طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

تحول الطاقة في أفريقيا محور صراع جديد بين الصين والغرب

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أفريقيا تسرع وتيرة التحول الأخضر في مسعى منها لتأمين إمدادات الطاقة.
  • الصين تهيمن على استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا.
  • أميركا والغرب يحاولان تعطيل التقدم الصيني في أفريقيا.
  • أوروبا ستواجه مشكلات في مواكبة الصين بشأن صراع تحول الطاقة في أفريقيا.
  • تتعين على دول القارة السمراء السيطرة على مواردها المعدنية الهائلة واستغلالها وتحويلها محليًا.

تتسارع وتيرة تحول الطاقة في أفريقيا عبر تطوير مصادرها من الطاقة المتجددة وجذب المزيد من دعم القطاع الخاص والمؤسسات المالية الدولية؛ ما حوّلها إلى ساحة صراع جديدة لكسب النفوذ بين الصين والغرب.

وتحرز الصين نجاحات كبيرة في أفريقيا، مدعومة بالتراجع الغربي وحاجة القارة إلى ما يمكن لبكين أن توفره بشروط اقتراض ميسرة، وهو ما يُزعج أميركا وحلفاءها جراء هذا التمدد المدعوم بأوراق قد لا تتوافر لديهما؛ ما دفعهما للبحث عن تحالف عالمي يَحُد من طموحات بكين في أفريقيا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما ترتفع أسعار النفط الخام ويتحول الاتحاد الأوروبي نحو المصادر المتجددة، تمسك الصين بخيوط لعبة تحول الطاقة في أفريقيا عبر احتكار المعادن المهمة للطاقة النظيفة في القارة، وفق ما أوردته صحيفة إل باييس (El País) الإسبانية.

استثمارات الصين في أفريقيا

تضخ الصين استثمارات تلامس قيمتها 4 مليارات دولار، وتنفذ أكثر من 5.152 مشروعًا عبر البلدان الأفريقية، وفق البيانات الصادرة عن أداة تشاينا غلوبال إنفيستمنت تراكر (China Global Investment Tracker) التابعة لمعهد المشروعات الأميركي، والمعنية بتقديم بيانات حول الاستثمارات الصينية العالمية.

وما زال سباق تحول الطاقة في أفريقيا مستمرًا، مع تحول العديد من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية إلى الطاقة الخضراء لدرء آثار التغيرات المناخية، وتزايد الضغوط الجيوسياسية الواقعة على النفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة، وهي العوامل التي تهدد استقرار أسعار الطاقة.

وتتوقع المفوضية الأوروبية أن يقفز الطلب على الألومنيوم، أحد المعادن الضرورية للطاقة المتجددة، بنسبة 543% خلال المدة بين 2020 و2050، وهو ما ينطبق كذلك على الليثيوم، والنحاس والكوبالت والنيكل، وهي المعادن التي تؤدي دورًا حاسمًا في تحول الطاقة في أفريقيًا، والعالم بوجه عام.

وسوف يتصاعد هذا الطلب على 34 مادة خامًا مع توجه حكومات منطقة العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" إلى تحول الطاقة؛ ما سيذكي، بطبيعة الحال، الصراع المحموم على الموارد المعدنية في أفريقيا.

منجم كوبالت في الكونغو
منجم كوبالت في الكونغو - الصورة من mysanantonio

أفريقيا ونصيب الأسد

تستأثر أفريقيا بنصيب الأسد في العديد من تلك المعادن المهمة؛ إذ يأتي 70% من إنتاج المعادن العالمي من 4 دول أفريقية فقط: جنوب أفريقيا والجزائر وأنغولا ونيجيريا، وهي الدول التي تجمعها بالصين علاقات اقتصادية وطيدة.

ورغم أن الصين تزود ما نسبته 100% من المعادن الأرضية النادرة إلى الاتحاد الأوروبي، وفق تقديرات المفوضية الأوروبية؛ فإنها تُنجز ذلك عبر مناجمها المنتشرة في أرجاء أفريقيا.

وتضم قائمة أهم المساهمين شركات مملوكة للحكومة مثل شركة هندسة السكك الحديدية الصينية المعروفة اختصارًا بـ"سي آر إي سي جي" (CRECG)، مؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، والشركة الصينية لصناعة الماكينات (سينوماك)، إضافة إلى شركات خاصة أخرى في البلدان الأفريقية مثل زامبيا وسيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

تحول الطاقة في أفريقيا

تحفز غربي

في مسعى منها لتأمين تلك الإمدادات، شرعت القوى الغربية في إطلاق طريق الحرير الخاص بها بعدما توصلت إلى اتفاقية مع شركاء سابقين للصين.

ففي أكتوبر/تشرين الأول (2023)، أبرم الاتحاد الأوروبي، ومجموعة الـ7 اتفاقية مع زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية لتأمين إمدادات تلك السلع الثمينة.

وفي مسعى منه لكسب صراع تحول الطاقة في أفريقيا، سيؤمن الغرب إمدادات تلك المعادن المهمة، نظير توسيع ممر لوبيتو، وهو عبارة خط سكة حديد رئيس يقع في الطرف الجنوبي للقارة، ومن شأنه أن يربط الهند وأوروبا، عبر خطوط السكك الحديدية والنقل البحري التي تمر بالشرق الأوسط.

ويعتقد بعض الخبراء، مثل الباحثة في معهد التنمية الخارجية أو دي آي (ODI) البحثي البريطاني يونان تشين، أن أوروبا والدول الغربية قد فوّتت على نفسها فرصة الدخول في سلسلة إمدادات المعادن.

وأوضحت تشين: "حتى إذا حاول الغرب الوصول إلى الموارد المعدنية؛ فإن المعرفة والتكنولوجيا يجري احتكارهما الآن بوساطة الصين"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتابعت: "أوروبا ستواجه مشكلات في مواكبة الصين بشأن صراع تحول الطاقة في أفريقيا، بل إنها حتى قد لا تستطيع ذلك".

وتسيطر الصين -الآن- على 90% من عمليات معالجة المعادن الأرضية النادرة، وهي الأصعب في زراعتها واستخراجها عبر عملية تتألف من 6 خطوات، وفق تقرير صادر عن بنك غولدمان ساكس.

منجم للمعادن الأرضية النادرة في أفريقيا
منجم للمعادن الأرضية النادرة في أفريقيا - الصورة من ispionline

شهية البنوك الصينية تتراجع

لم تعد لدى البنوك الصينية شهية المخاطرة نفسها، كما كانت قبل عقد، وهو ما انعكس على تراجع حجم استثماراتها، وفق ما قالته الباحثة في "أو دي آي" يونان تشين.

وأضافت تشين: "البنوك الصينية ربما تكون أصعب من المقرضين الرسميين الآخرين الذين يرغبون في شطب الديون أو حتى تطبيق أي أشكال أخرى من خفض تلك الديون".

وتبرز الصين -الآن- أكبر دولة دائنة في العالم؛ إذ يبلغ عدد القروض التي منحتها بكين 331 قرضًا خلال العقدين الماضيين، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتدين الدول المقترضة في الجنوب العالمي بقرابة 1.1 تريليون دولار إلى حكومة تشي جين بينغ، وقد أضحى نصف تلك القروض مستحقة السداد الآن، وفق تقرير حديث صادر عن معهد إيد داتا AidData، للشفافية وتكنولوجيا المعلومات والترميز الجغرافي ومقره ولاية فيرجينيا الأميركية.

وتبرز أنجولا وكينيا من بين أكثر الدول استدانةً للصين، وفق أرقام صادرة عن مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن.

وترى الباحثة في معهد التنمية الخارجية ومعهد لاو الصين في كينجز كوليدج في لندن، ليندا كالابريس أن جهود تحول الطاقة في أفريقيا قد استفادت من الاستثمار الصيني رغم الديون الضخمة من خلال ارتفاع الطلب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق