التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

سوق طاقة الرياح العالمية تلامس 182 مليار دولار بحلول 2032 (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تشهد سوق طاقة الرياح العالمية ازدهارًا في السنوات الأخيرة
  • تٌسهم سوق طاقة الرياح العالمية في تحقيق أهداف الحياد الكربوني
  • جاء نمو سوق طاقة الرياح العالمية مدعومًا بتزايد اهتمام حكومات الدول بتبنّي استعمال مصادر الطاقة المتجددة
  • تُسهم الحاجة المتنامية للمنشآت الصناعية لكبح انبعاثاتها الكربونية بدور فاعل في تحولها نحو طاقة الرياح
  • يتزايد الوعي العالمي بالآثار الاقتصادية الناجمة عن الاحتباس الحراري

تتنامى سوق طاقة الرياح العالمية بمعدلات مطّردة، بعد أن أثبت هذا المصدر المتجدد للطاقة موثوقيته في توليد الكهرباء النظيفة المستدامة التي يُعول عليها في تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، مواكبةً للأهداف المناخية، إلى جانب تعزيز أمن الطاقة.

ونجحت تلك الصناعة النظيفة في مقاومة الضغوط التي تواجهها، لتظل من أرخص مصادر الطاقة على مستوى العالم، خصوصًا الرياح البرية؛ ما يحفز الاقتصادات العالمية على تعزيز الطلب عليها، ونشر المزيد منها، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما يتيح التقدم التكنولوجي، واقتران طاقة الرياح مع التخزين، فرصًا جديدة للاستفادة من الإمكانات الكاملة للرياح.

وفي ضوء تلك الخلفية الإيجابية، لامست سوق طاقة الرياح العالمية ما إجمالي قيمته 70 مليار دولار في العام الماضي (2022)، ومن المتوقع أن تتجاوز قرابة 181.56 مليار دولار بحلول عام 2032، بنمو سنوي مركب نسبته 10%، خلال المدة من عام 2023 إلى 2032، وفق ما أظهره تقرير صادر حديث صادر عن مؤسسة زا بريني إنسايتس (The Brainy Insights).

الحكومات مهتمة بطاقة الرياح

جاء نمو سوق طاقة الرياح العالمية مدعومًا بتزايد اهتمام حكومات الدول بتبنّي استعمال مصادر الطاقة المتجددة لتعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، بما يكفي لسدّ الطلب المحلي المتنامي على تلك السلعة الإستراتيجية، إلى جانب الوفاء بالتعهدات المناخية.

وتُعدّ طاقة الرياح مصدرًا ممتازًا للطاقة المتجددة المستدامة، كما أنها تُسهم في خلق أعداد كبيرة من الوظائف حول العالم، إلى جانب إسهاماتها في خفض الانبعاثات الكربونية؛ بما يساعد على تحقيق أهداف الحياد الكربوني، اتّساقًا مع بنود اتفاقية باريس للمناخ 2015.

وقد مكّن تسريع تطوير توربينات الرياح المتقدمة من توليد الكهرباء المستدامة؛ إذ إنها تَمُد المباني، مثل المنازل وأماكن العمل والمزارع وغيرها بالكهرباء.

مزرعة رياح برية
مزرعة رياح برية - الصورة من energyeducation.ca

آسيا المحيط الهادئ ونصيب الأسد

تبرز منطقة آسيا المحيط الهادئ السوق الأكثر توليدًا لطاقة الرياح في العالم، بحصّة نسبتها 43% من عائدات سوق طاقة الرياح العالمية في عام 2022.

وسجلت سوق طاقة الرياح في منطقة آسيا المحيط الهادئ نموًا كبيرًا بفضل التركيز المتنامي على تعزيز استعمال مصادر الطاقة المتجددة لتلبية معدلات استهلاك الكهرباء المتنامية، وتنفيذ التعهدات المناخية.

وسيأتي نمو السوق مدعومًا بتزايد الإنفاق الحكومي على إتاحة وتمديد عمل وتركيب مصادر الطاقة المتجددة، والبنية التحتية ذات الصلة.

طاقة الرياح البرية مهيمنة

هيمن قطاع طاقة الرياح البرية على سوق طاقة الرياح العالمية، مقتنصًا حصة سوقية لامست نسبتها قرابة 67% في العام الماضي (2022).

وتبرز توربينات الرياح المركبة على الأرض مصدرًا لطاقة الرياح البرية، وتُدفَع بوساطة التدفق الطبيعي للهواء.

وتقع مزارع طاقة الرياح البرية -عادةً- في مساحات واسعة مثل الحقول، التي لا يوجد فيها ما يعوق عملية تدفّق الهواء الطبيعي.

القطاع الصناعي الأعلى حصة سوقية

هيمن القطاع الصناعي على سوق طاقة الرياح العالمية، بحصّة سوقية بلغت نسبتها نحو 35% عام 2022.

وفي هذا السياق، تبرز الصين مركزًا للعديد من الصناعات، كما يستهلك ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم كميات كبيرة من طاقة الرياح الموجهة نحو الأحزمة الصناعية الواسعة في البلاد.

وتُسهم الحاجة المتنامية للمنشآت الصناعية لكبح انبعاثاتها الكربونية، بدور فاعل في تحولها نحو طاقة الرياح.

في غضون ذلك، تدفع حكومات العالم -أيضًا- باتجاه تعزيز استعمال الكهرباء النظيفة المولدة بطاقة الرياح في الأنشطة التصنيعية.

مزرعة رياح
مزرعة رياح - الصورة من إيكونوميك تايمز

ديناميكيات السوق

يتزايد الوعي العالمي بالآثار الاقتصادية الناجمة عن الاحتباس الحراري، وإذا لم ينجح العالم في وقف الارتفاع المطّرد في درجات الحرارة، ستتفاقم ظاهرة التغيرات المناخية خلال العقود المقبلة.

وأقرّت حكومات العالم بضرورة احتواء آثار التغيرات المناخية؛ بهدف تجنّب فقدان ملايين الأرواح والأصول والأموال والتضاريس الجغرافية، وغيرها.

وفي هذا الخصوص، تتسارع وتيرة الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية لتقليص مستويات الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري؛ ما يستوجب على حكومات العالم خفض اعتمادها -قدر المستطاع- على هذا الوقود التقليدي، والاستعاضة عنه بمصادر الطاقة المتجددة، من بينها الرياح.

تناقض عجيب

تُظهر صناعة الرياح العالمية حالة من التناقض المثير للدهشة، بين توقعات النمو المستدام في المستقبل، وتسجيل الشركات المصنّعة هوامش ربح متراجعة، وتكبّدها خسائر لا تشعر معها بزيادة الطلب في الوقت الحالي.

فقد توقّع تقرير صادر عن شركة أبحاث السوق وود ماكنزي صعودًا في متوسط تركيبات طاقة الرياح إلى 139 غيغاواط سنويًا، خلال المدّة بين 2023 و2031، بمتوسط نمو سنوي 6.4%.

وكانت سوق طاقة الرياح العالمية قد تضاعف حجمها بوتيرة سريعة خلال السنوات الـ10 الماضية، وفقًا للتقرير، الذي طالعت نتائجه منصة الطاقة المتخصصة.

ولامست سعة طاقة الرياح البحرية التراكمية 57.61 غيغاواط بنهاية العام الماضي (2022)، مقابل 6.85 غيغاواط عام 2013؛ ما يسلّط الضوء على النمو السريع للسوق، وفق تقرير المنتدى العالمي للرياح البحرية "دبليو إف أو" WFO.

لكن، ورغم توقعات زيادة الإنتاج؛ تشهد سوق طاقة الرياح العالمية، في الوقت الراهن، هبوطًا في الأرباح إلى الحدّ الذي لا يشعر معه مصنّعو التوربينات وبائعو مكوناتها بأيّ فائدة من الطلب المتزايد على هذا المصدر المتجدد.

ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- قدرة الكهرباء المضافة من طاقة الرياح خلال النصف الأول (2020-2023):

توليد الكهرباء من طاقة الرياح

تراجع هوامش الأرباح

تضررت هوامش أرباح سوق طاقة الرياح العالمية جراء اضطرابات سلاسل الإمدادات غير المسبوقة، والزيادة في مستويات التضخم، بفعل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية، وفق نتائج تقرير وود ماكنزي.

ووجد التقرير أن المدة الزمنية الطويلة لتسليم توربينات الرياح هي ما جعلت الشركات تعاني طلبات منخفضة السعر اتفقت عليها منذ سنوات، مقابل مواجهة زيادة حالية في التكاليف؛ ما يعرّض المصنّعين إلى تقلّب كبير في أسعار المواد الخام، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما عانت سوق طاقة الرياح زيادة التكاليف اللوجستية لمكونات توربينات الرياح بصورة كبيرة.

وعلى خلفية تلك الضغوط، تكبدت الشركات الغربية المصنّعة لطاقة الرياح خسائر زادت على 3.7 مليار يورو (3.91 مليار دولار) خلال أول 9 أشهر من العام الماضي (2022)، وفق وود ماكنزي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق