منوعاتتقارير منوعةرئيسية

تطوير ممر لوبيتو يفتح الباب لتدفق ثروات المعادن الأفريقية إلى العالم

مذكرة تفاهم تضم أوروبا وأميركا و3 دول من القارة

حياة حسين

يفتح تطوير ممر لوبيتو في جنوب القارة الأفريقية الباب أمام دولها لتسويق ثرواتها المعدنية، وضمان تدفقها إلى العالم، وفي الوقت ذاته، يمنح الغرب فرصة لمنافسة الصين، التي باتت تهيمن على اقتصادات تلك الدول بالاستثمارات الهائلة التي ضختها خلال السنوات الأخيرة.

والممر يضم مجموعة من البنيات التحتية للسكك الحديدية والمواني والمطارات والطرق التي تربط الجزء الجنوبي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، والجزء الشمالي الغربي من زامبيا، بأسواق التجارة الإقليمية والعالمية عبر ميناء لوبيتو في أنغولا، وفق تقارير عديدة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شهر يوليو/تموز 2023، اتفقت الدول الأفريقية الثلاث، على توسيع صادرات المعادن المنتجة في الكونغو وزامبيا من خلال هذا الممر، حسبما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية حينها.

بينما وقّعت الدول الثلاث، قبل أيام، اتفاقًا مع مؤسسات دولية وأفريقية حكومية لتطوير الممر، وخدمة أنشطة التعدين، حسبما ذكرت مواقع ووكالات عدة؛ من بينها "إي إس آي أفريقيا" المتخصص في أخبار الطاقة الأفريقية.

ففي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقّعت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية جوتا أوربيلاينن، مذكرة تفاهم مع أميركا، والكونغو وأنغولا وزامبيا، إضافة إلى بنك التنمية الأفريقي ومؤسسة التمويل الأفريقية؛ لمواصلة تطوير "ممر لوبيتو"، وذلك على هامش منتدى "غلوبال غاتواي فوريوم"، الذي انعقد في بروكسل.

وتحدد مذكرة التفاهم أدوار الشركاء في التعاون وتطوير الممر، وتوفير الموارد المالية والمعرفة الفنية لتسريع تطوير طريق النقل؛ بما في ذلك الاستثمارات في الوصول الرقمي وسلاسل القيمة الزراعية التي تعمل على زيادة القدرة التنافسية الإقليمية.

وسيركز التعاون على 3 مجالات: استثمارات البنية التحتية للنقل، تدابير لتسهيل التجارة والتنمية الاقتصادية والعبور، ودعم القطاعات ذات الصلة لتحفيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.

المعادن النادرة في أفريقيا

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال توقيع مذكرة تفاهم لتطوير ممر لوبيتو، إن هذا المشروع سيغير قواعد التجارة الإقليمية والعالمية.

وأضافت أن الشراكة الجديدة مع الكونغو وزامبيا تعزز التنمية المستدامة وتقوي سلاسل القيمة في مجال المعادن النادرة، إضافة إلى أنها ستخلق وظائف محلية جيدة.

بينما قالت رئيسة الإدارة الأميركية للشراكات الدولية للاستثمار والبنية التحتية هلاينا ماتزا: "إن هذا يمثل أكبر مشروع نقل وبنية تحتية في أفريقيا تُسهِم الولايات المتحدة في تطويره؛ ما يعمل على تعزيز التجارة الإقليمية، ويسمح بالربط المباشر بين المحيطين الأطلسي والهندي.

ويمتد خط السكك الحديدية في أنغولا إلى الكونغو، وهو جزء رئيس من ممر لومبيتو، المرتقب تطويره، وتحتاج شركات التعدين -حاليًا- إلى 3 أسابيع لنقل شحناتها إلى المحيط الهادئ، وفق تقرير تلفزيوني لـ"يورونيوز".

غير أنه مع التطوير وامتداد خط السكك الحديدية إلى 1300 كيلومتر، واتجاه الشحنات غربًا إلى ميناء لومبيتو على المحيط الأطلسي، سيختصر هذا الوقت إلى عدة أيام.

وتقع بالقرب من خط السكك الحديدية مقاطعة كاتانغا الغنية بالمعادن؛ إذ تحتوي على أكبر كمية كوبالت في العالم، وهو المعدن الذي يدخل في صناعات عديدة؛ منها الهاتف المحمول.

توقيع مذكرة تفاهم لتطوير ممر لوبيتو
توقيع مذكرة تفاهم لتطوير ممر لوبيتو - الصورة من كواترال إنترناشيونال

تدشين مشروع السكك الحديدية

بدأ تدشين مشروع خط السكك الحديدية في أنغولا عام 1903، على يد مهندس إسكتلندي يُدعى السير روبرت وليامز، وخضع المشروع إلى امتياز استثماري لمدة 99 عامًا.

وفي عام 2001، عاد المشروع إلى أنغولا، وتكفّلت شركة صينية بتطويره بتكلفة استثمارية بلغت 2.3 مليار يورو، وافتتحته في عام 2015، ويضم قاطرات من شركات عالمية مثل جنرال إليكتريك (General Electric).

وضخّت الصين استثمارات ضخمة في أفريقيا، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة، ودفع البعض إلى القول إن دخول أميركا في شراكة لتطوير الممر، جزء من صراع واشنطن وبكين بالقارة السمراء.

وأشار مدير السكك الحديدية في أنغولا بينغاويلا رايلرود، إلى أنه من المخطط توسعة خط السكك الحديدية ليضم زامبيا الغنية بالمعادن. ويسير المشروع رحلتين كل أسبوع، وتخطط أنغولا لزيادتها إلى 4-5 رحلات.

وفي العاصمة الأنغولية تتطلع شركة الخدمات اللوجستية إيرلي غرين إلى ممر لوبيتو الجديد، وفق رئيس العمليات بها سيرغيو تشامبل. وقال إن خط السكك الحديدية قريب جدا من مناجم جمهورية الكونغو الديمقراطية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق