التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

احتياطيات المعادن الحيوية في أفريقيا محور تنافس بين الصين وأميركا (تقرير)

تُشكِّل أساسًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • القوى العظمى وخصوصًا الولايات المتحدة والصين تتنافس للسيطرة على المعادن الحيوية في أفريقيا.
  • زيمبابوي تسعى حاليًا إلى تطوير القطاعات المحلية لمعالجة خام الليثيوم وتعزيز صناعة البطاريات لديها.
  • جمهورية الكونغو الديمقراطية تنتج ما يقرب من 70% من إنتاج الكوبالت في العالم.
  • جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا تمثّلان معًا أكثر من 12% من إنتاج النحاس العالمي.
  • أفريقيا تُعَد موطنًا لأكثر من 90% من احتياطيات معادن مجموعة البلاتين العالمية.

تُمثِّل احتياطيات المعادن الحيوية في أفريقيا داعمًا أساسيًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة، فضلًا عن دورها في تحول الطاقة العالمية.

وتمتلك القارة السمراء -وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- نحو 30% من الاحتياطيات المعدنية في العالم، ويُعَد العديد منها ضروريًا للتكنولوجيات المتجددة ومنخفضة الكربون.

وتتميز أفريقيا بوجود مكامن كبيرة من البلاتين والمنغنيز والفاناديوم والنيكل والنحاس والكوبالت والليثيوم والغرافيت والتيتانيوم والروديوم، بين معادن أخرى، بحسب ما نشرته منصة إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).

ومن المتوقع أن تتزايد المنافسة على الوصول إلى المعادن الحيوية في أفريقيا بشكل كبير، مع توقع ارتفاع الطلب على النحاس بنسبة 40%، والنيكل والكوبالت بنسبة 60% إلى 70%، والليثيوم بنسبة 90% من الآن حتى عام 2040.

لذلك، تتنافس القوى العظمى –وخصوصًا الولايات المتحدة والصين- للسيطرة على المعادن الحيوية في أفريقيا؛ ما يُشجِّع القارة على تأكيد حضورها على الساحة الدولية والاستفادة من مواردها لصالح تطوير المحتوى المحلي وإنشاء مصادر متنوعة وصناعات ذات قيمة مضافة.

المعادن في أفريقيا

تمتلك زيمبابوي ثاني أكبر مخزون في العالم من خام الكروم، وهو معدن مهم في تطوير الطاقة الشمسية المركّزة، والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة النووية، والطاقة الكهرومائية، وتقنيات طاقة الرياح.

ومن المتوقع أن تتلقى زيمبابوي دفعة كبيرة في الإيرادات نتيجة للاهتمام المتزايد بتنمية الموارد المعدنية، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في شهر مايو/أيار الماضي، أعلنت شركة أفريكان كروم فيلدز الزيمبابوية تطوير مصنع جديد لصهر الألومنيوم الحراري؛ ما سيقلل بشكل كبير من وقت إنتاج خام الكروم، إلى جانب زيادة الإنتاج.

وبعد شهر واحد، سلّمت زيمبابوي أول شحنة من خام الليثيوم -الذي تمتلك الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي 690 ألف طن من الاحتياطيات غير المستغلة- إلى الصين.

وفي محاولة لتشجيع الاستثمار في البنية التحتية المحلية للتكرير، حظرت زيمبابوي تصدير الليثيوم الخام بعد أن أعلنت حكومتها أنها تخسر ما يقدر بنحو 1.8 مليار دولار من الإيرادات المحتملة؛ إذ تسعى البلاد حاليًا إلى تطوير القطاعات المحلية لمعالجة خام الليثيوم وتعزيز صناعة البطاريات لديها.

في المقابل، تمثّل جمهورية الكونغو الديمقراطية ما يقرب من 70% من إنتاج الكوبالت في العالم، وهو معدن أساسي لبطاريات الليثيوم أيون المستعملة في المركبات الكهربائية وتقنيات تخزين الكهرباء.

