تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

ملامح خطة الطاقة في التشيك حتى 2050.. خروج الوقود الأحفوري نهائيًا

أسماء السعداوي

يترقب مشهد الطاقة في التشيك تغييرات جديدة، بعد التصديق رسميًا -أمس الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2023)- على المسودة المعدّلة للخطّة الوطنية للطاقة والمناخ.

وكانت أبرز ملامح الخطة وضع هدف التخلص التدريجي من الفحم في غضون 10 أعوام من الآن، والنفط والغاز بحلول منتصف القرن الحالي عام 2050، فضلًا عن زيادة إسهام الطاقة النووية والمتجددة في مزيج الكهرباء المحلي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وارتفع إنتاج البلاد من الفحم والطاقة النووية في عام 2022 المنصرم، ليشكّلا سببًا قويًا وراء كون التشيك أحد الروّاد عالميًا في تصدير الكهرباء، بحسب تقرير نشره موقع "يورأكتيف" (euractiv).

ولذلك، من المتوقع أن تفقد التشيك مكانتها بوصفها مصدرًا صافيًا للكهرباء، لتتحول إلى مستورد للكهرباء من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وبعد تصديق الحكومة، ستُرسل المسودة على الفور إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي لنيل الموافقة النهائية عليها.

مستقبل الطاقة في التشيك حتى 2050

اعتمدت الحكومة التشيكية تعديلات خطة الطاقة والمناخ، التي تستهدف التخلص التدريجي من دور الوقود الأحفوري نهائيًا، ضمن مساعي تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 أيضًا.

وستحظى الطاقة النووية -على نحو خاص- بدور متزايد مع خطة لإنشاء مفاعلات جديدة.

كما سترتفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء المحلي، لتشكّل ما بين 30 و40%، وصولًا إلى نسبة 60% في 2040، وفق أحدث البيانات المتاحة.

وتعليقًا على التعديلات الجديدة، يقول وزير الطاقة والتجارة، جوزيف سيكيلا: "تعرض الخطة نظرة مستقبلية لتطوير قطاع الطاقة حتى عام 2030، وبحلول ذلك الوقت، سيزيد استهلاك الكهرباء بنحو العُشر مقارنة بالوقت الحالي".

وأضاف: "على الناحية الأخرى، نتوقع انخفاضًا كبيرًا في استهلاك الطاقة، وتراجع معدلات توليد الكهرباء بحرق الفحم".

وأوضح الوزير أن ذلك سيكون نتيجة تخلّي البلاد عن المواد الخام لإنتاج الكهرباء -مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي التي تستوردها من دول أقلّ موثوقية- والحصول على الكهرباء من أقرب حلفائها الأوروبيين، مؤكّدًا أن ذلك سيعزز أمن الطاقة في التشيك.

وتابع: "كما سنتوقف عن تصدير الكهرباء المنتجة عبر حرق الفحم البني؛ إذ إن إنتاجها لم يعد مُربحًا بالنظر إلى أسعار تصاريح الانبعاثات".

وزير الطاقة والتجارة في التشيك
وزير الطاقة والتجارة في التشيك - الصورة من وكالة رويترز

تحديات وشكوك

نالت التعديلات الجديدة على خطة الطاقة في التشيك انتقادات من جانب المنظمات المدافعة عن البيئة هناك، فضلًا عن اتهامات بكونها غير كافية لتحقيق الأهداف الخضراء.

ومن جانبها، تقول منظمة غرينبيس (Greenpeace)، إن الخطة لا ترتقي لأهداف الاتحاد الأوروبي المتعلقة بحصّة الطاقة المتجددة.

كما شكّك مركز النقل والطاقة المحلي فيها، وقال الخبير بالمركز ستيبان فيزي، إن مسودة الخطة الوطنية لا تستغل الإمكانات الكاملة للبلاد لتحقيق الأهداف المناخية.

وتابع: "بالإضافة لذلك، فالحكومة مُلزمة بإشراك المواطنين في صياغة الوثيقة، لكن لم يتسنَّ لهم فرصة التعليق على المسودة إطلاقًا".

الفحم في التشيك

تأتي مساعي خفض حصة الفحم في التشيك، رغم إسهامه الكبير في حل أزمة الطاقة التي ضربت البلاد في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع العام الماضي (2022).

وارتفع إنتاج الفحم في التشيك إلى 35.2 مليون طن في 2022، بزيادة بمقدار العُشر عن العام السابق له (2021)، وذلك بحسب أحدث البيانات الصادرة عن منصة "يوروب إن داتا" ( Europe in Data) في أغسطس/آب المنصرم (2023)، والتي نقلها موقع "يورأكتيف".

وجاءت الزيادة بسبب أزمة الطاقة، وتعافي الصناعة من تبعات وباء كوفيد-19، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعليقًا على ذلك، يقول الرئيس التنفيذي لمحطة الكهرباء العاملة بالفحم "شفاليتيسي"، فاتسلاف ماتيس، إن وباء كوفيد-19 تسبَّب في تراجع كبير للطلب، وبالرغم من ذلك، حدثت طفرة اقتصادية أسيوية مصحوبة بأزمة طاقة ونقص الغاز.

وأضاف: "أدى ذلك إلى زيادة غير مسبوقة بإنتاج فحم الليغينت (البني) في جمهورية التشيك".

يُشار هنا إلى أن التشيك حلّت في المركز الـ4 على قائمة كبار منتجي الفحم في أوروبا، بإجمالي 35 مليون طن، وتصدّرت القائمة ألمانيا بـ133 مليون طن، وبولندا بـ108 مليون طن، وبلغاريا بـ36 مليون طن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق