طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

جدات الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو.. مبادرة لتحول الطاقة بغرب أفريقيا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • بوركينا فاسو تعوّل على الطاقة الشمسية في تحقيق اقتصاد مستدام.
  • مبادرة جدات الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو تدعم توصيل الكهرباء إلى الريف.
  • تستهدف المبادرة تحسين حوكمة الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو.

يتسارع نمو صناعة الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو، خلال السنوات الأخيرة، في إطار جهود حكومة البلد الواقع غرب أفريقيا للتحول نحو اقتصاد أخضر مستدام، وتحسين فرص حصول سكان الريف على الكهرباء.

وتتفرد بوركينا فاسو بأحد أفضل مستويات السطوع الشمسي في غرب أفريقيا، إن لم يكن في القارة الأفريقية بأكملها، بسعة 5.5 كيلووات في المتر المربع يوميًا، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

لكن ما زال ازدهار الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو يواجه مجموعة من التحديات التي يتعين التعامل معها فورًا، من بينها إتاحة التمويلات اللازمة لتلك المشروعات النظيفة، وتعزيز المعرفة الفنية المحلية ذات الصلة، وضمان طول عمر المنشآت الشمسية.

مبادرة طموحة

خلال منتدى الهند أفريقيا الذي عُقد في العاصمة الهندية نيودلهي في أبريل/نيسان (2023)، جرى التوصل إلى اتفاقية بين حكومة الهند ومفوضية الاتحاد الأفريقي حول المشروعات الأفريقية لإنشاء مركز تدريب إقليمي تابع لكلية بيرفوت في أفريقيا، وفق ما أورده موقع إي.إس.آي أفريكا (ESI AFRICA).

وكلية بيرفوت هي منظمة تطوعية تنشط في مجالات التعليم، وتنمية المهارات، والصحة، ومياه الشرب، وتمكين المرأة والكهرباء من خلال الطاقة الشمسية لرفع مستوى سكان الريف.

وقد تلا هذا إتاحة تدريبات على الطاقة الشمسية للسيدات الريفيات من بوركينا فاسو، في الهند مع برنامج الأمم المتحد الإنمائي يو إن دي بي (UNDP)، والدعم المالي من قِبل برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية جي إي إف/إس جي بي (GEF/SGP).

مستفيدة من مشروع جدات الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو
مستفيدة من مشروع جدات الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو - الصورة من الموقع الرسمي لمعهد النمو الأخضر العالمي

وفي عام 2018، وتحت رعاية وزارة البيئة، أنشئ مركز التدريب الإقليمي التابع لكلية بيرفورت في بوركينا فاسو المعروف اختصارًا بـ"سي آر إف بي بي" (CRFBB).

ويُعنى مركز سي آر إف بي بي الكائن في قرية نيوريدا التي تَبعُد قرابة 100 كيلومتر من العاصمة البوركينية واغادوغو، بالمهام التالية:

  • تنسيق اختيار الجنسيات التي تحق لها الاستفادة من الخدمات التي يقدمها.
  • تنسيق اختيار السيدات التي سيُدَرَّبن في المركز، على أساس معايير موضوعية.
  • تنفيذ أنماط أخرى من التدريبات الإضافية اللازمة لإنجاز مهام المركز.
  • اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان إقامة سعيدة وتدريبات عالية للمراجعين.
  • إنجاز المهمة الموكلة إليه من السلطات المختصة، كما يضمن المركز نقل تقنية الطاقة الشمسية إلى الدول التالية الواقعة في المنطقة: بوركينا فاسو والنيجر وبنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار ومالي.

نتائج مشروع "جدات الطاقة الشمسية"

في إطار مشروع جدات الطاقة الشمسية (The Solar grandmother project) في بوركينا فاسو أتاح مركز سي آر إف بي بي، بالشراكة مع معهد النمو الأخضر العالمي المعروف اختصارًا بـ"جي جي جي آي" (GGGI) ومؤسسة الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، تدريبات على الطاقة الشمسية للجدات من 7 مناطق في بوركينا فاسو (الوسط وشرق الوسط وغرب الوسط، والساحل، والشمال، والأحواض العليا والشلالات).

ويستهدف المشروع تمكين السيدات كبار السن من المساعدة على خفض الآثار البيئية السلبية للوقود الأحفوري في بوركينا فاسو عبر الترويج للتقنيات النظيفة ومصادر الطاقة منخفضة الكربون.

وقد استفادت 31 سيدة من مبادرة جدات الطاقة الشمسية من التدريبات العملية والنظرية المكثفة، وفق تقرير رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد مُنحت "جدات الطاقة الشمسية" أدوات لتجهيز ورش الأعمال الخاصة بهن؛ ما يساعدهن على إصلاح وتركيب الألواح الشمسية والأدوات المرتبطة بها.

وبعد التدريب حصلت جدات الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو على الأدوات ذات الصلة لاستعمالها في منازلهن بالقرى التي تسكنها، علمًا بأن تزويد المنازل بالأدوات الشمسية يُعد جزءًا من إسهامات المشروع في توصيل الكهرباء إلى القرى المُختارة.

عمال يركبون محطة طاقة شمسية في بوركينا فاسو
عمال يركّبون محطة طاقة شمسية في بوركينا فاسو - الصورة من hawilti

ويتيح المشروع كذلك إمكان إتاحة الخبرات المحلية في تقنية الطاقة الشمسية بالمناطق الريفية، وتعزيز إتاحة تلك الطاقة النظيفة وتعزيز الوصول إليها في المناطق الريفية.

كما يستهدف المشروع تحسين حوكمة الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو محليًا عبر إنشاء وحدات الكهربة الشمسية المستقلة في القرى المستفيدة من المبادرة.

ويمكن تقييم المشروع من حيث المعايير التالية:

  • تغيير مكانة المرأة في البيئات التي تقطنها.
  • المساعدة على رفع درجة الوعي المجتمعي بشأن مرونة التغيرات المناخية وحماية البيئة.
  • خفض عدم المساواة وتحسين ظروف المعيشة للأسر المستفيدة.
  • تقليص مظاهر عدم المساواة بين النوعين (الجنسين) في المناطق الريفية عبر تضمين السيدات بوصفهن لاعبات رئيسات في التنمية المحلية؛ وهو ما ينبغي تسريع وتيرته عبر الزيادة في أنشطة تحقيق الدخل في قرى بوركينا فاسو.

مقومات كبيرة

تحظى الطاقة الشمسية في بوركينا فاسو بمؤهلات تتيح لها الإسهام في تعزيز النمو الاقتصادي، وتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء، وخفض انبعاثات الكربون بسبب وفرة ضوء الشمس والطلب المتزايد على مصادر الطاقة المستدامة.

وتلامس سعة الطاقة الشمسية المركّبة في عموم البلاد 90 ميغاواط، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما تتمتع بوركينا فاسو بموقع جغرافي فريد، يمكّنها من تطوير السعة الشمسية؛ نظرًا إلى تعرضها لأشعة الشمس لمدة 2800 ساعة كل عام في المتوسط.

ومن ثم فقد أضحى إمكان الوصول إلى مصدر الكهرباء الوفير والنظيف هذا ممكنًا بفضل الطقس المشمس والمساحات المفتوحة الضخمة.

وتعكف الحكومة -الآن- على اتخاذ سلسلة من التدابير لتنفيذ شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة وحلول الطاقة الشمسية خارج الشبكة بالتعاون مع الشركاء الأجانب والمستثمرين من القطاع الخاص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق