طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

تحديات الطاقة المتجددة في أفريقيا تتصدر فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة (صور)

داليا الهمشري

تصدّرت تحديات الطاقة المتجددة في أفريقيا أعمال اليوم الأخير من فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، والتي تأتي برعاية إعلامية من منصة الطاقة المتخصصة.

واختتم الأسبوع اليوم (3 أكتوبر/تشرين الثاني) بتسليط الضوء على العقبات التي تواجه الدول الأفريقية للتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، وفي مقدمتها نقص التمويل والقدرات البشرية المؤهلة.

وتطرّق أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة -الذي امتدّ على مدار 3 أيام بين 1 و3 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إلى عدّة قضايا مهمة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، أبرزها السوق العربية المشتركة للكهرباء، وإطلاق تقرير المؤشر العربي لطاقة المستقبل (AFEX).

جانب من فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة
جانب من فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة

زيادة مشاركة القطاع الخاص

استهلّ اليوم الختامي للمؤتمر أعماله بجلسة حوارية تحت عنوان "سبل التوسع في مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا"، أدارتها رئيسة اللجنة التنفيذية للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري) وكيلة وزارة الكهرباء للبحوث والتخطيط والتعاون الدولي سابقًا، المهندسة مها مصطفى.

وأوضح رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك المصري الدكتور محمد موسى عمران -في كلمته خلال الجلسة- أن قضية التمويل ما تزال أبرز التحديات التي تواجه تطور قطاع الكهرباء في القارة الأفريقية.

وأشار إلى أن تسريع التقدم بقطاع الكهرباء في الدول الأفريقية يتطلب زيادة مشاركة القطاع الخاص، ووضع إطار تنظيمي في عدد من الدول، لافتًا إلى أن بعض الدول قد حققت خطوات واسعة في مجال التشريعات، إلّا أن بعضها الآخر ما يزال يفتقر تمامًا إلى هذا الجانب.

وسلّط الضوء على ضرورة التعاون بين دول شمال أفريقيا وجنوبها، والاستفادة من الخبرات المصرية في مجال فتح السوق للقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستمكّن هذه الدول من تحقيق التنافسية وخفض أسعار الكهرباء.

وأبرز أن الدول الأفريقية ما تزال تواجه تحديًا يتمثل في تطوير الموارد البشرية القادرة على إدارة قطاع الكهرباء ووضع التشريعات المطلوبة.

ولفت عمران إلى أن مصر قد دشنت برنامجًا تدريبيًا لدعم القدرات البشرية في الدول الأفريقية لتأهيلها على الاضطلاع بدورها في إدارة مشروعات الطاقة المتجددة، ونجحت في تدريب أكثر من 10 آلاف كادر من مواطنيها منذ عام 2006 وحتى الآن.

كما أعلن برنامجًا تدريبيًا مصريًا جديدًا بالتعاون مع مبادرة أفريقيا للطاقة المتجددة لتأهيل الكوادر من 3 دول أفريقية في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.

الريادة في الطاقة النظيفة

أكد عمران أن أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية التي تؤهلها للريادة في مجال الطاقة النظيفة.

وطالب بتوحيد الجهود الأفريقية من أجل وضع تشريعات قوية لقطاع الطاقة المتجددة، وأن يكون عام 2014 تتويجًا لهذه القوانين.

من جانبه، قال رئيس قطاع الطاقة بالبنك الأفريقي للتنمية خالد العسكري، إن البنك يكثّف تمويله للمشروعات الشمولية والخضراء، مشيرًا إلى أن البنك لم يموّل خلال عام 2022 سوى مشروعات الطاقة المتجددة.

وأضاف أن البنك الأفريقي للتنمية يستهدف دعم الدول في تنفيذ خطة تحول الطاقة، ليس فقط من خلال توفير التمويلات اللازمة لإقامة المشروعات، ولكن -أيضًا- من خلال إصدار التقارير والدراسات التي تُبرز فرص وتحديات السوق.

وتابع أن البنك قد أصدر تقريرًا عام 2022 حول توقعات سوق الطاقة المتجددة في القارة الأفريقية.

وأوضح أن البنك الأفريقي للتنمية أدّى دورًا بدعم قطاع الطاقة المتجددة في بعض الدول منذ بداية دخولها إلى هذا القطاع، مثل المغرب وتونس.

جانب من فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة
جانب من فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة

بناء القدرات

أوضحت المتخصصة بقطاع الطاقة المتجددة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، جيهان عطية، أن مؤسستها تعمل على دعم مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا من خلال دعم لامركزية الشبكات الكهربائية، ودعم تقنية الطاقة الشمسية.

ولفتت إلى أن اليونيدو أسهمت بتنفيذ مشروعات كبرى في مجال الطاقة المتجددة في القارة الأفريقية.

كما أشارت إلى أن اليونيدو تعمل -أيضًا- على دعم بناء القدرات في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة في عدد من الدول الأفريقية، مثل مصر وتشاد وزامبيا وتنزانيا والمغرب.

التعاون مع الجهات المانحة

قال رئيس البرامج بمنظمة حلول الطاقة المتجددة في أفريقيا RES4Africa باولو كوترون، إن مؤسسته عملت على تشجيع مشاركة القطاع الخاص بالمشروعات النظيفة في عدد من الدول الأفريقية.

وأضاف أن التعاون بين القطاع الخاص المحلي والهيئات المانحة الدولية يسهم بدفع التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.

وتابع أن أن سوق الطاقة في القارة الأفريقية تتطلب عاملين مهمين للتطور، هما: الشراكة والتنافسية.

بينما أكد المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الدكتور جواد الخراز أن الطاقة المستدامة في المنطقة العربية تُعدّ عاملًا حاسمًا في تحقيق الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية.

وأشار الخراز إلى أن توفير طاقة موثوقة بأسعار معقولة يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في الحدّ من ظاهرة الفقر وتعزيز النشاط الاقتصادي، موضحًا أن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة من أبرز التدابير للتخفيف من تغير المناخ، والحدّ من استهلاك الوقود الأحفوري، وتعزيز أمن الطاقة والوصول إليها، وخاصة في البلدان التي تعاني عجزًا في الكهرباء.

جانب من فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة
جانب من فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة

المؤشر العربي لطاقة المستقبل 2023

أوضح الخراز أن ما تملكه البلدان العربية من موارد هائلة في الطاقة المتجددة وانخفاض تكاليف الحصول عليها وتحسّن التقنيات الأساسية المُستعمَلة جعلت العديد من الدول العربية تضع أهدافًا طموحة للتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة.

ولفت إلى أن نسبة القدرة المركبة لمشروعات الطاقة المتجددة في العديد من البلدان العربية تتزايد بصورة مستمرة، لافتًا إلى أن الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية تُعّدّ التقنيات الـ3 الأكثر انتشارًا وإسهامًا في تنويع مزيج الطاقة في البلدان العربية.

وتابع قائلًا: "بما أن قطاع الطاقة هو أكبر مسْهم في انبعاثات الغازات الدفيئة، يصبح من الضروري تنفيذ خطط عالمية لتحول الطاقة من أجل تقليل الانبعاثات الكربونية والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".

وطالب الخراز بضرورة تطوير البنية التحتية للكهرباء وتحديثها لاستيعاب القدرات الإضافية لمصادر الطاقة المتجددة لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية النظيفة.

وعلّق الخراز على تقرير المؤشر العربي لطاقة المستقبل (AFEX) للعام الجاري 2023، قائلًا: "هذه الطبعة تغطّي للمرة الأولى الركائز الـ3 للطاقة المستدامة: الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والحصول على الطاقة".

وأضاف: "جرى تقييم التقدم المحرَز في 20 دولة عربية تحت أكثر من 40 مؤشرًا تُركّز في المقام الأول على السياسات والإستراتيجيات والقدرات المؤسسية والفنية وبيئة الاستثمار".

وأضاف الخراز أن مؤشر AFEX قد أصبح أداة فاعلة لواضعي السياسات في المنطقة العربية لتقييم ومقارنة التقدم الذي تحرزه بلدانهم مع تقدّم الدول الأخرى في المنطقة، وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لتعزيز وتحقيق الأهداف الوطنية.

وأشاد بدور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم إعداد تقرير AFEX، ودوره الكبير بدعم عمليات تحول الطاقة في المنطقة العربية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق