تقارير السياراترئيسيةسيارات

سوق السيارات الكهربائية الصينية في مأزق.. خسائر فادحة وانهيار المبيعات

إفلاس وشيك لشركتين كبيرتين

أسماء السعداوي

يواجه عدد من شركات سوق السيارات الكهربائية الصينية عقبات مالية ضخمة ومنافسة شرسة تهدد بخروجها من حلبة المنافسة في أكبر سوق للسيارات على مستوى العالم.

وسجلت شركتان تتربعان على عرش قائمة الأسوأ مبيعًا في الصين، وهما إيفر غراند (Evergrande) ودبليو إم موتور (WM Motor)، خسائر ضخمة وانهيارًا في المبيعات، مع توقعات بإشهار إفلاس وشيك.

ولم تتخطَّ مبيعات شركات مثل زوتي (Zotye) وهايما (Haima) حاجز الـ20 سيارة فقط خلال الربع الثاني من هذا العام (2023)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يُضاف إلى ذلك اتجاه المستثمرين لضخّ أموالهم في الشركات الناشئة الواعدة مثل إكس بنغ (Xpeng) ونيو (New)، إلى جانب التباطؤ بنمو مبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين، وتضاعف الصادرات خلال شهر سبتمبر/أيلول المنصرم 2023، وتراجع حجم الطلب المحلي.

كل تلك العوامل السوقية تجعل من الصعب توقّع استمرار شركتَي إيفرغراند ودبليو إم موتور على المدى الطويل، ما يدق جرس إنذار داخل الصناعة في البلد صاحبة أكبر اقتصاد آسيوي، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرع.

شركة إيفرغراند ودبليو إم موتور

تُعدّ شركة "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيكل غروب ليمتيك" (China Evergrande New Energy Vehicle Group Ltd) جزءًا من شركة إيفرغراند العقارية.

وكانت الشركة الصينية قد وعدت في مطلع عام 2019 بالتنافس مع شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا (Tesla)، وفي وقت ما أيضًا كانت قيمتها السوقية أعلى من شركة فورد (Ford) الأميركية.

وفي أغسطس/آب 2023، تقدمت الشركة الأم بطلب للحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة، نتيجة للديون التي تجاوزت 300 مليار دولار.

وخلال مدة وجودها القصيرة في السوق، خسرت الشركة 10.8 مليون دولار عن كل سيارة تعمل بالبطارية باعتها، أو 14.4 مليار دولار عن نحو ألف و300 سيارة مسجلة باعتها، وذلك بناءً على التقارير المالية للشركة، وبيانات من داخل صناعة التأمين على السيارات.

شعار شركة إيفرغراند غروب
شعار شركة إيفرغراند غروب- الصورة من وكالة رويترز

في السياق ذاته، انهارت مبيعات شركة دبليو إم المملوكة للقطاع الخاص في الصين بأكثر من 90%، على الرغم من اتخاذها إجراءات لتقليل النفقات، من بينها تخفيض الرواتب وتسريح العاملين.

وكانت الشركة -التي تأسست عام 2018- تحمل آفاقًا إيجابية واعدة للغاية في نظر المستثمرين، وأبرزهم شركة "بايدو" (Baidu) وشركة تينسنت القابضة المحدودة (Tencent Holdings Ltd).

وفي الأسبوع الماضي، قالت، إن محكمة في شنغهاي قبلت ما يُسمى بطلب إعادة الهيكلة المسبقة، بسبب معاناتها من صعوبات مالية وتدهور المبيعات.

كما تُظهر بيانات منصة كشف معلومات إفلاس المؤسسات الوطنية في الصين، أن شركة السيارات الكهربائية الصينية "دبليو إم موتور" تقدّمت بطلب لإشهار إفلاسها.

وقالت الشركة، إنها "تواجه صعوبات تشغيلية قصيرة المدى" بسبب تأثير وباء كوفيد-19، وتباطؤ سوق رأس المال، والتقلبات الكبيرة في أسعار المواد الخام، والانتكاسات في الحصول على رأس المال اللازم للعمليات والتطوير.

جاء ذلك بعد شهر واحد من انسحاب مجموعة "أبولو فيوتشر موبيليتي" (Apollo Future Mobility Group) المُدرجة في بورصة هونغ كونغ من صفقة شراء "دبليو إم موتور"، مقابل ما قيمته 2.02 مليار دولار.

وتضاعفت الخسائر السنوية للشركة إلى 8.2 مليار يوان (1.13 مليار دولار) خلال الـ3 سنوات حتى عام 2021، وفقًا لنشرة أسهمها الصادرة في شهر يونيو/حزيران من 2022 الماضي للاكتتاب العام الأولي المخطط له في هونغ كونغ.

وكشفت بيانات مركز تكنولوجيا وأبحاث السيارات أن الشركة باعت نحو 35 ألف سيارة رياضية كهربائية في عام 2021، وعددًا مماثلًا في 2022 التالي.

وباعت الشركة الصينية 1387 سيارة فقط في الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023، كما تراجعت عن طرح أحدث سياراتها "إم 7" الكهربائية في 2023.

سيارة من إنتاج شركة دبليو إم موتور
سيارة من إنتاج شركة دبليو إم موتور- الصورة من موقع الشركة

وضع صعب ومنافسة شرسة

تواجه سوق السيارات الكهربائية الصينية حربًا شرسة في ظل هيمنة شركتي بي واي دي (BYD) وتيسلا على الحصة الأكبر من السوق.

كما شكّلت الشركات الـ10 الكبرى نحو 80% من مبيعات السيارات الكهربائية الصينية خلال هذا العام 2023، وهو ما يترك مساحة صغيرة للشركات الناشئة.

ويقول مركز تكنولوجيا وأبحاث السيارات، إنه يوحد نحو 91 مصنعًا نشطًا لإنتاج السيارات الكهربائية في الصين، إلّا أن ثلثها قد سجل مبيعات تقلّ عن 500 سيارة فقط خلال الربع الواحد.

كما لم تتعدَّ تسجيلات شركات مثل أيويز (Aiways) وزوتي (Zotye) وهايما (Haima) حاجز الـ20 سيارة خلال الربع الثاني من 2023، وذلك على الرغم من أنها كانت تسجل المئات، بل الآلاف، من سيارات الطاقة الجديدة كل ربع.

في المقابل، كانت تيسلا على موعد من مبيعات ضخمة؛ إذ شحنت نحو 74 ألف سيارة خلال شهر سبتمبر/أيلول المنصرم وحده من مصنعها في شنغهاي.

وتعليقًا على ذلك، يقول مدير بحوث الشركات الصينية في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني جينغ يانغ: "إذا نظرنا لشركات السيارات الكهربائية تلك من منظور ائتماني، نجد أن المشكلات الرئيسة هي مخاطر تنفيذ الإستراتيجية والتدفق النقدي السلبي ومخاطر السيولة".

وأضاف: "من الصعب للغاية بالنسبة لهذه الشركات الوصول إلى أسواق السندات. وستصبح مخاطر إعادة تمويلها أكبر إذا انسحب مستثمرو الأسهم والمصارف".

اتجاه جديد

تُظهر بيانات مؤشر هيرفيندال-هيرشمان -الذي يستعمله الأكاديميون والمنظّمون لتقييم المنافسة وقياس تركيز السوق- أن سوق السيارات الكهربائية الصينية تتجه لما أسماه بالتحول من مرحلة الازدحام إلى التركيز المنضبط.

ويُنتج نحو 100 مصنع نماذج كهربائية وأخرى هجينة تعمل بالكهرباء في الصين، بتراجع كبير من نحو 500 صانع مسجل في عام 2019.

ويواصل بعض المستثمرين دعم الشركات الناشئة ذات المستقبل الواعد، ومنها شركة إكس بنغ (Xpeng) التي حصلت على استثمارات بقيمة 700 مليون دولار من شركة فولكسفاغن (Volkswagen AG) الألمانية خلال شهر يوليو/تموز المنصرم 2023.

وبموجب ذلك، ستحصل شركة السيارات الألمانية على نسبة 4.99% من أسهم الشركة الصينية، ومقعد مراقب في مجلس إدارتها.

كما باعت شركة نيو الصينية (Nio) حصة من الأسهم قدرها 7% لكيان تسيطر عليه أبوظبي مقابل نحو 740 مليون دولار، وتدرس أيضًا جمع 3 مليارات دولار أخرى من منطقة الشرق الأوسط ومحليًا.

وتحاول شركات أخرى اقتحام سوق السيارات الكهربائية الصينية، مثل شركة شاومي (Xiaomi) لصناعة الهواتف الذكية، والتي تُجري محادثات مع شركات صناعة السيارات بالسوق المحلية حول إقامة شراكات إنتاج محتملة، كما تنتظر موافقة السلطات المركزية في بكين لإصدار رخصة تسمح لها بتصنيع السيارات الكهربائية بنفسها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق