التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

مفارقة صناعة طاقة الرياح العالمية بين خسائر حالية وتوقعات نمو مستدام (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

تواجه صناعة الرياح العالمية حالة من التناقض بين توقعات نمو مستدام مستقبلًا ومعاناة الشركات المصنعة هوامش ربح متراجعة وخسائر لا تُشعرها بزيادة الطلب في الوقت الحالي.

وتوقع تقرير حديث لشركة وود ماكنزي ارتفاع متوسط تركيبات طاقة الرياح إلى 139 غيغاواط سنويًا، خلال المدّة بين 2023 و2031، محققة متوسط نمو سنوي 6.4%.

ويشار إلى أن سوق صناعة طاقة الرياح تضاعف حجمها بوتيرة سريعة خلال السنوات الـ10 الماضية، وفقًا للتقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وبلغت سعة طاقة الرياح البحرية التراكمية 57.61 غيغاواط بنهاية 2022، مقابل 6.85 غيغاواط عام 2013؛ ما يوضّح النمو السريع للسوق، بحسب تقرير المنتدى العالمي للرياح البحرية (WFO).

ورغم توقعات زيادة الإنتاج؛ فإن صناعة طاقة الرياح تعاني، في الوقت الراهن، تراجع أرباحها؛ إذ لا يشعر مصنعو التوربينات وبائعو مكوناتها بأي فائدة من الطلب المتزايد على على هذا المصدر المتجدد.

تضرر هوامش الربح

صناعة طاقة الرياح تواجه تحديات لا تشعرها بنمو الطلب عليها
مصنع لتوربينات الرياح - أرشيفية

بحسب وود ماكنزي، تضررت هوامش ربح صناعة طاقة الرياح مع من اضطرابات سلاسل التوريد غير المسبوقة، وارتفاع معدل التضخم، بفعل التوترات الجيوسياسية.

وتوضح أنه بسبب المدة الزمنية الطويلة لتسليم توربينات الرياح، تعاني الشركات تلبية طلبات منخفضة السعر اتفقت عليها منذ سنوات، مقابل مواجهة زيادة حالية في التكاليف؛ ما يعرّض المصنعين إلى تقلب كبير في أسعار المواد الخام.

كما عانت صناعة طاقة الرياح ارتفاع التكاليف اللوجستية لمكونات التوربينات الرياح بصورة كبيرة.

ونتيجة للضغوط السابقة، رصدت وود ماكنزي، تحقيق الشركات الغربية المصنّعة لطاقة الرياح خسائر بلغت أكثر من 3.7 مليار يورو (3.91 مليار دولار) خلال أول 9 أشهر من العام الماضي (2022).

وأشار التقرير إلى أن قطاع التشغيل والصيانة أصبح هو المصدر الوحيد الثابت لأرباح مصنعي المعدات الأصلية لتوربينات الرياح، كونه يزود قطع الغيار والدعم الفني لأسطول ضخم من منشآت الرياح المركبة.

وعلى الطرف الآخر من سلسلة القيمة، يحقق مالكو أصول طاقة الرياح أفضل هوامش ربح؛ إذ يستفيدون من أسعار الطاقة القياسية.

محاولة مواجهة الخسائر

دفعت الخسائر التي سجّلتها الشركات المصنّعة للمعدات الأصلية إلى اتخاذ تدابير جذرية لمواجهة التحديات الحالية التي تواجه صناعة طاقة الرياح.

فقد ارتفع متوسط سعر البيع للرياح البرية خارج الصين بنسبة تقترب من 40% مقارنة بمستويات الأسعار قبل أزمة فيروس كورونا في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

كما عكست الشركات الغربية المصنعة للمعدات الأصلية إستراتيجيتها التوسعية العالمية، مع التركيز على تنفيذ مشروعات مربحة بدلًا من إعطاء الأولوية لحجم المشروع وزيادة الحصة السوقية.

وأدّى الانضباط الشديد في التكلفة إلى قيام شركات صناعة طاقة الرياح بتقليل عدد الموظفين والتركيز على الأعمال الأساسية.

معاناة الغرب فرصة ذهبية للصين

صناعة طاقة الرياح تواجه تحديات لا تشعرها بنمو الطلب عليها
محطة طاقة رياح - أرشيفية

 

بحسب وود ماكنزي؛ ترى الشركات الصينية أن معاناة مثيلاتها من الشركات الغربية المصنعة لطاقة الرياح، فرصة ذهبية لكسب حصص سوقية خارج الصين.

وتؤكد أن مصنعي طاقة الرياح الصينيين يستفيدون من مركزهم المالي القوي وسلاسل التوريد المحلية وقلة تعرضهم للتقلبات اللوجستية، في تقليل أسعار التوربينات مقارنة بالشركات الغربية.

وتستهدف شركات صناعة طاقة الرياح الصينية التوسع خارجيًا؛ إذ تنشط في الأسواق الناشئة ضمن مبادرة الحزام والطريق ومشروعات الهيدروجين الأخضر.

ويُنظر إلى التوسع الصيني في الخارج على أنه تهديد لشركات تصنيع المعدات الأصلية الغربية، وفق التقرير.

ورغم أن الشركات المصنعة لطاقة الرياح بدأت مؤخرًا الشعور بعلامات تراجع التكلفة نتيجة انخفاض تكاليف الخدمات اللوجستية والمواد الخام؛ فإن التكلفة الحالية ما زالت أعلى بنسبة 20% تقريبًا مقارنة بمستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا.

وتوقّعت وود ماكنزي، ارتفاع التكاليف بنسبة تتراوح بين 3% و5% على مدار العامين المقبلين، مرجعةً ذلك إلى استمرار تأثير معدل التضخم في تكاليف المواد الخام والعمالة، وتوطين سلاسل التوريد، كما يؤدي الطلب المتزايد إلى نقص المكونات المهمة للصناعة.

توقعات متفائلة

تؤكد وود ماكنزي أنه رغم العقبات والأزمات التي تعانيها صناعة طاقة الرياح حاليًا؛ فإن هناك أساسيات تشير إلى تحقيقها نموًا مستدامًا.

ومن بين تلك الأساسيات اتجاه الاقتصادات العالمية إلى زيادة الطلب على طاقة الرياح ونشر المزيد منها، لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

كما أثبتت طاقة الرياح أنها مصدر موثوق للكهرباء يمكن أن تؤدي دورًا مهمًا ومحوريًا في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز أمن الطاقة.

ورغم الضغوط التضخمية التي تعانيها صناعة طاقة الرياح، تظل الرياح البرية من أرخص مصادر الطاقة على مستوى العالم، كما تقود سباق خفض التكلفة.

ويوفر أيضًا التقدم التكنولوجي واقتران طاقة الرياح مع التخزين فرصًا جديدة للاستفادة من الإمكانات الكاملة للرياح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق