (أويل إنديا) قالت إنها تكبدت تكاليف صفقات مرتفعة، في الوقت الذي يمرر فيه موردو النفط الخام تكاليف المعاملات الإضافية إلى الشركة".
إستراتيجية ثلاثية المحور
تعتمد واردات الهند من النفط على إستراتيجية ترتكز على 3 محاور، تتمثل في شراء الخام من المصدر الأرخص تكلفة المتاح، وتنويع مصادر الإمدادات، وعدم خرق أي التزام دولي مثل سقف الأسعار بالنسبة إلى النفط الروسي.
وترغب الهند في تعزيز دور العملة المحلية في المدفوعات الخارجية، ما دفع بنك الاحتياطي الهندي إلى السماح للعديد من البنوك المحلية بتسوية المعاملات التجارية بالروبية مع 18 دولة منذ العام الماضي (2022).
كما تشجع الحكومة كبار مصدري النفط مثل الإمارات والسعودية على قبول العملة الهندية في التسويات التجارية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى غرار الهند، يتطلع العديد من البلدان، مثل الصين وروسيا، لتقليص اعتمادها على الدولار الأميركي في المدفوعات والاستثمارات الدولية، وتعزيز الاستهلاك العالمي لعملاتها المحلية.
واردت الهند من النفط الروسي
تبرز الهند ثالث أكبر مشترٍ ومستهلك للنفط في العالم، إذ تعتمد على الواردات لسد أكثر من 85% من مستويات الطلب المحلي المتنامية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت روسيا -قبل الحرب- تستحوذ على 2% فقط من إجمالي واردات الهند من النفط، غير أن الحسومات على أسعار النفط الروسي أغرت نيودلهي بالإقبال على الشراء.
وسجلت واردات الهند من النفط الروسي خلال نوفمبر/تشرين الثاني (2023) زيادة للشهر الرابع على التوالي، إلى نحو 4.5 مليون برميل يوميًا، صعودًا بنسبة 13% على أساس سنوي.
كما شكّلت الصادرات من موسكو ثُلث إجمالي واردات الهند من النفط في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، وهو ما يجعل موسكو تعتلي عرش قائمة كبار المصدرين إلى نيودلهي.
موضوعات متعلقة..
- قيمة واردات الهند من النفط الروسي تقفز 44%.. و3 دول خليجية بالقائمة
- ناقلات النفط الروسي إلى الهند عالقة في عرض البحر منذ شهر.. ما القصة؟
- أسعار النفط الروسي إلى الهند تقفز لـ68 دولارًا.. والسر في "الشحن"
- أسعار النفط الروسي إلى الهند تسجل مفاجأة.. وهذا موقف السعودية والعراق
اقرأ أيضًا..
- وزير النفط الليبي: لدينا ثروات نفط وغاز يجب استغلالها.. ودولة عربية فقط تستثمر لدينا (1/2) - حوار
- توقعات أسواق النفط في 2024.. وهل تستمر تخفيضات أوبك+؟
- إيرادات صادرات النفط السعودي تنخفض 18.3% في أكتوبر
- أنس الحجي: السعودية تؤدي دورًا مهمًا بأسواق النفط في 2024.. وهكذا يتلاعب الروس