في ديسمبر/كانون الأول 2022، وقّعت جمهورية الكونغو الديمقراطية مذكرة تفاهم مع زامبيا والولايات المتحدة لإنشاء منطقة اقتصادية خاصة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي مايو/أيار الماضي، سافر الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، إلى بكين للتفاوض على اتفاقية للبنية التحتية للمعادن بقيمة 6 مليارات دولار مع الشركات الصينية المملوكة للدولة.

بموجب الاتفاقية، ستشجع حكومة الكونغو الديمقراطية الشركات على الاستثمار في مبادرات سلسلة قيمة بطاريات الكهرباء الجديدة لدفع تطوير المحتوى المحلي في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا.

آلاف العمال الكونغوليين يتجمعون في حفرة لتعدين الكوبالت
آلاف العمال الكونغوليين يتجمعون في حفرة لتعدين الكوبالت - الصورة من الإندبندنت البريطانية

إنتاج النحاس في أفريقيا

تمثّل جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا معًا أكثر من 12% من إنتاج النحاس العالمي، وهو معدن مهم يستعمل في أنظمة الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والكهرومائية والطاقة الحرارية وطاقة الرياح.

ويرى المحللون أنّ الاستفادة من هذه الموارد المهمة تُعَد أمرًا ضروريًا لكلا البلدين لتوليد قيمة محلية، وخلق فرص العمل، وتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية على نطاق أوسع.

كما يُعَد الغرافيت بمثابة مدخل أساسي لبطاريات الليثيوم أيون وأنظمة تخزين الكهرباء، ويمثل ما يقرب من ثلث جميع المعادن المستعملة في المركبات الكهربائية.

وتمتلك مدغشقر وموزمبيق وتنزانيا أكثر من خُمس الاحتياطيات العالمية، وهي في وضع جيد للاستفادة من مواردها الهائلة من الغرافيت للاستفادة من الطلب على التقنيات الرئيسة اللازمة لإزالة الكربون من قطاعي النقل والصناعة.

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن 60% من إنتاج المناجم العالمي للمنغنيز -وهو المعدن الرئيس المستعمل في العديد من التقنيات الخضراء التي تشمل الطاقة الشمسية المركزة وطاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة الحرارية الأرضية-يحدث في أفريقيا.

وتُعَد جنوب أفريقيا أكبر منتج للمنغنيز في العالم، تليها الغابون، في حين تمتلك ساحل العاج وغانا احتياطيات كبيرة، بحسب ما نشرته منصة إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).

معادن مجموعة البلاتين

تمثّل أفريقيا موطنًا لأكثر من 90% من احتياطيات معادن مجموعة البلاتين العالمية، التي تُعَد أساسية للتحليل الكهربائي وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وتوجد مجموعة البلاتين العالمية، التي تشمل معادن مثل الإيريديوم والبلاديوم والبلاتين، بكثرة في جنوب أفريقيا، التي تمثل أكثر من 70% من إنتاج البلاتين العالمي وأكثر من 80% من إنتاج الإيريديوم العالمي بين عامي 2016 و2020.

وكانت زيمبابوي ثالث دولة في العالم، أكبر منتج للبلاتين وثاني أكبر منتج للإيريديوم بين عامي 2016 و2020، ولديها حاليًا 3 مشروعات جديدة لمجموعة البلاتين العالمية قيد التطوير.

إن تدفق الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الرقابة التنظيمية، والحوافز المالية المواتية، وتحديد أولويات المشروعات ذات المنفعة المتبادلة داخل صناعة استخراج المعادن الحيوية في أفريقيا، من شأنها أن تمكّن القارة من تعظيم الأهمية الجيوإستراتيجية لثرواتها من الموارد.

ونظرًا إلى اكتساب التحول العالمي في مجال الطاقة المزيد من الاهتمام؛ فإن الطلب على موارد أفريقيا سوف يتزايد أيضًا؛ حيث تستعد البلدان الغنية بالمعادن في مختلف أنحاء القارة للاستفادة بشكل كبير من هذه الزيادة المتوقّعة في الطلب.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق