أسهم وشركاتأخبار النفطسلايدر الرئيسيةشركاتنفط

سهم بتروفاك ينخفض 8%.. ومخاوف من مصير عقودها مع الجزائر والإمارات

أسماء السعداوي

انهار سهم شركة بتروفاك البريطانية (Petrofac) المتخصصة في خدمات حقول النفط والغاز بنحو 8% خلال التعاملات المبكرة في بورصة لندن.

جاء ذلك بعد إعلان الشركة أنها تواجه مشكلة في السيولة النقدية قد تدفعها لبيع بعض الأصول، وسط مخاوف على مستقبل عقودها مع كل من الجزائر والإمارات العربية المتحدة، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة.

وفي بيان صحفي نشرته عبر موقعها الإلكتروني، قالت بتروفاك، إن الأزمة سببها التأخير في جمع الدفعات المسبقة للعقود الجديدة المبرمة خلال العام الجاري (2023).

وحذّرت من أنها لن تتمكن من تحقيق الهدف السنوي الخاص بـ"تدفق حر محايد على نطاق واسع"، ومن أجل ذلك، قالت، إنها تُجري مباحثات لبيع بعض أصولها غير الأساسية.

ويُقصد بالتدفق النقدي الحر، أن الأموال القادمة تكون بمقدار الأموال الخارجة نفسه، أي عندما تكون مصروفات شركة ما تساوي دخلها.

أزمة شركة بتروفاك البريطانية

انخفض سهم بتروفاك إلى مستوى قياسي عند 15.64 بنسًا في التعاملات المبكرة لبورصة لندن اليوم الإثنين الموافق 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو ما وضعها على رأس قائمة أكبر الخاسرين في مؤشر فوتسي للشركات الصغيرة، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الأسبوع الماضي أيضًا، تراجع سهم الشركة إلى مستويات قياسية، بعدما أعرب محللون عن مخاوف بشأن الميزانية.

وقالت شركة بيرينبرغ (Berenberg) للوساطة المالية، إن بتروفاك "في وضع غير مستقر" بسبب ديون تستحق السداد في أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل (2024) بقيمة 250 مليون دولار، ولذلك وضعت أسهمها قيد المراجعة.

سهم بتروفاك
أحد مواقع بتروفاك البريطانية - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وبعد طفرة في الطلبات بدعم من ارتفاع أسعار النفط في العام الماضي (2022)، تعاني الشركة البريطانية بسبب تأخير دفع المستحقات وارتفاع التكاليف في قطاع الهندسة والإنشاءات، وهو أكبر وحداتها.

كما سجلت خسائر بقيمة 165 مليون دولار في النصف الأول من هذا العام (2023).

يقول بيان بتروفاك، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إنه على الرغم من إحراز المجموعة تقدمًا بشأن التسويات التعاقدية ورأس المال العامل، فبسبب التأخيرات في تحصيل ضمانات الدفعات المقدمة، لا تتوقع الحصول عليها قبل نهاية هذا العام.

ولذلك، تستكشف الشركة خيارات مالية جديدة في كل فئات رأس مالها، وشاركت بنشاط في نقاشات مع مستثمرين ماليين للحصول على حصص غير مسيطرة في بعض أجزاء محفظة أعمالها، وفق البيان.

وأكدت أن تلك الخطوة تستهدف تعزيز ميزانيتها، وتأمين الحصول على الضمانات المصرفية، وتحسين السيولة على المدى القصير.

وقالت، إن الهدف الرئيس من هذا الإجراء هو حماية مصالح حاملي الأسهم والدائنين والعاملين، في الوقت الذي تواصل فيه المجموعة تركيزها على الإنجاز الآمن والفعال لمشروعات عملائها.

ضمانات الأداء

أشارت نتائج أعمال بتروفاك للنصف الأول من عام 2023 إلى أن ضمانات الأداء شرط قياسي لعقود الهندسة والمشتريات والإنشاءات، لكن شهية الأسواق لتقديم هذه الضمانات الداعمة للعقود قد تراجعت وتأخّر تسليمها.

ومن جانبها، تواصل الشركة إجراء مباحثات نشطة مع مقدّمي خدمات الائتمان وعملاء العقود الجديدة لضمان الحصول على ضمانات من أجل تعزيز الميزانية جزئيًا وتأمين الضمانات المستقبلية.

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة طارق كواش، إن الأعمال الأساسية لبتروفاك قوية، وفازت في 2023 بعقود جديدة في مجال الطاقة التقليدية والجديدة بقيمة 5.5 مليار دولار تقريبًا.

وأضاف: "هذا يؤكد قوتنا التنافسية وإمكاناتنا على المدى الطويل، ولتحقيق ذلك، نعمل جاهدين لمعالجة تحديات السيولة على المدى القصير، وتعزيز الموقف المالي للمجموعة".

بدوره، قال رئيس مجلس الإدارة رينيه ميدوري، إن مجلس الإدارة يركّز بصورة كاملة على مراجعة عدد من الخيارات الإستراتيجية والمالية بهدف تعزيز ميزانية المجموعة وحماية مصالح كل حاملي الأسهم.

عقود بتروفاك مع أدنوك الإماراتية

حصلت شركة بتروفاك على عقد بقيمة 700 مليون دولار من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لتنفيذ أعمال تطوير وتوسعات مجمع حبشان في غرب أبوظبي.

وفي 30 يونيو/حزيران 2023، قالت الشركة البريطانية، إن العقد مع أدنوك يشمل أعمال الهندسة والمشتريات والبناء لمحطة ضغط الغاز الجديدة.

مجمع حبشان للغاز
مجمع حبشان للغاز- الصورة من رويترز

وستدعم المحطة المؤلفة من 3 خطوط لضواغط الغاز والمرافق وأنظمة الطاقة المرتبطة بها، قدرات أدنوك لزيادة إنتاج الغاز من مجمع حبشان بشكل كبير.

يُشار إلى أن مجمع حبشان للغاز يوفر 80% من إجمالي الاحتياجات اليومية للإمارات، ويدعم خطط تحقيق الاكتفاء الذاتي، ويتمتع بقدرة تشغيلية تكفي لتوليد كهرباء قادرة على إنارة 160 ألف منزل في المتوسط يوميًا، كما يعيد تدوير ما يعادل متوسط استهلاك المياه اليومي لـ1600 أسرة.

وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2023، فازت بتروفاك بعقد من شركة أدنوك للغاز، لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات بأكبر مشروعات التقاط الكربون وتخزينه في الشرق الأوسط.

وبحسب الشركة الإماراتية، يستهدف العقد بقيمة 2.26 مليار درهم (515 مليون دولار) إنشاء وحدات لالتقاط الكربون في مصنع حبشان لمعالجة الغاز، وإرساء بنية أساسية تتألف من خطوط الأنابيب وشبكة آبار لحقن ثاني أكسيد الكربون.

وعند اكتماله، سيتمكن المشروع من احتجاز 1.5 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وتخزينها بصورة دائمة في تكوينات جيولوجية عميقة.

يأتي ذلك في إطار مساعي شركة أدنوك لتسريع تنفيذ خطط تحقيق الحياد الكربوني، وخفض الانبعاثات.

بتروفاك في الجزائر

في الجزائر، فازت شركة بتروفاك -التي تقود تحالفُا مع الشركة الوطنية للهندسة المدنية والبناء- بعقد من شركة النفط والغاز سوناطراك لتطوير حقل غاز تينرهرت على سواحل البلاد.

تبلغ قيمة العقد المؤقت لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات نحو 300 مليون دولار، وتصل حصة بتروفاك منه إلى نحو 200 مليون دولار.

ويتضمن العقد إقامة منشأة معالجة مركزية جديدة بوحدات لفصل المدخل وإزالة الكربون، وكذلك الروابط الإضافية مع مرافق حقل الرار للفصل والتعزيز الحالية، بالإضافة إلى اختبار التشغيل وبدء التشغيل والأداء.

وفور اكتماله، سيعزز المشروع إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر، ويزيل غاز ثاني أكسيد الكربون من احتياطيات الغاز بالحقل، ضمن مواصفات السوق العالمية.

وفي مايو/أيار 2023، فازت شركة بتروفاك بعقد آخر لتنفيذ مشروع بتروكيماويات رئيس بقيمة 1.5 مليار دولار.

يستهدف المشروع إنتاج 550 ألف طن سنويًا من البولي بروبلين، ويقع داخل منطقة أرزيو الصناعية الواقعة إلى الغرب من الجزائر العاصمة.

ويشمل العقد قيام بتروفاك بتصميم وبناء وحدتي معالجة متكاملتين رئيستين، ووحدة لنزع الهيدروجين من البروبان، ووحدة إنتاج البولي بروبلين، إلى جانب المرافق والبنية الأساسية المرتبطة بالموقع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق