أنسيات الطاقةالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

في ذكرى المقاطعة النفطية.. هذه أكاذيب أميركا بعد 50 عامًا من الحرب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن المقاطعة النفطية في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الأول (1973) تعدّ المقاطعة الثالثة، وليست الأولى، كما يتصور بعضهم.

وأوضح الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان "غزة وسلاح النفط والغاز في الذكرى الـ50 للمقاطعة النفطية في أكتوبر 1973"، أن المقاطعة الأولى كانت خلال العدوان الثلاثي على مصر عام (1956)، والثانية كانت خلال حرب (1967).

وعن تقييمه لهذه الخطوة، قال الحجي، إن المقاطعة النفطية الأولى والثانية والثالثة، فشلت في تحقيق أهدافها، لافتًا إلى أن يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول هو ذكرى المقاطعة التي حدثت عام 1973، ولكن الذكرى الرسمية هي يوم 19، بعد موافقة المملكة العربية السعودية.

هل تحققت أهداف المقاطعة النفطية؟

يقول الدكتور أنس الحجي، إنه بعد مرور 50 عامًا على المقاطعة النفطية في عام 1973، يتوافر الآن كمّ هائل من المعلومات والبيانات، التي تتيح تقييم آثار هذه المقاطعة وفوائدها وعيوبها.

وأوضح ان هذه المعلومات والبيانات لم تكن تتوافر وقتئذ، ويصعب على الخبراء وقتها تخيّلها، إذ حدثت أشياء فيما بعد لا يمكن لأيّ خبير أن يتصور حدوثها، ومن ثم فإنه عند تقديم قراءة نقدية للمقاطعة النفطية، لا يعني هذا بالضرورة نقد تلك السياسات أو التقليل من أهمية تلك القرارات وقتها.

النفط والحرب

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "تقديم قراءة نقدية يعني أن 50 عامًا كافية لتقييم آثار تلك القرارات واستخلاص الدروس والعبر منها، لذلك فإن هذا التقييم ناتج مما تعلّمناه في السنوات الماضية، وليس بناءً على المعلومات التي كانت متوافرة لدى القادة والخبراء في ذلك الوقت".

وتابع: "قبل أن نستعرض موضوع المقاطعة النفطية، يجب استعراض الوضع في الولايات المتحدة قبلها، لا سيما أنه بسبب هذه الذكرى تتناول وسائل التواصل والإعلام معلومات خاطئة ومخيفة، وأحيانًا تدعو إلى الريبة، خاصة أن هناك مؤتمر في جامعة رايس معهد بيكر، وتناول الخبراء الحاضرون معلومات خاطئة مخيفة جدًا".

ولفت إلى أن هذه المعلومات تثير الشك بشأن وجود تكريس لمفاهيم معينة بشكل مقصود، ويبتلعها العرب، ويأخذها الطلاب والصحفيون، ويبثّونها كما هي، ضاربًا المثال ببعض المقالات العربية التي تحدثت في الذكرى الـ50 لـ"الصدمة النفطية"، على الرغم من أن المقاطعة أدت لارتفاع الأسعار 4 أضعاف، ومن ثم انتعشت دول الخليج.

وأردف: "قالوا لنا، إن المقاطعة النفطية أدت إلى ارتفاع أسعار النفط 4 أضعاف، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، فالإشكال اليوم أنه حتى في معهد بيكر، كرر الخبراء الكذبة نفسها، بينما أول أمر يجب أن يعرفه الناس أن أزمة الطاقة، وأقول أزمة الطاقة وليست أزمة نفطية، موجودة في أميركا منذ عام 1969".

أزمة الطاقة الأميركية قبل المقاطعة

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أزمة الطاقة في أميركا تفاقمت بشكل كبير حتى عام 1972 و1973، وجزء من الصور التي بُثَّت عن طوابير البنزين في المحطات، سواء في الإعلام الأجنبي أو العربي ووسائل التواصل الاجتماعي، يرجع إلى عام 1972، أي قبل المقاطعة النفطية بنحو عام وأكثر.

وأضاف: "أغلب هذه الصور من شهر يونيو/حزيران 1973، بينما المقاطعة النفطية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 1973، وما زالوا يتداولون هذه الصور بوصفها بسبب المقاطعة التي اتفق عليها العرب، وهذا الكلام غير صحيح، فهذه الصور لها أصل وتاريخ، وكله موجود وموثّق".

وأوضح أن المقاطعة جاءت في نهاية الأزمة، وأنهتها بعدها، ولكن كانت هناك أزمة صارخة أخرى، ومن أمثلة ذلك أن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون كان قد ألقى خطابًا يوم 18 أبريل/نيسان 1973، أي قبل المقاطعة بنحو 6 أشهر، ومن بين ما قاله في خطابه، إن الطلب على الطاقة في أميركا زاد وأصبح أكثر من العرض، ومن ثم هناك احتمال حدوث عجز في الإمدادات وارتفاع الأسعار.

أزمة الطاقة في أميركا

يقول الدكتور أنس الحجي: "الغريب في الأمر أن الرئيس الأميركي -حينها- تحدَّث عن عجز في الإمدادات لكل مصادر الطاقة، وليس النفط فقط، إذ كان هناك عجز في إمدادات الغاز، والدول العربية لا تصدّر الغاز إلى أميركا، كما أن أميركا شهدت عجزًا في البنزين، بينما الدول العربية لم تكن تملك حينها مصافيَ نفطية، ومن ثم لم تكن تصدّر البنزين إلى الولايات المتحدة، والأمر نفسه بالنسبة للكهرباء".

وعن أدلة وجود أزمة الطاقة في أميركا قبل أكتوبر/تشرين الأول 1973، قال الحجي، إنه كان هناك إغلاق للمدارس لعدم توافر الوقود قبل المقاطعة النفطية بأشهر عديدة.

وكانت هناك دراسة مدعومة من الحكومة الأميركية، نُشرت في عام 1978، أي بعد سنوات من الأزمة، قالت، إن السبب الرئيس لأزمة الطاقة، قبل المقاطعة، كان الزيادة المفرطة في النمو الاقتصادي، وارتفاع مبيعات السيارات عامي 1971 و1972.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق