تقارير النفطرئيسيةنفط

ناقلات النفط الروسي إلى الهند عالقة في عرض البحر منذ شهر.. ما القصة؟

أسماء السعداوي

تواجه شحنات النفط الروسي إلى الهند مأزقًا؛ إذ إن السفن الناقلة لخام سوخول الروسي إلى المواني الهندية مازالت في عرض البحر، ولم تصل بعد.

وبرز النفط الروسي بوصفه المزوّد الرئيس إلى الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم.

وكانت الهند إلى جانب الصين أكبر مستوردي نفط موسكو، بفضل الخصومات المغرية التي أعقبت فرض عقوبات غربية على روسيا، بسبب حربها على أوكرانيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكشفت بيانات تتبّع السفن أن ناقلات تحمل على متنها قرابة 5 ملايين برميل من خام سوخول الروسي لم تصل بعد إلى مصافي التكرير الهندية، رغم أنه كان مقررًا وصولها على مدار الأسابيع الـ4 الماضية، وفق تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

ويُعتقد أن السبب وراء تعطّل وصول الشحنات النفطية هو العقوبات الأميركية على الناقلات الحاملة للخام الروسي؛ إذ إنها تنتهك سقف الأسعار الذي فرضته دول الغرب.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2022)، اتفقت حكومات مجموعة الـ7 وأستراليا والاتحاد الأوروبي على تطبيق حدّ أقصى لسعر النفط الروسي، بهدف تجفيف منابع تمويل الحرب على أوكرانيا الحليفة.

وردًا على ذلك، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حظر تصدير النفط الروسي ومشتقاته إلى الدول التي فرضت سقفًا للأسعار.

أزمة ناقلات النفط الروسي إلى الهند

ما زالت ناقلات النفط الروسي إلى الهند تحوم على بعد أميال من مواني الوصول في الدولة الواقعة جنوب آسيا.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات لأول مرة على سفينتين في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2023).

تلا ذلك فرض عقوبات على 3 سفن أخرى في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم 2023، و3 أخرى في بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري.

و6 من السفن الـ8 مملوكة لشركة الشحن الروسية المملوكة للدولة "سوفكومفلوت" (Sovcomflot).

إحدى تلك السفن هي "إن إس سنشري" (NS Century)، التي تنقل خام سوخول الروسي إلى ميناء فادينار الهندي.

إحدى ناقلات شركة "سوفكومفلوت" الروسية
إحدى ناقلات شركة "سوفكومفلوت" الروسية - الصورة من موقعها الرسمي

وبعد يومين فقط من تسميتها في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، توقفت السفينة قرب سواحل جنوب سريلانكا المجاورة للهند، وما زالت عالقة هناك منذ ذلك الحين.

وفي الأسبوع المنصرم، لحقت بها ناقلتا نفط أُخريان تابعتان لشركة الشحن الروسية المذكورة، وكانتا تحملات -أيضًا- خام سوخول إلى ميناء فادينار، وذلك بحسب بيانات تتبّع السفن.

ميناء باراديب

لم يكن ميناء فادينار على الساحل الغربي للهند هو الوحيد الذي شهد توقّف وصول ناقلات النفط الروسي، فقد انضم ميناء باردايب على الساحل الغربي للبلاد إلى القائمة أيضًا.

وكان من المقرر وصول 3 سفن ناقلة للخام الروسي إلى ميناء باراديب، إلّا أنها لم تصل بعد.

ومنذ 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، توقفت السفينة كريمسك (Krymsk) على بعد 275 ميلًا تقريبًا عن الميناء.

ثم انضمت إليها السفينة "نيليس" (Nellis)، وقد تنضم إليهما أيضًا السفينة ليتيني بروسبكت (Liteyny Prospect) قريبًا.

ميناء باراديب في الهند
ميناء باراديب في الهند- الصورة من موقعه الرسمي

وتعود ملكية 5 من الناقلات العالقة إلى شركة "سوفكومفلوت" الروسية، وتحمل كلّ منها نحو 700 ألف برميل من النفط الخام القادم من حقول تقع قبالة الساحل الشرقي لجزيرة ساخالين في أقصى شرق روسيا.

أمّا الناقلة "نيليس"، فهي من نوع الناقلات الكبيرة جدًا، ويبلغ عمرها 16 عامًا، وتحمل ضعف السفن الأخرى.

وبالإضافة إلى السفن المتوقفة في عرض البحر، ثمة ناقلة أخرى مملوكة لشركة سوفكومفلوت الروسية في طريقها إلى ميناء فادينار، ومن المقرر وصولها في 5 يناير/كانون الثاني المقبل (2024).

صادرات النفط الروسي إلى الهند

ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي للشهر الرابع على التوالي خلال نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023)، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبلغ حجم تلك الواردات 4.5 مليون برميل يوميًا تقريبًا، ويشكّل الرقم ارتفاعًا بنسبة 13% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي (2022)، وانخفاضًا بنحو 4.5% مقارنة بأكتوبر/تشرين الأول 2023.

وشكّلت دول الشرق الأوسط نحو 46% من واردات الهند من النفط الروسي خلال نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، في حين بلغت حصة دول روسيا وقازاخستان وأذربيجان 39%.

وحلّت روسيا على رأس قائمة كبار مصدّري النفط إلى الهند، تليها العراق والسعودية.

وخلال أول 8 أشهر من العام المالي الجاري (من أبريل/نيسان وحتى نوفمبر/تشرين الثاني)، ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي بنسبة 77% في المتوسط، إلى 1.7 مليون برميل يوميًا.

(العام المالي في الهند يبدأ في أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في شهر مارس/آذار من العام التالي له).

وخلال المدة المذكورة، تسببت زيادة الواردات من روسيا في خفض حصة دول منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) إلى 48%، مقارنة بنحو 62% على أساس سنوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق