نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

وظائف النفط والغاز عالية الأجور تهدد خطط بايدن لتحول الطاقة في كاليفورنيا

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • أجور عمال الوقود الأحفوري تزيد بنحو 30 ألف دولار سنويًا عن عمال الطاقة الشمسية.
  • اتفاقيات اتحادات عمال النفط والغاز مع الشركات تضمن حقوقًا عديدة مقارنة بالطاقة المتجددة.
  • اختلافات بين مؤيدي تحول الطاقة على بعض أنواع المشروعات مثل احتجاز الكربون.
  • إدارة بايدن ترغب في حشد التمويل اللازم للطاقة المتجددة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.

تهدد وظائف النفط والغاز البراقة، عالية الأجور، خطة حزب الديمقراطيين الأميركي، بزعامة الرئيس جو بايدن، الذي يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية، العام المقبل (2024)، في ولاية كاليفورنيا، بسبب مقاومة خطط تحول الطاقة، وسرعة إنجاز مشروعات الطاقة النظيفة.

وأشار تقرير تحليلي، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أنه على الرغم من سخاء إدارة بايدن وصانعي السياسات في الولاية الواضح في ضخ تمويلات مليارية بصناعات صديقة للمناخ، مثل السيارات الكهربائية والهيدروجين، تعمل اتحادات العمال على مقاومة التوجه الجديد، والحفاظ على صناعة الوقود الأحفوري، التي توفر آلاف الوظائف مرتفعة الأجور.

وتضخ إدارة البيت الأبيض استثمارات بمئات المليارات من الدولارات في قطاع الطاقة النظيفة؛ من خلال تشريعين جديدين؛ هما الحد من التضخم والبنية التحتية؛ إذ يضمنان تسهيلات ضريبية ودعمًا وحوافز هائلة لتلك الصناعة، وفق تقرير موقع "بولتيكو"، في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وقال رئيس مجلس تجارة البناء والتشييد في كاليفورنيا، والذي يمثل نحو 500 ألف عامل من أكثر من 10 اتحادات عمالية في صناعة تركيب الأنابيب بالأنشطة الكهربائية كريس هانّان: "وظائف النفط والغاز مستمرة في المستقبل المنظور".

وظائف النفط والغاز في كاليفورنيا

يؤدي عدم ثقة اتحادات عمال النفط والغاز في ولاية كاليفورنيا الأميركية بالطاقة المتجددة بوصفها مصدرًا لوظائف جيدة إلى إبطاء تحول الطاقة العادل، الذي يدفع به الحزب الديمقراطي وقادته والرئيس جو بايدن وحاكم الولاية غافين نيوسوم.

وتتردد اتحادات العمال بالولاية، في تخلي أعضائها عن وظائف النفط والغاز، خلال وقت يسعى سياسيون فيدراليون إلى حشد التمويل اللازم للطاقة النظيفة قبل انتخابات 2024، وسياسيون في كاليفورنيا في تقويض صناعة الوقود الأحفوري، وفق السيناتورة الممثلة لمنطقة سنترال فالي بالولاية أنا كابليرو.

وتكشف بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن أنه على الرغم من تراجع إنتاج النفط بكاليفورنيا منذ منتصف الثمانينيات في القرن الماضي؛ فإن الولاية ما زالت تحتل المركز السابع بين أكبر المنتجين على مستوى الولايات المتحدة، كما تسيطر على المركز الثالث في حجم تكرير النفط.

ويتمتع عمال النفط والغاز في كاليفورنيا بميزات واسعة، غير الأجور، بنتها العلاقة الطويلة بين اتحادات العمال والشركات، والتي تضمنت اتفاقات مختلفة تحمي حقوقهم، حتى مع الكيانات العملاقة مثل شيفرون (Chevron).

ويعزز ذلك من تمسك العمال بالصناعة، خاصة أن صناعة الطاقة المتجددة تكاد تخلو من مثل هذه الاتفاقيات، وعادةً ما تقاوم شركاتها طلبات اتحادات العمال.

ومع ذلك، وفي الجانب المقابل لمقاومة اتحادات عمال النفط والغاز في كاليفورنيا، هناك نقاط مشرقة في قطاعات الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح وصناعة تكرير النفط.

مصفاة نفط أميركية
مصفاة نفط أميركية - الصورة من بلومبرغ

وتبنّى الاتحاد المعروف باسم "ستيل وركرز" (The United Steelworkers)، الذي يدير أعضاؤه مصافي نفط كاليفورنيا الأميركية، خريطة طريق لتحول الطاقة تستغرق 12 عامًا، وأعد بنودها اقتصاديون من جامعة "ماساتشوستس أمرست"، وتقضي بإنفاق 470 مليون دولار سنويًا لمساعدة العمال في التخلي عن وظائف الوقود الأحفوري.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انضم الاتحاد إلى ائتلاف عمالي جديد، بما في ذلك فروع من اتحاد عمال السيارات المتحدين، والاتحاد الدولي لموظفي الخدمة والاتحاد الأميركي لموظفي الولايات والمقاطعات والبلديات، الذي أصدر أولويات السياسة؛ بما في ذلك استبدال الأجور، وتغطية الرعاية الصحية، وإعادة التدريب ودعم النقل للعمال النازحين.

أجور صناعة الطاقة الشمسية

وفق بيانات وزارة الطاقة الأميركية؛ فإن عدد عمال النفط والغاز في كاليفورنيا يبلغ 112 ألف عامل، مقابل 115 ألف عامل في صناعة الطاقة الشمسية.

ويزيد أجر عامل الوقود الأحفوري بنحو 30 ألف دولار سنويًا، مقابل العامل في الطاقة الشمسية، والتي تعد وظائفها الأعلى أجرًا بين قطاعات الطاقة النظيفة الأخرى، وفق تقرير لاتحاد العمال.

صناعة الطاقة الشمسية
صناعة الطاقة الشمسية - الصورة من إنفستوبيديا

ووجد التقرير نفسه أن عدد وظائف النفط والغاز سينخفض بنسبة 50% بحلول عام 2030، بسبب خطة الولاية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045؛ ما ينجم عنه فقد 30 ألف عامل وظائفهم.

الباحث في مركز العمل بجامعة كاليفورنيا في بيركلي سام أبل، أجرى بحثًا توصّل فيه إلى أنه من بين 32 مليار دولار استثمارات مناخية في الولاية، لا تحصل معايير دعم العمال إلا على 13 مليار دولار.

وقال: "هناك مخاطر عديدة تتولّد من عدم وجود خطة شاملة لتحقيق الحياد الكربوني تعني بالعمال والمجتمعات؛ لأنه عند تجاهل فرع واحد من هؤلاء؛ فأنت تدخل في مشكلات سياسية".

وقاد الصراع بين اتحادات العمال وشركات صناعة الطاقة المتجددة، التي تنفق أموالًا في سبيل الدفع نحو إخلاء الساحة من قوى عمالية، إلى مزيد من الصعوبات في كاليفورنيا.

ويظهر هذا الصراع بوضوح في قطاع الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، التي حظيت بانتقادات واسعة حتى من مجموعات الضغط البيئية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مدير برنامج أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية في لوس أنجلوس، ألكس جاست: "إننا نريد التأكد من تعلمنا للدرس ولا نريد استعمال صناعات جديدة وسيلة لتقويض حقوق العمال".

وتؤدي اختلافات الآراء بشأن التقنيات الناشئة التي تحصل على الدعم الأكثر سخاءً -أيضًا- إلى تعقيد الجهود.

وعلى سبيل المثال، تحاول مجموعات ضغط بيئية إبطاء مشروعات احتجاز الهيدروجين والكربون، بحجة أنها ستطيل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

في حين يرى عدد متزايد من المشرعين في الولاية أن هذه التقنيات جزء من خطة لبناء الثقة مع النقابات وتزويد العمال بفرصة الخروج من وظائف الوقود الأحفوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق