تقارير الغازالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج الغاز في أفريقيا قد يرتفع 10%.. ما موقف مصر والجزائر؟

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • أفريقيا تستحوذ على 6% من إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا عام 2022
  • احتياطيات الغاز الأفريقي تمثّل 9.2% من إجمالي الاحتياطيات العالمية
  • الجزائر ومصر ونيجيريا أكبر المنتجين في القارة السمراء، بحصّة 80%
  • انخفاض إنتاج مصر من الغاز 7% حتى 2026، وارتفاعه في نيجيريا 15%
  • تأخُّر مشروع توتال إنرجي في موزمبيق 4 سنوات، بسبب الظروف الأمنية

يتجه إنتاج الغاز في أفريقيا إلى النمو بنسبة 10% على المدى المتوسط، رغم الاضطرابات الأمنية وزيادة التكاليف وتأخّر بعض المشروعات الجديدة، وفق بيانات حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع نمو إنتاج الغاز الطبيعي في القارة الأفريقية من 245 مليار متر مكعب عام 2022 إلى 270 مليار متر مكعب بحلول عام 2026، مع عودته للارتفاع على أساس سنوي طوال مدة التوقعات (2022-2026)، بعدما تراجع العام الماضي من مستوى 260 مليار متر مكعب المسجل عام 2021، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

ولولا اضطراب الأحوال الأمنية وارتفاع التكاليف لكانت توقعات إنتاج الغاز في أفريقيا خلال السنوات المقبلة أكثر من ذلك، خاصة مع زيادة الإمدادات تدريجيًا في الجزائر ونيجيريا، وبدء الإنتاج من مشروعات جديدة في السنغال وموريتانيا والكونغو والغابون، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إنتاج الغاز في أفريقيا خلال 2022

استحوذ إنتاج الغاز في أفريقيا على 6% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا في عام 2022، ما يزيد بمعدل مرة منذ عام 2000، و3 مرات منذ عام 1990.

وسيطرت 3 دول منتجة رئيسة (الجزائر ومصر ونيجيريا) على 80% أو أكثر من إنتاج الغاز في أفريقيا عام 2022، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الغاز في أفريقيا منذ عام 2020 وتوقعاته حتى 2026:

توقعات إنتاج الغاز في أفريقيا

وتخطط الدول الأفريقية لزيادة الاستفادة من تطوير مشروعات الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة في الأمد المتوسط، مع تركّز أغلب الطلب الأفريقي على الغاز في مناطق الإنتاج الرئيسة (مصر والجزائر ونيجيريا)، حيث يُستعمل بصورة كثيفة في توليد الكهرباء.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع متوسط الاستهلاك السنوي للغاز في أفريقيا بنسبة 3% خلال المدّة الممتدة من 2022 إلى 2026.

وتلجأ الدول الأفريقية إلى استهلاك الغاز المحلي بكثافة، لما يوفره من ميزة نسبية كبيرة في انخفاض تكاليفه مقارنة بواردات الوقود، إلى جانب عوائد التصدير للكميات الفائضة عن الاستهلاك.

وتبشّر مشروعات إنتاج الغاز في أفريقيا بفرص جديدة للتصدير وزيادة عوائد النقد الأجنبي، لكن هذه الفرص ليست متساوية في جميع الدول، مع حظ أكبر للبلدان القريبة من أوروبا.

ورغم المستقبل الغامض لمصادر الوقود الأحفوري مع توجّه العالم نحو الطاقة المتجددة، فإن الغاز الطبيعي يمكنه أن يمثّل حلًا انتقاليًا ببناء أنظمة طاقة مرنة ومستدامة في أفريقيا، ما قد يجنّبه الصدام مع خطط خفض الانبعاثات والحياد الكربوني في القارة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

احتياطيات الغاز العالمية

تستحوذ أفريقيا على 9.2% من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة، متفوقة على الأميركتين وأوروبا مجتمعتين، إذ لا تزيد حصّتاهما على 6.3%، كما تتفوق على منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تستحوذ على 8.6% من احتياطيات الغاز العالمية.

أمّا الشرق الأوسط، فيستحوذ على الحصة الأكبر عالميًا (41.7%)، تليه منطقة أوراسيا بنسبة 34.3% حتى عام 2021، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة.

وتعدّ نيجيريا أكبر دولة أفريقية من حيث حجم احتياطيات الغاز الطبيعي، بنسبة 32.5% من إجمالي الاحتياطيات الأفريقية، تليها الجزائر بنسبة 25.4% حتى عام 2021.

يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور احتياطيات الغاز الطبيعي في نيجيريا منذ 1980 حتى 2022:

احتياطيات الغاز الطبيعي في نيجيريا

وتحلّ موزمبيق في المركز الثالث، باستحواذها على 16% من الاحتياطيات الأفريقية، تليها مصر في المركز الرابع، بـ10.1%، ثم ليبيا بنسبة 8.5%، ثم بقية دول القارة بنسبة 7.5%.

ورغم امتلاك القارة احتياطيات كبيرة من الغاز، إلى جانب إمكاناتها الهائلة في الطاقة المتجددة، فإنها ما زالت الأكثر فقرًا في مجال الطاقة عالميًا.

وتضم القارة الأفريقية خمس سكان العالم (1.2 مليار نسمة تقريبًا)، إلّا أنها الأسرع نموًا في عدد السكان، والأكثر شبابًا من حيث التركيب السكاني لأغلب دولها، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.

وتقدّر وكالة الطاقة الدولية عدد السكان الأفارقة المحرومون من الكهرباء بنحو 600 مليون نسمة، أو ما يعادل 43% من إجمالي عدد سكان القارة حتى عام 2022.

أثر الظروف الأمنية.. موزمبيق نموذجًا

استحوذت أفريقيا على 40% من اكتشافات الغاز الطبيعي الجديدة في العالم خلال العقد الماضي، لا سيما في موزمبيق وموريتانيا والسنغال وتنزانيا، لكن عدم الاستقرار الأمني والسياسي جعل القارة السمراء بيئة عالية الخطورة بالنسبة لصناعة الغاز والشركات الأجنبية.

وأدت هذه الظروف إلى زيادة الفجوة بين الإمكانات التي تمتلكها القارة السمراء، والإنتاج الفعلي من مشروعات الغاز تحت التطوير.

وتمثّل تجربة التأخر في مشروع موزمبيق للغاز المسال حالة نموذجية لقياس أثر الاضطرابات الأمنية القارية في قطاع الغاز، إذ كان من المقرر تسليم أول شحنة من إنتاج الحقل في عام 2024، بخطط إنتاجية تصل إلى 60 مليار متر مكعب سنويًا.

ولم تفلح شركة توتال إنرجي الفرنسية القائمة على الحقل في الالتزام بالجدول الزمني لتطويره، بسبب تعرُّض مقاطعة كابو ديلغادو التي يقع فيها لهجمات مسلّحين مرتبطين بتنظيم الدول الإسلامية "داعش" في أبريل/نيسان 2021؛ ما اضطرها إلى إعلان حالة القوة القاهرة.

وقررت الشركة رفع حالة القوة القاهرة عن الحقل في فبراير/شباط 2023، بعد توقّف دام عامين، ثم أعادت ترتيب الجدول الزمني للتطوير ليبدأ الإنتاج في عام 2028، ما يعني تأخُّر أحد مشروعات إنتاج الغاز في أفريقيا 4 سنوات على الأقلّ، بسبب الاضطرابات الأمنية.

أوروبا الوجهة الرئيسة لصادرات أفريقيا

ارتفع إنتاج الغاز في أفريقيا بمتوسط سنوي 2.5% خلال الأعوام الـ10 الممتدة من 2011 إلى 2021، ما يزيد على المتوسط العالمي البالغ 2.2% خلال هذه المدة.

ووصل إنتاج القارة من الغاز الطبيعي إلى 246 مليار متر مكعب في عام 2022، مع توقعات ارتفاعه إلى 251 مليار متر مكعب في عام 2023.

وتمتلك القارة السمراء قدرات كبيرة لأن تصبح أحد المصادر المهمة لإمدادات الغاز العالمية، إذ بلغ حجم ما صدّرته من إنتاج عام 2022، قرابة 36% من إجمالي الإنتاج، كان أغلبها في صورة غاز مسال بنسبة 61%، بحسب بيانات الوكالة.

وكانت أوروبا الوجهة الرئيسة لصادرات الغاز الأفريقية بنسبة 60% من صادراتها عبر الأنابيب أو الناقلات خلال عام 2022، بينما استحوذت آسيا على أقلّ من 10%.

توقعات إنتاج الغاز في الجزائر

تظل دول الشمال أكبر مساهم بإنتاج الغاز في أفريقيا، لا سيما الجزائر، التي بلغ إنتاجها 101 مليار متر مكعب في عام 2022، ومصر التي سجلت 67 مليار متر مكعب خلال العام نفسه.

ويزيد إنتاج الجزائر ومصر بصورة كبيرة عن نيجيريا ثالث أكبر منتج للغاز في القارة (40 مليار متر مكعب)، ما يجعل منطقة الشمال الأفريقي محط أنظار أكبر المناطق المستوردة، لا سيما أوروبا.

وأدت أزمة الطاقة، التي اندلعت في أوروبا عام 2022، إلى زيادة اهتمام بعض الشركات الأوروبية بتوقيع مزيد من الاتفاقيات مع دول شمال أفريقيا المرتبطة بالفعل بجنوب أوروبا عبر خطوط الأنابيب، خاصة الجزائر.

كما أضافت شركة إيني الإيطالية مزيدًا من الأصول إلى محفظة مشروعاتها لإنتاج الغاز في الجزائر، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

استنادًا إلى ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو إنتاج الغاز في الجزائر بنسبة 10% خلال المدة من 2022 إلى 2026.

توقعات إنتاج مصر من الغاز

تتوقع وكالة الطاقة انخفاض إنتاج الغاز في مصر بنسبة 7% خلال المدة نفسها، بسبب نقص اكتشافات الآبار الجديدة الجاهزة للإنتاج، والتراجع الطبيعي في إنتاج الحقول القائمة.

وتشهد مصر سلسلة انخفاضات متتالية في إنتاج الغاز الطبيعي منذ مطلع عام 2023، وحتى شهر أغسطس/آب الماضي، مقارنة بالأشهر المقارنة في عامي 2021-2022، بحسب مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).

وتراجع إنتاج الغاز في مصر خلال أغسطس/آب الماضي، إلى 4.999 مليار متر مكعب، منخفضًا بنسبة 11%، أو ما يعادل 604 ملايين متر مكعب عن مستواه البالغ 5.603 مليار متر مكعب خلال الشهر نفسه من عام 2022، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وانخفض مستوى إنتاج أغسطس بنسبة 0.6%، مقارنة بالشهر السابق يوليو/تموز، الذي ارتفع فيه الإنتاج إلى 5.03 مليار متر مكعب، وكذلك شهر يونيو/حزيران، الذي سجل 4.91 مليار متر مكعب، لكن هذه الأشهر ما زالت أقلّ من نظيرتها في عامي 2021 و2022، ما يشير إلى أن إنتاج مصر عام 2023 في حالة تراجع بصفة عامة.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الغاز المصري شهريًا منذ عام 2021 حتى أغسطس/آب 2023:

إنتاج مصر من الغاز الطبيعي منذ 2021 حتى أغسطس 2023

أمّا بالنسبة لنيجيريا، فمن المتوقع ارتفاع إنتاجها من الغاز الطبيعي تدريجيًا بنسبة 15%، بسبب توافر غاز التغذية- الذي يسلَّم إلى محطات الإسالة تمهيدًا لتحويله إلى غاز مسال وتصديره-.

وبصورة عامة، تتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إنتاج الغاز في أفريقيا بنسبة طفيفة 2.4%، بدفع زيادة الإنتاج المستدام في الجزائر بصورة أساسية، وتحقيق الإنتاج الكامل من مشروع كورال سول للغاز المسال في موزمبيق المُدار من شركة إيني الإيطالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق