أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

خبير أوابك: صناعة التكرير العربية تقدم 11% من الطاقة العالمية.. و5 دول تقودها (صوت)

أحمد بدر

ما زالت صناعة التكرير تمثّل محورًا مهمًا وأساسيًا في العالم، على الرغم من جهود التوسع في استعمال الطاقة النظيفة، عبر المصادر المتجددة، إذ إن كثيرًا من الدول، بما فيها الداعية لتشديد إجراءات مكافحة تغير المناخ، ما زالت تعتمد على هذه الصناعة لتسيير أوجه الحياة المختلفة.

وفي هذا السياق، قال خبير أول التكرير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" المهندس عماد مكي، إن هذه الصناعة معروف عنها أنها معقّدة، لأنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة، وفيها أخطار نتيجة تعاملها مع مواد سريعة الاشتعال.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "خبراء أوابك يتحدثون عن قطاعي الهيدروجين والمصافي والتكامل بينهما"، من العاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف خبير أوابك: "تحتاج صناعة التكرير إلى إجراءات سلامة خاصة لتفادي أيّ احتراق، لأنها تتعامل مع مواد في درجات حراره عالية وضغوط مرتفعة تؤدي إلى أخطار، لذلك فهي مكلفة جدًا، بجانب أن استرداد الأموال المستثمرة فيها قد يبلغ في بعض الحالات 7 سنوات، كما أن إنشاء المصافي يحتاج بدوره إلى سنوات عديدة".

الاستثمار في صناعة التكرير

قال خبير أول التكرير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، عماد مكي، إن هناك تساؤلًا دائمًا يُطرح للدول العربية، وهو: لماذا يضخ القائمون على صناعة التكرير في الدول العربية المليارات، بينما تغلق المصافي أبوابها في أميركا وأوروبا، في حين لم تُبْنَ أيّ مصفاة جديدة منذ 4 عقود؟.

وأضاف، خلال مشاركته في حلقة "أنسيات الطاقة"، التي قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي: "ما هو المبرر للاستثمار في صناعة التكرير في الدول العربية، وخصوصًا في الدول المصدّرة للنفط؟".

وأوضح أن الدول العربية تمتلك نحو 66 مصفاة، وتختلف قدرات هذه المصافي من دولة لأخرى، حسب ظروف عديدة، منها:

البناء: إذ إن المصافي في الدول المصدّرة للنفط متطورة نسبيًا، وتخضع لعمليات تطوير مستمرة، بسبب توفر العوائد التي يمكنها صرف الاستثمارات اللازمة لهذه المشروعات.

التطوير: إذ إن الدول العربية -عمومًا- تشكّل 11% من إجمالي الطاقة التكريرية في العالم، البالغة 94 مليون برميل يوميًا، وإجمالي الطاقة التكريرية العربية يبلغ نحو 10.34 مليون برميل يوميًا، وخلال العقد الأخير أنشئت مصافٍ متطورة، رغم التحديات التي تعترض صناعة التكرير.

وأشار إلى أن الدول المصدّرة -وخصوصًا الإمارات والسعودية والكويت والبحرين ومصر- توجهت بشكل لافت للنظر إلى إنشاء مصافٍ لإنتاج مشتقات عالية الجودة يمكن تصديرها إلى الأسواق العالمية، وخاصة الأسواق المجاورة في أوروبا وآسيا، وأحيانًا أميركا.

مصفاة الزور الكويتية
مصفاة الزور الكويتية - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة "كيبك"

وأضاف: "هذه المصافي تتميز بقدرة على تكرير النفوط الثقيلة المنتجة محليًا، ومن ثم توفير الأنواع الجيدة للتصدير للأسواق الخارجية، بجانب وجود تحديات في صناعة التكرير، وهي تحول الطاقة والانبعاثات الصفرية، وهذه الموجة الجديدة لمنع انبعاثات الكربون".

خفض انبعاثات صناعة التكرير

قال خبير أول التكرير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، إن الدول العربية، وخاصة المصدّرة للنفط، مع الحفاظ على البيئة، ولكن بشكل منطقي، ليس من خلال محاربة النفط، لأنه يمكن أن يكون صديقًا للبيئة، بعد تطبيق إجراءات خفض الانبعاثات وحماية البيئة.

وأوضح، خلال مشاركته في برنامج "أنسيات الطاقة"، الذي يقدّمه مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، أن نسبة انبعاثات النفط في صناعة التكرير لا تزيد عن 6%، بينما استهلاك الوقود والمنتجات النفطية يبلغ قرابة 85%، لهذا يجري التوجه لخفض الملوثات في المنتجات النفطية وخفض الكربون فيها.

انبعاثات الكربون من إحدى المنشآت النفطية
انبعاثات الكربون من إحدى المنشآت النفطية – الصورة من موقع المنتدى الاقتصادي العالمي

وأضاف خبير أوابك: "هناك إجراءات عديدة لخفض الكربون في المنتجات الناتجة عن صناعة التكرير، ويمكن للدول العربية المصدّرة للنفط تطبيق هذه الإجراءات، حسب إمكانات وظروف كل دولة، وما يتوافر لديها منها".

وأوضح أن الإجراء الأهم والأسهل في التطبيق، والذي طُبِّق بنجاح في الدول العربية، هو ترشيد استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى إجراءات عديدة، لكن عمومًا الهدف من ترشيد استهلاك الطاقة في المصافي هو خفض كمية الوقود، ومن ثم خفض كمية الانبعاثات الكربونية، وتوفير لتكاليف الوقود، لأنها تعادل بين 3 و10%، وأحيانًا 12% من قيمة النفط الخام المكرر.

خبير أوابك المهندس عماد مكي
خبير أوابك المهندس عماد مكي - الصورة من الموقع الإلكتروني للمنظمة

لذلك، وفق المهندس عماد مكي، فإن ترشيد الطاقة يساعد -ليس فقط في تخفيض الانبعاثات- بل في تحسين القدرة التنافسية للمصافي بشكل يوفر التكاليف، ويمكن إنتاج منتجات بأسعار منافسة والدخول إلى الأسواق العالمية.

وتابع: "هناك إجراءات أخرى لخفض كثافة الكربون في المنتجات، وهو تكرير الزيوت الحيوية، أو ما يسمى بالزيوت النباتية والشحوم، وهي نفايات يمكن من خلالها -أولًا- الحصول على منتجات نسبة الكربون فيها منخفضة، وثانيًا المحافظة على أداء المصفاة دون تعديل بنسب محددة".

الإجراء الآخر، بحسب خبير أوابك، هو إنتاج الوقود الاصطناعي، أو ما يسمى بـ"الوقود الكهربائي"، وهو من الهيدروجين الأخضر، والهيدروجين يأتي من مصادر متجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق