سلايدر الرئيسيةالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازغاز

أرامكو السعودية تتهيأ للاستحواذ على حصة من سوق الغاز المسال (تقرير)

بدأت شركة أرامكو السعودية تحركات جادة للاستحواذ على حصة من سوق الغاز المسال، الذي يُعَد وقودًا مهمًا للتحوّل في قطاع الطاقة، ويدعم أمن الطاقة العالمي.

جاءت أولى خطوات عملاقة النفط السعودية من خلال الاستحواذ على حصة أقلية في "مِد أوشن" للطاقة، إحدى الشركات التي تعمل في مجال الغاز المسال، مقابل 500 مليون دولار، مع خيار لزيادة حجم المساهمة.

وتواصل أرامكو السعودية- وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- جهودها لاستكشاف مجموعة من الفرص المحلية والدولية في أسواق الغاز الطبيعي المسال الرئيسة، وإجراء المزيد من عمليات الاستحواذ مع تزايد الطلب عالميًا على الغاز المسال.

أمن الطاقة

تُدرك أرامكو السعودية أن تلبية احتياجات العالم من الطاقة المستدامة دون المساس بأمن الطاقة وموثوقيتها والقدرة على تحمّل تكلفتها، أصبحت مهمةً اليوم أكثر من أي وقت مضى، كما أن التحوّل العالمي في قطاع الطاقة بحاجة إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون لسدّ النقص في موارد الطاقة التقليدية.

وترى عملاقة النفط السعودية أن الغاز المسال يعمل على تغيير طريقة استهلاك الطاقة في العالم، باعتباره مصدر طاقة صديقًا للبيئة؛ إذ يمكن شحنه إلى جميع أنحاء العالم عند تبريده وتحويله إلى غاز مُسال.

وشهدت سوق الغاز الطبيعي المسال نموًا ملحوظًا مع زيادة الكميات المتداولة من 100 مليون طن في عام 2000 إلى ما يقارب 400 مليون طن في عام 2022.

خفض الانبعاثات

نجحت أرامكو السعودية، على مدى عقود، في الاستفادة من إمكانات الغاز الطبيعي بوصفه مصدرًا للطاقة منخفض الانبعاثات الكربونية يُستعمل في توليد الكهرباء، ولقيمًا للصناعة المحلية، وفق تقرير للشركة اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتعمل الشركة السعودية، حاليًا، مع الزيادة المتنامية المتوقعة في الطلب على الغاز المُسال ومواصلة العالم مسعاه للوصول إلى اقتصاد طاقة منخفض الكربون، لتصبح إحدى الشركات الرائدة عالميًا في إنتاج الغاز الطبيعي المسال.

معمل غاز الفاضلي
معمل غاز الفاضلي - الصورة من أرامكو السعودية

قال الرئيس للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية ناصر النعيمي: "ترى الشركة أن الغاز المسال وقودٌ مهم للتحوّل في قطاع الطاقة، ومن شأنه أن يُمكّن أنظمة الطاقة والصناعة العالمية من تحقيق التوازن بين هدفين متلازمين؛ هما الحد من انبعاثات الكربون، وأمن الطاقة".

وأضاف النعيمي: "الغاز الطبيعي المسال هو الوقود المثالي لإحداث تحوّل في قطاع الطاقة، ولا سيما في الاقتصادات الآسيوية التي تعتمد بشكل كبير على الفحم؛ إذ سيوفّر الاعتماد على الغاز المسال بدلًا من الفحم إمكانات كبيرة للحد من انبعاثات الكربون".

إنتاج الغاز المسال

دخلت شركة أرامكو السعودية المجال العالمي لأعمال الغاز المسال من خلال الاستحواذ على حصة في شركة ميد أوشن للطاقة، وهي شركة غاز طبيعي مُسال أسستها وتديرها شركة "إي آي جي"، وهي شركة استثمارية أميركية.

وأُبرم الاتفاق بناءً على العلاقة التي تجمع أرامكو وشركة إي آي جي، والتي كانت جزءًا من تحالف استحوذ في عام 2021 على حصة نسبتها 49% من شركة أرامكو لإمداد النفط الخام، إحدى الشركات التابعة لأرامكو السعودية.

وعلى الرغم من أن الصفقة قد تكون مشروع أرامكو الأول في سوق الغاز المسال، وصغر حجمها نسبيًا؛ فإنها بمثابة الأساس لإستراتيجية الشركة المعتمَدة لتطوير أعمال الغاز المسال بحلول عام 2030.

تعمل "مِد أوشن" للطاقة حاليًا على استحواذ حصص في 4 مشروعات أسترالية للغاز الطبيعي المسال، مع إستراتيجية نمو لإنشاء أعمال عالمية متنوعة للغاز الطبيعي المسال.

ويهدف التحرك الإستراتيجي إلى وضع أرامكو السعودية في مصاف الشركات العالمية الرائدة في صناعة الغاز الطبيعي المسال.

وأوضح النعيمي "أن سوق الغاز المسال في وضع يؤهلها للنمو الهيكلي على المدى البعيد؛ فشركة ميد أوشن للطاقة مؤهلة للاستفادة من الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي المُسال، ولا سيما في آسيا وأوروبا؛ إذ تشهد البنية التحتية لاستيراد الغاز المسال توسعًا ملحوظًا.

وأضاف: "سنواصل استكشاف مجموعة من الفرص المحلية والعالمية وفي المناطق الجغرافية الرئيسة للغاز الطبيعي المسال، لتحسين أوجه التآزر التجاري المحتملة، وتلبية احتياجات العالم المتزايدة إلى طاقة آمنة وأكثر استدامة ويمكن تحمُّل تكلفتها".

قصة أرامكو في قطاع الغاز

تُعَد أعمال الغاز من أولويات أرامكو السعودية، ومن المتوقع أن تكتسب مزيدًا من الأهمية مع قيام الشركة بتطوير موارد الغاز غير التقليدية المكتشفة حديثًا مثل حقل الجافورة.

وتستهدف أرامكو زيادة إنتاج الغاز بما لا يقلّ عن 50% بحلول عام 2030، وذلك مقارنة بمستويات عام 2021؛ إذ من المتوقع أن يبدأ الإنتاج من حقل الجافورة في عام 2025؛ إذ وُضعت خطة لزيادة تسليمات الغاز الطبيعي تدريجيًا إلى مليوني قدم مكعبة يوميًا بحلول 2030.

ومن المنتظر أن تساعد زيادة الطاقة الإنتاجية للغاز على تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة منخفضة التكلفة والكربون، وأن تُسهِم في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من خلال الحدّ من حرق السوائل لتوليد الكهرباء محليًا.

الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض أبرز المعلومات عن حقل الجافورة السعودي:

حقل الجافورة يحوي أكبر طبقة غاز صخري بالشرق الأوسط

يشمل إنتاج أرامكو السعودية من الغاز: سوائل الغاز الطبيعي، والإيثان، والمكثفات، وتمثّل جميعها إضافةً إلى إنتاج الشركة من النفط الخام، كما توفّر اللقيم لقطاعي التكرير والبتروكيماويات، سواءً داخل المملكة أو على مستوى العالم.

ويُعَد معمل غاز الفاضلي الذي افتُتح في عام 2020 أحدث إضافة لشبكة الغاز الرئيسة، وفي عام 1975، بدأت الشركة تطوير شبكة الغاز الرئيسة، وهي شبكة ضخمة من خطوط الأنابيب تربط مواقع إنتاج الغاز ومعالجته في جميع أنحاء المملكة.

ومنذ إنشائها قبل أكثر من 4 عقود، ظلت الشبكة بمثابة العمود الفقري للشبكة الصناعية للتنمية والتنوّع الاقتصادي في السعودية.

وتعتمد أرامكو السعودية مع زيادة حضورها في أسواق عالمية جديدة بفضل الغاز المسال، على رحلة النجاح التي حققتها في المملكة، من أجل من تلبية الطلب المتزايد على الوقود من عملاء الشركة الحاليين والمحتملين في جميع أنحاء العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق