نفطتقارير النفطرئيسية

إنتاج الصين من النفط يواجه تحديات مستقبلية.. هل يتجاوزها؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تتطلع الصين لزيادة إنتاجها من النفط لتعزيز أمن الطاقة.
  • ينبغي أن تُعزز الصين أنشطة الاستكشاف والتطوير في المياه العميقة.
  • توقعات بهبوط إنتاج الصين من النفط محليًا بنسبة 0.8% في 2024.
  • تجاوز إنتاج الصين السنوي من النفط الصخري 3 ملايين طن في عام 2022.

تغلف حالة من عدم اليقين إنتاج الصين من النفط في ظل ندرة الاكتشافات النفطية الضخمة، والصعوبات الفنية التي تواجهها الدولة الآسيوية في استكشاف الآبار العميقة، من بين تحديات أخرى عديدة.

وتسعى بكين إلى زيادة إنتاجها من النفط الخام؛ أملًا في تقليص وارداتها من تلك السلعة الإستراتيجية، وتعزيز أمن الطاقة عبر تلبية مستويات الطلب المتنامية في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

في إطار هذا الهدف تعتزم الصين المحافظة على استقرار إنتاجها من النفط عند 200 مليون طن متري سنويًا (4 ملايين برميل يوميًا) وفق ما ورد في تقرير صادر عن تلفزيون الصين المركزي سي سي تي في (CCTV)، نشرته وكالة رويترز.

  • 1 طن من النفط الخام = 7.1 مليون برميل

وتتطلع الصين إلى تعزيز أنشطة الاستكشاف والتطوير في المياه العميقة، والأصول غير التقليدية إلى جانب المحافظة على إنتاج مستقر من الحقول الناضجة، وفق ما ورد على لسان مدير إدارة الطاقة الوطنية (National Energy Administration) تشانغ جيان هوا، اليوم الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول (2023).

ويشير مصطلح الحقول الناضجة إلى تلك التي يتراجع معدل إنتاجها باستمرار أو تلك التي مضى على تشغيلها أكثر من 25 عامًا.

تعزيز الإنتاج

نجحت الصين في تعزيز إنتاجها المحلي من الخام في السنوات الأخيرة عبر استغلال الأصول البحرية والاحتياطيات العميقة التي يصعُب الوصول إليها؛ ما يغير مدة من التراجعات الحاصلة بين عامي 2015 و2018 وسط تباطؤ الإنتاج في الحقول الناضجة.

ومع ذلك ظل إنتاج الصين من النفط، خلال العام الحالي (2023)، عند قرابة 4.18 مليون برميل يوميًا؛ ما يقل عن مستوياته القياسية المسجلة في عام 2015 والبالغة حينها 4.3 مليونًا يوميًا.

وحذّر المحللون من أن الصعوبة الفنية في تطوير الاحتياطات الجديدة، مثل احتياطات النفط الصخري، تعني أنه من المرجّح أن يتباطأ نمو إنتاج الصين من الخام في المستقبل.

نمو إنتاج الخام يتجه للتباطؤ

من المتوقع أن تشهد الزيادة التي سجّلها نمو إنتاج الصين من النفط خلال السنوات الأخيرة، تباطؤًا خلال العام المقبل (2024)؛ إذ يتطلب الناتج المنخفض من الحقول الناضجة من شركات النفط الحكومية أن تستغل مزيدًا من الاحتياطات الصخرية والعميقة جدًا التي تنطوي على العديد من التحديات.

وبينما تُعد الصين أكبر مستورد للخام في العالم؛ فإنها تبرز كذلك سادس أكبر مُنتِج للنفط عالميًا في العام الماضي (2022)، وفق ما في ورد في تقرير المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية (the EI Statistical Review of World Energy).

وساعدت الاستثمارات الضخمة على تغيير التراجع الكبير الحاصل في إنتاج الصين من النفط خلال المدة بين 2015 و2018، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مخزون النفط الصيني

عدم يقين

ينقسم المحللون بشأن آفاق العام المقبل (2024)، في حين تتأرجح التوقعات من هبوط في الإنتاج بواقع 31 ألف برميل يوميًا، أو زيادة تصل إلى 60 ألف برميل يوميًا، وهو ما يمثل تباطؤًا في النمو من المرجح أن يزيد اعتماد بكين على الواردات.

وفي هذا الصدد قال المحلل في شركة ريستاد إنرجي (Rystad Energy) المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة لين تشن: "أغلبية حقول النفط الصينية في مرحلة نضوج، وهي تواجه تباطؤًا طبيعيًا في الإنتاج، بينما تشكل ندرة الاكتشافات الجديدة الضخمة تحديًا بالنسبة إلى نمو إنتاج الصين من الخام على المدى الطويل بالمعدلات الحالية".

وفي أعقاب انخفاض نسبته 12% في الإنتاج خلال المدة بين 2015 و2018، ضخت شركات النفط الوطنية الصينية سينوبك كورب (Sinopec Corp) وبتروتشاينا (PetroChina) وسينوك (CNOOC) استثمارات ضخمة لتعزيز معدلات الإنتاج من الحقول الحالية وتعزيز الاستكشاف في الحقول الجديدة وسط مساعي بكين لتعزيز أمن الطاقة.

ولامس إنتاج الصين من النفط من الحقول البحرية ما إجمالي قيمته 58 مليون طن متري في عام 2022، ما يعادل 1.16 مليون برميل يوميًا، وما يماثل 60% من إجمالي الزيادة في الإنتاج في البلد الآسيوي، التي تتركز في حوض بوهاي (Bohai) الواقع قرابة الساحل الشرقي للصين، ويضم حقلي بوزونغ 19-6 وكينلي 10-2، وفق تقديرات إدارة الطاقة الوطنية.

النفط الصخري

يطور المنتجون الصينيون أصول النفط الصخري والاحتياطات العميقة، والتي يوجد معظمها في الغرب؛ من بينها تطوير سينوبك لواحد من أعمق الاحتياطات في العالم في حوض تاريم (Tarim) الواقع في منطقة شينجيانغ.

ووفق تقديرات إدارة الطاقة الوطنية، تجاوز إنتاج الصين السنوي من النفط الصخري 3 ملايين طن في عام 2022، أي ما يقرب من 4 أضعاف مقارنة بعام 2018.

عاملان في منشأة نفطية صينية
عاملان في منشأة نفطية صينية - الصورة من تشاينا ديلي

حجر عثرة

تعني الصعوبة التي تواجهها الصين في استكشاف مثل تلك الآبار أنه من غير المرجح أن يحافظ نمو إنتاج الصين من الخام على مساره الصعودي.

وفي هذا الصدد قال رئيس قسم التحليلات الخاصة بأنشطة الاستكشاف والإنتاج في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في ريستاد إنرجي أنغوس رودجرز، إن "الحقول الجديدة تقع في فئتين: الحقول البحرية الجديدة العميقة النائية الصعبة، والاكتشافات البحرية الهامشية الجديدة، ولا سيما تلك المعلنة من قبل سينوك".

وتوقعت الشركة أن ينخفض إنتاج الصين من النفط محليًا بنسبة 0.8% إلى 3.94 مليون برميل يوميًا خلال العام المقبل (2024)، مع تراجع بطيء في السنوات التالية.

ومع ذلك سيشهد الإنتاج زيادة بنسبة 1% خلال المدة من 2023 إلى 4.22 مليون برميل يوميًا في عام 2024، رغم عدم اليقين الذي يغلف المدة التي تلي هذا التاريخ، وفق توقعات ريستاد إنرجي، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق