تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

توقعات نمو صناعة الرياح العالمية تتراجع.. والشرق الأوسط "بقعة مضيئة" (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • عدم اليقين يكتنف صناعة الرياح العالمية
  • أميركا والصين تؤثران سلبًا في نمو قطاع الرياح العالمي
  • تتسارع حكومات العالم إلى تكثيف جهود التحول الأخضر
  • تركيبات الطاقة الشمسية السريعة تتيح لمالكي الأصول إدارة التأخيرات في وتيرة بناء مشروعات الرياح
  • استمرار عدم اليقين الاقتصادي والسياسي يؤثر في توقيت تسليم المشروعات

ما تزال صناعة الرياح العالمية عاجزةً عن التعافي وانتشال نفسها من بئر عدم اليقين التي هوت فيها خلال الأشهر الأخيرة، بفعل التطورات الحاصلة في الولايات المتحدة الأميركية والصين، من بين عوامل أخرى عديدة.

وتشتد الحاجة العالمية إلى تسريع وتيرة التحول الأخضر، عبر تعزيز حصة الكهرباء النظيفة في مزيج الطاقة العالمي، في وقت يشهد فيه قطاع الرياح العالمي تخارج العديد من كبار المطورين من مشروعاتهم المُخططة، نتيجة عدم جدواها الاقتصادية -في الوقت الراهن على الأقل-.

وتأتي تلك التطورات متسقة مع تحذيرات سابقة أطلقها تقرير صادر في مارس/آذار (2023) عن المجلس العالمي لطاقة الرياح Global Wind Energy Council، بشأن تداعيات اختناقات المعروض في الولايات المتحدة وأوروبا بدءًا من عام 2025، ما لم يبادر صناع السياسات بتذليل العقبات التي تعترض استثمارات سلسلة الإمدادات في تلك الصناعة المتجددة، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق، تراجعت توقعات نمو صناعة الرياح العالمية بواقع 29 غيغاواط خلال الربع الرابع من العام الحالي (2023)، وفق أحدث تقرير صادر عن شركة وود ماكنزي (Wood Mackenzie) العالمية المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة.

تراجع إلى 2.35 تيراواط

يدل هذا التراجع في آفاق نمو صناعة الرياح العالمية على هبوط في السعة التراكمية إلى 2.35 تيراواط بحلول نهاية عام 2023، بحسب التقرير الذي يحمل عنوان "تحديث توقعات سوق طاقة الرياح العالمية: الربع الرابع 2023".

كما يمثّل الانخفاض في توقعات نمو طاقة الرياح العالمية خلال الربع الرابع من 2023 تغييرًا بأقل من 2% في السعة المتوقعة على أساس فصلي، كما يعكس هذا الانخفاض التطورات الحاصلة في أسواق رئيسة مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين، صاحبتي أكبر اقتصادين في العالم.

يُشار إلى أنه في أعقاب سنة مخيبة للآمال في 2022، مهدت بيئة السياسات الداعمة المتطورة المشهد لمدة من النمو السريع على مدى الأعوام المقبلة، إذ كان من المتوقع أن تركب صناعة الرياح العالمية 136 غيغاواط سنويًا، ما يترجَم إلى معدل نمو مركب بواقع 15%، وفق تقرير المجلس العالمي لطاقة الرياح، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أسس متينة رغم التحديات

قال نائب رئيس أبحاث الطاقة المتجددة العالمية في وود ماكنزي، لوك ليفاندوفسكي: "أسس السوق على المدى الطويل ما تزال متينة عالميًا رغم التحديات على المدى القريب التي تعترض عملية تنفيذ المشروعات الجارية في الصين، ونضوج السوق في الولايات المتحدة الأميركية".

وأوضح ليفاندوفسكي قائلًا: "الأسواق ستتطور، وتعكس نتائج هذا التقرير الموجود بين أيدينا بعضًا من تلك التفاصيل الدقيقة".

ويأتي ما نسبته 82% من الخفض العالمي الفصلي في توقعات سعة صناعة الرياح العالمية من موجة التراجعات في السوقين الأميركية والصينية مجتمعتين، بحسب التقرير الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

مزرعة رياح برية
مزرعة رياح برية - الصورة من reneweconomy

مشروعات ملغاة

أسهم إلغاء عدد من اتفاقيات شراء الكهرباء في الولايات المتحدة الأميركية في هبوط بواقع 10.9غيغاواط في توقعات سعة الرياح البحرية على أساس فصلي خلال المدة من 2023 إلى 2032.

وإلى جانب إعلان شركة أورستد (Orsted) عملاقة الطاقة الدنماركية المتخصصة في تطوير مزارع الرياح البحرية، وقف تطوير مشروعيها الكبيرين "أوشن ويندوز 1" و"أوشن ويندوز 2"، فإن اضطرابات سلسلة الإمدادات والتأخيرات في استصدار التراخيص سترجئ قرابة 8 غيغاواط من سعة مشروعات الرياح البحرية في أميركا إلى ما بعد توقعات عام 2032.

وهذا يعني أن سعة طاقة الرياح البحرية التراكمية في الولايات المتحدة الأميركية ستصل إلى نصف مستهدف الحكومة، البالغ 30 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

سياسة "ننتظر ونرى"

قادت سياسة "فلننتظر ونرى" المستمرة في الولايات المتحدة الأميركية والناتجة عن تزايد عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، إلى خفض بواقع 2 غيغاواط على المدى القريب في توقعات الأعوام الـ10 بالنسبة إلى السوق الأميركية.

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس أبحاث الطاقة المتجددة العالمية في وود ماكنزي، لوك ليفاندوفسكي: "استمرار عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، من بينها التقرير المعلق من قبل وزارة الخزانة الأميركية، تسبّب في تغيير الجداول الزمنية لتطوير مشروعات الرياح البرية وإعادة تشغيلها، ما يُطيل أمد التباطؤ الممتد من عام 2023 إلى 2024".

وفي الصين أدى تشديد شروط استصدار التراخيص إلى خفض بواقع 12 غيغاواط في التوقعات الفصلية لطاقة الرياح في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم.

وتزامنت معضلة التراخيص تلك مع إلغاء الحكومة الصينية عددًا من المشروعات التي كان يُنظر إليها على أنها "معطلة" و"بطيئة" من حيث وتيرة التنفيذ، ما قاد إلى خفض بواقع 12 غيغاواط من إجمالي السعة.

ويماثل هذا هبوطًا بنسبة 1.5% على أساس فصلي، بحسب التقرير الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

على صعيد متصل، قال ليفاندوفسكي إنه "من المتوقع أن تتباطأ الآفاق قريبة الأجل بالنسبة إلى الصين، وينعكس هذا في التوقعات الصادرة".

وواصل: "توقعات الرياح البرية والبحرية في الصين خلال المدة من عام 2026 إلى 2032، بقيت على حالها دون تغيير على أساس فصلي".

في غضون ذلك يشير تقرير وود ماكنزي إلى أن عملية تركيبات الطاقة الشمسية السريعة تتيح لمالكي الأصول إدارة التأخيرات في وتيرة بناء مشروعات الرياح، إذ تساعد سعة الطاقة الشمسية الجديدة على إحراز تقدم فيما يتعلق بأهداف الطاقة المتجددة سنويًا.

إمكانات هائلة في الشرق الأوسط

ضاربة عُرض الحائط بالتحديات العالمية، شهدت صناعة الرياح في الشرق الأوسط تحديثًا طفيفًا في التوقعات بواقع 103 ميغاواط، بزيادة من 0.5% على أساس سنوي خلال مدة التوقعات البالغة قوامها 10 أعوام، وفق تقرير وود ماكنزي.

ولفت التقرير إلى أن شركة مصدر (Masdar) الإماراتية سارعت إلى افتتاح برنامجها الطموح في طاقة الرياح البالغ سعته 103 ميغاواط قبل انطلاق فعاليات مؤتمر المناخ كوب 28 الذي تستضيفه دبي خلال المدة من 3 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول (2023)، ما يدعم توقعات البلد الخليجي في هذا القطاع بواقع 206%.

ويمثّل هذا نحو سُدس السعة المتوقعة في البلاد بحلول عام 2032، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- معلومات عن برنامج الإمارات لطاقة الرياح:

طاقة الرياح في الإمارات

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس أبحاث الطاقة المتجددة العالمية في وود ماكنزي، لوك ليفاندوفسكي: "هناك بعض إمكانات النمو الهائلة في منطقة الشرق الأوسطـ والبلدان الناشئة الأخرى في آسيا والشرق الأوسط، وتحدونا الآمال في أن يساعد مؤتمر كوب 28 على استغلال بعض من تلك الإمكانات على النحو المنشود".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق