تقارير النفطرئيسيةنفط

إنتاج مصافي النفط الصينية يصعد في أغسطس.. كيف تأثرت أسعار الخام؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع قياسي في إنتاج مصافي النفط الصينية في أغسطس.
  • لامس إجمالي إنتاج مصافي النفط الصينية 15.23 مليون برميل يوميًا.
  • قفز إنتاج مصافي النفط الصينية خلال المدة الممتدة من بداية السنة الحالية (2023) حتى الآن بنسبة 11.9%.
  • ارتفع إنتاج الصين من الغاز الطبيعي بنسبة 6.3% من عام سابق إلى 18.1 مليار متر مكعب في أغسطس.
  • واصل إجمالي صادرات مصافي النفط الصينية نموه في أغسطس (2023).

قفز إنتاج مصافي النفط الصينية إلى مستويات قياسية، خلال شهر أغسطس/آب (2023)، في إعلان يتوقع المحللون أن يلقي حجرًا في المياه الراكدة بأسواق الخام العالمية التي تشهد اضطرابات حالية في الإمدادات نتيجة جولات الخفض الطوعي من قبل المنتجين الرئيسين في تحالف أوبك+؛ على رأسهم السعودية وروسيا.

وسرعان ما تجاوبت أسعار الخام العالمية مع البيانات الواردة من ثاني أكبر الاقتصادات العالمية، لترتفع خلال تعاملات اليوم الجمعة 15 سبتمبر/أيلول (2203)، وتتجه نحو تسجيل ثالث مكاسبها الأسبوعية، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ضوء هذا السيناريو ارتفع إنتاج مصافي النفط الصينية في شهر أغسطس/آب (2023) إلى مستويات قياسية، بينما أبقت شركات المعالجة في ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم التشغيل عند معدلات مرتفعة؛ لسد الطلب المتنامي على السفر خلال أشهر الصيف، والاستفادة من تعزيز هوامش أرباح الصادرات، وفق ما أظهرته بيانات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاء الوطني اليوم الجمعة 15 سبتمبر/أيلول (2023).

ولامس إجمالي إنتاج مصافي النفط الصينية 64.69 مليون طن متري في أغسطس/آب (2023)، بزيادة نسبتها 19.6% من عام سابق، ونمو هو الأسرع منذ مارس/آذار (2021)، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

(الطن المتري = 7.3 برميلًا).

ويعادل هذا 15.23 مليون برميل يوميًا؛ ما يمثّل مستوى قياسيًا –أيضًا- على أساس يومي، وبارتفاع من 12.64 مليون برميل يوميًا عن الرقم المُسجل قبل عام، حينما قلّصت مصافي النفط معدلات التشغيل.

كما تمثل أرقام أغسطس/آب (2023) كذلك صعودًا من نظيراتها المسجلة في يوليو/تموز (14.87 مليون برميل يوميًا).

وقفز إنتاج مصافي النفط الصينية خلال المدة الممتدة من بداية السنة الحالية (2023) حتى الآن بنسبة 11.9%، من عام سابق، إلى 491.4 مليون طن، أو ما يعادل 14.76 مليون برميل يوميًا.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تدرج الطلب الصيني على النفط منذ عام 2012 حتى العام الجاري (2023):

الطلب على النفط في الصين

السفر محرك رئيس

مثّل الطلب المحلي على البنزين والكيروسين خلال موسم العطلات في أغسطس/آب (2023)، محركًا رئيسًا لاستهلاك الوقود المحلي، ومن المرجح أن تحظى مستويات السفر بدعم إضافي مما يُطلق عليه "السفر الانتقامي" في أعقاب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وفق ما قاله محللون قبيل صدور البيانات.

وظهر مصطلح "السفر الانتقامي" في العام قبل الماضي (2021) بعدما شرع العديد من البلدان في إعادة فتح حدودها؛ ما قاد إلى هجوم كاسح على السفر، ولا سيما بعد أوقات الحجر الطويلة ذات الصلة بالوباء.

واليوم الجمعة 15 سبتمبر/أيلول (2023) قالت هيئة تنظيم الطيران الصينية إن أعداد المسافرين جوًا في أغسطس/آب (2023) قد تضاعفت تقريبًا من عام سابق، مسجلة 63.96 مليون شخص.

وعلاوة على ذلك، وجدت مصافي النفط الصينية تحفيزات من حصص صادرات الوقود الإضافية الحكومية التي تستهدف -أساسًا- المحافظة على معدلات تشغيل مرتفعة، لشحن الوقود إلى الخارج، والاستفادة من هوامش الأرباح القوية المتحققة من عمليات معالجة الوقود، وسط قيود الإمدادات الإقليمية لوقود الديزل.

وواصل إجمالي صادرات مصافي النفط الصينية نموه في أغسطس/آب (2023)، مرتفعًا من 11% من الشهر السابق (يوليو/تموز 2023)، وبنمو نسبته 23.3% على أساس سنوي، إلى 5.89 مليون طن، وفق بيانات إدارة الجمارك الصينية.

في غضون ذلك تحسّنت هوامش التكرير الإقليمية في أغسطس/آب (2023)، مُسجلةً 12.60 دولارًا في المتوسط للبرميل، مقابل قرابة 6.60 دولارًا للبرميل في يوليو/تموز (2023).

إنتاج النفط الصيني

سجّل إنتاج الصين من النفط الخام المحلي صعودًا نسبته 3.1% في أغسطس/آب (2023)، من عام سابق إلى 17.47 مليون طن متري (4.11 مليون برميل يوميًا)، وفق أرقام مكتب الإحصاءات الوطني الصيني.

كما ارتفع إنتاج الصين من النفط الخام بنسبة 2.1% منذ بداية السنة الحالية (2023) حتى الآن، إلى 139.85 مليون طن (4.2 مليون برميل يوميًا).

وخلال أغسطس/آب (2023) ارتفع إنتاج الصين من الغاز الطبيعي بنسبة 6.3% من عام سابق إلى 18.1 مليار متر مكعب، بحسب تقديرات مكتب الإحصاءات الوطني الصيني.

مصفاة تكرير صينية
مصفاة تكرير صينية - الصورة من mei.edu

أسعار الخام العالمية

صعدت أسعار النفط العالمية، اليوم الجمعة 15 سبتمبر/أيلول (2023)، مُتجهةً لتحقيق ثالث مكسب أسبوعي، على خلفية البيانات الاقتصادية الصينية التي جاءت أفضل من المتوقع وتقارير استهلاك النفط القياسية؛ ما يدعم الرؤية القائلة إن الطلب على الخام في البلد الآسيوي سيواصل مساره الصعودي.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي بواقع 56 سنتًا، أو ما نسبته 0.7%، إلى 94.35 دولارًا، في تمام الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش خلال تعاملات اليوم الجمعة، كما قفز سعر خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 67 سنتًا، أو ما تعادل نسبته 0.7%، عند 90.83 دولارًا.

وارتفع كلا المؤشرين بنسبة نحو 4% من أسبوع سابق.

كما زاد الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة بوتيرة أسرع من المتوقع في أغسطس/آب (2023)؛ ما يشير إلى أن ثاني أكثر دولة تعدادًا للسكان في العالم تشرع في الاستقرار من الركود الذي دام شهورًا عديدة.

رهان رابح

قال المحلل الإستراتيجي في وسيط الخدمات المالية "أواندا" OANDA إدوارد مويا: "الرهان على النفط أضحى تجارة مفضلة في وول ستريت، ولا أحد يشك في أن قرار تحالف أوبك+ في نهاية الشهر الماضي (أغسطس/آب 2023) سوف يشدد القيود المفروضة على سوق النفط في الربع الأخير من عام 2023)".

ويأتي الصعود القياسي في إنتاج مصافي النفط الصينية، وسط تخفيضات طوعية في الإنتاج من قِبل المملكة العربية السعودية وروسيا؛ ما أشعل مخاوف إزاء إمدادات الخام العالمية.

وقادت تلك المخاوف إلى ارتفاعات في أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

وخلال الأسبوع الحالي ذكرت وكالة الطاقة الدولية أنها تتوقع أن تتسبب التخفيضات المطولة في إنتاج الخام في حصول عجز بالأسواق خلال الأشهر الـ3 الأخيرة من عام 2023 (من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق