تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

توربينات رياح دون شفرات تعمل في المنازل.. تقنية مناخية ثورية (صور )

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تُعدّ التوربينات المكون الرئيس في صناعة الرياح العالمية
  • تحتاج صناعة الرياح إلى توربينات أعلى كفاءة لتعزيز السعة المركبة
  • توربينات "أقراص العسل" تسهم في تعزيز الكهرباء المولدة بطاقة الرياح
  • تشكّل توربينات الرياح التقليدية التي تتطلب مساحات أراضٍ كبيرة، وصيانة مستمرة، تحديات مالية ولوجستية.
  • انخفضت توقعات نمو صناعة الرياح العالمية بواقع 29 غيغاواط خلال الربع الرابع من 2023

ظلت الحاجة إلى توربينات رياح صغيرة الحجم وأعلى كفاءة في توليد الكهرباء النظيفة حُلمًا يراود القائمين على تلك الصناعة النظيفة لعقود، غير أن هذا الحلم يوشك أن يصبح واقعًا –على ما يبدو-، مع ابتكار نوعية جديدة من تلك الأدوات، قد تنسف معها المبادئ القديمة لطاقة الرياح العالمية.

وتأتي تلك الأنباء الجيدة في وقت تبرُز فيه حاجة عالمية ماسّة إلى تكثيف الجهود الرامية لإنجاز التحول الأخضر، عبر تعزيز حصة الكهرباء النظيفة في مزيج الطاقة العالمي، في وقت تشهد فيه صناعة الرياح العالمية إلغاء العديد من المشروعات من قبل كبار المطورين، نتيجة عدم جدواها الاقتصادية.

كما تأتي تلك الجهود في وقت تتسابق فيه الشركات لاستحداث حلول أفضل وأكثر فاعلية لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة، في ظل توجّه قوي لتحقيق الأهداف المناخية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة، ومقرّها الولايات المتحدة.

وبينما يُعدّ خطوة واعدة استحدثت شركة كاتريك تكنولوجيز (Katrick Technologies) الإسكتلندية تصميًما ابتكاريًا لتوربينات رياح، يمثّل انحرافًا جذريًا عن الأنماط التقليدية لتلك الأدوات التي تُعدّ العصب الرئيس لصناعة الرياح التي يُعول عليها في إنجاح جهود التحول الأخضر، وفق ما أورده تقرير منشور على الموقع الرسمي للشركة المصنّعة.

وتستغل توربينات الرياح الجديدة التي تختلف –قلبًا وقالبًا- عن نظيرتها التقليدية من حيث الشكل والوظيفة، طاقة الرياح أحسن الاستغلال عبر أجنحة هوائية؛ ما يجعلها مختلفة بالكلية عن الشفرات الدوارة في التوربينات العادية.

توربينات الرياح الابتكارية
توربينات الرياح الابتكارية - الصورة من الموقع الرسمي لشركة كاتريك تكنولوجيز

آلية التقنية

تأخذ توربينات الرياح الجديدة شكل شبكة مدمجة سداسية الشكل تشبه قرص العسل، توضع فوق المباني الحضرية، أو حتى تُدمج في الهياكل القائمة.

وعلى عكس التوربينات ذات الارتفاعات الشاهقة العاملة بشفرات دوارة والمهيمنة على تلك الصناعة النظيفة -حتى الآن-، يُعدّ كشف كاتريك تكنولوجيز خرقًا للنمطية التي تبدو عليها تلك الأجهزة منذ عقود، من حيث التصميم والأداء الوظيفي.

وتمثّل الأجنحة الهوائية العنصر الحيوي الرئيس في توربينات الرياح الجديدة، التي تعمل على التقاط طاقة الرياح بأقصى قدر من الفاعلية، وتحويلها إلى ذبذبات ميكانيكية، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ثم تُحول تلك الذبذبات إلى كهرباء نظيفة، لتقدّم بذلك حلًا وعدًا في مسار الحياد الكربوني، عبر استبدال تلك الكهرباء المستدامة بنظيرتها التقليدية المولدة بمصادر الوقود الأحفوري.

فلسفة تصميم ابتكارية

لا تقتصر مهمة توربينات الرياح الجديدة على التقاط مستويات منخفضة من الرياح؛ ما يجعلها أكثر فاعلية في الظروف التي يقلّ فيها معدل هبوب الرياح فحسب، بل إنها تجعل التوربينات أكثر ملاءمة بالنسبة للبيئات الحضرية، حيث تكون المساحات مرتفعة، ومستويات الرياح منخفضة.

وتترسخ فلسفة تصميم توربينات الرياح الجديدة التي كشفتها كاتريك تكنولوجيز في استحداث حلول تصميمية مبتكرة صديقة للبيئة، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما تُعدّ الشركة العاملة في مجال تقنيات الطاقة المتجددة حديثة نسبيًا، فإنها نجحت في أن تضع نفسها بمكانة مميزة في هذا القطاع النظيف الوليد الذي خطف الأنظار في السنوات الماضية.

توربينات الرياح الجديدة على أسطح المباني
توربينات الرياح الجديدة على أسطح المباني - الصورة من الموقع الرسمي لشركة كاتريك تكنولوجيز

تحديات مالية ولوجستية

غالبًا ما تشكّل توربينات الرياح التقليدية التي تتطلب مساحات أراضٍ كبيرة، وصيانة مستمرة، تحدّيات مالية ولوجستية.

في المقابل، تتيح توربينات رياح "أقراص العسل" التي قدمتها كاتريك تكنولوجيز بديلًا واعدًا أكثر استدامة وفاعلية من حيث التكلفة، لا سيما في المناطق الحضرية التي تبرز فيها محدودية الأراضي عائقًا أمام تركيب تلك التقنية النظيفة.

كما توفر توربينات رياح "أقراص العسل" معايير أمان عالية وخصائص بيئية فريدة؛ إذ إن من المحتمل أن تكون الأجنحة الهوائية بطيئة الحركة في هيكل قرص العسل أقلّ خطورة على الطيور من التوربينات التقليدية.

كما أن التصميم غير المزعج لتلك التوربينات وصغر حجمها وتأثيرها البيئي الطفيف يجعلها خيارًا جذابًا للأماكن الحضرية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تراجع توقعات الصناعة

ربما يُعدّ كشف توربينات رياح كاتريك تكنولوجيز نقطة تحول في المسار النزولي الذي تمضي فيه صناعة الرياح العالمية، في ظل تراجع سعتها التراكمية، وعدول المستثمرين عن تنفيذ خططهم الاستثمارية.

اختبار توربينات الرياح الجديدة في مطار غلاسغو
اختبار توربينات الرياح الجديدة في مطار غلاسغو – الصورة من الموقع الرسمي لشركة كاتريك تكنولوجيز

فقد حذّر تقرير صادر في مارس/آذار (2023) عن المجلس العالمي لطاقة الرياح "Global Wind Energy Council)، من تداعيات اختناقات المعروض في الولايات المتحدة وأوروبا، بدءًا من عام 2025، ما لم يبادر صنّاع السياسات بتذليل العقبات التي تعترض استثمارات سلسلة الإمدادات في تلك الصناعة المتجددة، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

واتّساقًا مع تلك التطورات، انخفضت توقعات نمو صناعة الرياح العالمية بواقع 29 غيغاواط خلال الربع الرابع من العام الحالي (2023)، وفق أحدث تقرير صادر عن شركة وود ماكنزي (Wood Mackenzie) العالمية المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة.

ويشير هذا الانخفاض في آفاق نمو صناعة الرياح العالمية لهبوط في السعة التراكمية إلى 2.35 تيراواط بحلول نهاية عام 2023، بحسب التقرير الذي يحمل عنوان "تحديث توقعات سوق طاقة الرياح العالمية: الربع الرابع 2023".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق