تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

عائدات ناقلات النفط الأميركية ترتفع بدعم من الخفض الطوعي السعودي

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع عائدات ناقلات الخام الكبيرة جدًا بفضل جولات خفض الإنتاج السعودي.
  • السعودية لاعب رئيس في سوق صادرات الخام العالمية.
  • تعرّضت أسعار شحن ناقلات الخام الكبيرة جدًا المتجهة إلى أوروبا لضغوطات هبوطية.
  • سجّلت أرباح ناقلات النفط الكبيرة جدًا على ساحل الخليج الأميركي زيادة قدرها 15.271 دولارًا يوميًا في 7 سبتمبر.
  • هبطت عائدات ناقلات النفط الكبيرة جدًا بين الخليج العربي والصين إلى قاع 15 شهرًا في 7 سبتمبر.

لقيت العائدات المحققة لناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا دعمًا قويًا من سياسة الخفض الطوعي للإنتاج النفطي التي تنتهجها السعودية وبعض الدول في تحالف "أوبك+" بهدف دعم الأسعار في السوق العالمية.

ونظرًا إلى كونها لاعبًا رئيسًا في سوق صادرات الخام العالمية؛ فإن أي إجراءات معاكسة تتخذها السعودية سرعان ما تُربك تلك الصناعة الإستراتيجية، وما يرتبط بها من رسوم أسعار الشحن.

وبلغ إنتاج السعودية من النفط الخام 8.95 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2023)، بتراجع قدره 100 ألف برميل يوميًا على أساس شهري، وهو الأقل على الإطلاق منذ مايو/أيار (2021)، وفق نتائج مسح وحدة بلاتس التابعة لمنصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى هذا الأساس ساعد الخفض الطوعي لإنتاج النفط من قِبل السعودية بواقع مليون برميل يوميًا على تعزيز عائدات ناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا على ساحل الخليج الأميركي، مقارنة بنظيراتها في منطقة الخليج العربي، لمدة 7 أسابيع، وهي أطول مدة من نوعها خلال العام الجاري (2023)، بينما تتطلع مصافي النفط في منطقة آسيا-المحيط الهادئ إلى حوض المحيط الأطلسي للحصول على إمدادات بديلة، وفق ما أورده موقع أرغوس ميديا argus media.

ويُقصد بناقلات النفط الكبيرة جدًا "في إل سي سي" تلك التي تنقل أكثر من 200 ألف طن متري.

(طن متري = 6 براميل)

وارتفع سعر مكافئ التأجير الزمني لناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا المارة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والذي يمثل العائدات اليومية التي يحققها ملاك السفن، مقارنةً بنظيره الخاص بتلك الناقلات المارة بين منطقة الخليج العربي والصين منذ 21 يوليو/تموز (2023)، وفق بيانات "أرغوس".

عائدات مرتفعة

يأتي هذا الارتفاع على خلفية تخفيضات الإنتاج النفطي من قبل المملكة العربية السعودية، التي بدأت في يوليو/تموز (2023)، قبل أن تُمدد مؤخرًا حتى نهاية العام الحالي.

وفي 7 سبتمبر/أيلول (2023)، سجّلت أرباح ناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا على ساحل الخليج الأميركي زيادة قدرها 15.271 دولارًا يوميًا، قياسًا بنظيراتها في منطقة الخليج العربي، رغم هبوط العائدات على كلا المسارين منذ أواخر يونيو/حزيران (2023).

وهبطت عائدات ناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا بين الخليج العربي والصين إلى قاع 15 شهرًا -تقريبًا- مسجلة 10.616 دولارًا يوميًا في 7 سبتمبر/أيلول (2023)، قياسًا بنظيراتها التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها في 4 أشهر بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، مسجلةً 25.887 دولارًا يوميًا.

ناقلة خام كبيرة جدًا
ناقلة خام كبيرة جدًا - الصورة من thb

البحث عن إمدادات بديلة

يمكن أن تُغري العائدات المرتفعة التي حققتها ناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا على ساحل الخليج الأميركي، مقارنة بنظيراتها في الخليج العربي، عددًا أكبر من مالكي السفن على الاتجاه غربًا، بعد تفريغها في شرق آسيا، وهو ما يمكن أن يتسبّب في هبوط أسعار الشحن على المدى القصير.

ومع ذلك، فإنه فور التعاقد مع ناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا؛ فإن الرحلات الطويلة والمتكررة المتجهة من الولايات المتحدة الأميركية إلى آسيا يمكن أن تعوض بعض الضغط النزولي الناجم عن ضعف الطلب في منطقة الخليج العربي.

هبوط الأسعار العالمية

قادت تخفيضات الإنتاج من قِبل تحالف أوبك+ إلى جانب التخفيضات الطوعية الإضافية من المملكة العربية السعودية وروسيا إلى تراجع النفط المنقول بحرًا إلى أدنى مستوى له منذ 11 شهرًا في أواخر أغسطس/آب (2023)، بحسب أحدث الأرقام الصادرة عن شركة فورتيكسا Vortexa لتحليلات البيانات.

وأدى هذا التراجع بدوره إلى انخفاض معدلات استعمال الناقلات وتزايد الضغوط النزولية على الأسعار العالمية.

وتعادل تخفيضات الإنتاج السعودية البالغة مليون برميل يوميًا في مركز في العالم تراجعًا بواقع 15 -تقريبًا- من تلك الناقلات يوميًا.

ومنذ أن بدأت تلك التخفيضات تؤثر في سوق الحاويات النفطية في أواخر يونيو/حزيران (2023)، تمضي الأسعار في مسار نزولي، مع هبوط أسعار الشحن في المسار الواصل بين الولايات المتحدة الأميركية والصين بواقع 29.% إلى 3.51 دولارًا للبرميل بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط في 7 سبتمبر/أيلول (2023)، مسجلة أدنى مستوياتها في 4 أشهر.

في غضون ذلك هبطت أسعار الشحن في المسار الواصل بين الخليج العربي والصين بنسبة 57% إلى 1.31 للبرميل بالنسبة للخام العربي الخفيف، وهو أدنى مستوى لها منذ يونيو/حزيران (2022).

تعويض الخسائر

رغم انخفاض أسعار شحن ناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا في المسار الواصل بين الولايات المتحدة والصين، جرى تعويض الخسائر المتحققة -جزئيًا- من قبل مصافي النفط في منطقة آسيا المحيط الهادئ الساعية لاستبدال الإمدادات من حوض الأطلسي.

ومن المرجح أن يلامس حجم واردات الصين من الخام الأميركي، ولا سيما خام غرب تكساس الوسيط الخفيف، ما إجمالي قيمته 500 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، مقارنة بنحو 410 آلاف برميل يوميًا خلال العام الجاري (2022) حتى أغسطس/آب (2023)، وفق بيانات فورتيكسا.

وانخفضت واردات الصين من خام غرب تكساس الوسيط خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول (2023)، عندما ركّزت الصين على تأمين إمدادات الخام البرازيلي الحلو.

لكن في شهر يوليو/تموز (2023)، ومع ارتفاع الأسعار الفورية لشحنات الخام الآتية من البرازيل والخليج العربي، تدّفقت الشركات الصينية على السوق لاقتناص حصصها من الخام الأميركي.

الأطلسي خيار خلال الركود

تعرضت أسعار شحن ناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا المتجهة إلى أوروبا -أيضًا- لضغوطات هبوطية بسبب التخمة في الشحنات.

وفي 7 سبتمبر/أيلول (2023)، هبطت أسعار شحن ناقلات النفط الأميركية العملاقة المتجهة من ساحل الخليج الأميركي إلى أوروبا إلى 1.40 دولارًا أميركيًا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط، مسجلةً أدنى مستوياتها على الإطلاق منذ يونيو/حزيران (2022)، حيث فضّل مالكو السفن على ساحل الخليج الأمريكي القيام برحلات عبر المحيط الأطلسي مدتها 17 يومًا بدلًا من الاكتفاء برحلات مدتها 53 يومًا إلى الصين قبل الارتفاع المتوقع في الربع الرابع.

ولامست أسعار الشحن الآجلة (FFAs) لناقلات النفط الأميركية الكبيرة جدًا من الولايات المتحدة إلى الصين لعقود سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني (2023) 3.61 دولارًا أميركيًا للبرميل و4.08 دولارًا أميركيًا للبرميل و4.34 دولارًا أمريكيًا للبرميل في 7 سبتمبر/أيلول (2023)، على الترتيب، من بينها رسوم الشحن في الميناء؛ ما يشير إلى أن سوق العقود الآجلة تتوقع ارتفاعًا في الأسعار مع دخول فصل الشتاء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق