التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

بايونير: النفط الصخري الأميركي لم يعد تهديدًا لأوبك

مع تنامي الطلب على النفط وتراجع معدلات الإنتاج الأميركي

حازم العمدة

مع تنامي الطلب على النفط الخام وانخفاض معدلات نمو النفط الصخري الأميركي، لم تعد منظمة أوبك وحلفاؤها بحاجة إلى القلق بشأن المنافسة مع الولايات المتحدة في أسواق النفط، حسبما ترى شركة بايونير للموارد الطبيعية.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، سكوت شيفيلد، في تصريحات نقلتها صحيفة (وورلد أويل): "ما زلت مؤمنًا بأن الطلب سيعود بقوة، سواء بالنسبة لشركات الطيران أو في القيادة حول العالم بمجرد حصولنا على مناعة القطيع من فيروس كورونا المستجد".

وأضاف شيفيلد: "يمكننا افتراض دخول البراميل الإيرانية إلى السوق بمرور الوقت، ومن ثم لن يشكل النفط الصخري الأميركي تهديدًا لأوبك أو أوبك+".

من ثم، أعلن شيفيلد أن بايونير ستحد من نمو الإنتاج إلى 5% سنويًا على المدى الطويل، وتخطط لسداد ثلاثة أرباع التدفق النقدي الحر للمساهمين بدلاً من الإنفاق على أنشطة حفر جديدة.

وتسببت جائحة كوفيد-19 في انخفاض بنحو مليوني برميل يوميًا من إجمالي إنتاج النفط في أميركا مع انخفاض الطلب، وقد لا تتعافى هذه الإمدادات تمامًا؛ نظرًا للضغوط المالية التي عانتها الصناعة خلال السنوات القليلة الماضية.

تراجع أنشطة الحفر

على أساس سنوي، انخفض إنتاج النفط الخام الأميركي بنحو 0.9 مليون برميل يوميًا (8%)، إلى 11.3 مليون يوميًا، في 2020؛ بسبب تراجع أنشطة الحفر المرتبط بانخفاض أسعار النفط الخام، بعد تفشّي كوفيد-19، وتدابير الإغلاق التي اتخذتها الحكومات لاحتواء الفيروس.

وفي هذا السياق، يطالب المستثمرون بانخفاض نمو الإنتاج والمزيد من العائدات النقدية، حتى مع ارتفاع أسعار النفط.

وترتبط أسعار الخام في غالبية دول العالم بمؤشرات سوق النفط الأميركية، خاصة أن الولايات المتحدة -على مدى معظم تاريخها- استوردت النفط الخام والمنتجات المكررة أكثر مما صدّرته.

وعلى الرغم من تغيّر الوضع، في عام 2020، وفقًا لتقرير أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إلّا أن توقعات الطاقة قصيرة المدى، لشهر فبراير/شباط الجاري، تشير إلى أنه خلال العامين المقبلين ستعود الولايات المتحدة إلى مستورد للنفط.

وقال تقرير معلومات الطاقة الأميركية، إن عام 2020 يمثّل أول عام منذ مدة طويلة تصدّر فيه الولايات المتحدة نفطًا أكثر مما استوردته على أساس سنوي.

لكن بسبب الانخفاض في إنتاج النفط الخام المحلي، والزيادات المقابلة في واردات النفط الخام، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تعود الولايات المتحدة إلى وضعها السابق مستوردًا صافيًا للنفط على أساس سنوي، خلال عامي 2021 و2022.

نمو واردات النفط

ستؤدي زيادة واردات النفط الخام إلى دفع النمو في صافي واردات النفط في عامي 2021 و2022، وتعويض التغييرات في صافي تجارة المنتجات المكررة.

وفي هذا السياق، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تشهد سوق النفط الأميركية زيادة صافي واردات النفط الخام من متوسطها لعام 2020 البالغ 2.7 مليون برميل يوميًا إلى 3.7 مليون برميل يوميًا في عام 2021، و4.4 مليون برميل يوميًا عام 2022.

ومقارنةً بتجارة النفط الخام، لم يتغير صافي صادرات المنتجات النفطية المكررة كثيرًا خلال عام 2020.

وفي عام 2019، بلغ متوسط ​​صافي صادرات المنتجات النفطية الأميركية -زيت الوقود المقطر، وسوائل الغاز، والبنزين، من بين أمور أخرى- 3.2 مليون برميل يوميًا على أساس ​​سنوي، و3.4 مليون برميل يوميًا عام 2020.

من ناحية أخرى، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ متوسط ​​صافي صادرات المنتجات النفطية 3.5 مليون برميل يوميًا، عام 2021، و3.9 مليون برميل يوميًا عام 2022، مشيرة إلى أن الطلب العالمي على منتجات النفط سيواصل الزيادة عن مستواه الأخير، الذي كان عند أدنى نقطة في النصف الأول من عام 2020.

كما تتوقع أن تستورد الولايات المتحدة المزيد من النفط الخام لسدّ الفجوة المتزايدة بين مدخلات مصافي التكرير من النفط الخام، وإنتاج النفط الخام المحلّي، في 2021 و2022.

صقيع تكساس

بشكل خاص، أثّرت موجة الصقيع وسط الولايات المتحدة في ولاية تكساس، حيث أدّى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي إلى الضغط على إنتاج النفط على طول ساحل الخليج الأميركي، وبعض الولايات في وسط القارّة.

فقد جرى إغلاق العديد من مصافي تكساس -التي تمثّل حصة كبيرة من إجمالي طاقة التكرير الأميركية كليًا- أو جزئيًا، وأُغلقت العديد من آبار النفط الخام الداخلية، وتعطلت البُنية التحتية لأنابيب النفط، بحسب ما ورد في تقرير نشرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما أثّرت البرودة الشديدة في خطوط أنابيب المنتجات النفطية، وعمليات الإنتاج والتكرير في الغرب الأوسط والمناطق الداخلية من ولاية تكساس، وتعطيل الحركة البحرية لمدة وجيزة على طول قناة هيوستن للسفن، وهو ممرّ مائي حاسم لتدفقات تجارة النفط الخام والمنتجات النفطية.

ويمثّل ساحل الخليج -الذي تتبعه إدارة معلومات الطاقة باسم إدارة النفط لمنطقة الدفاع 3- أكثر من نصف إجمالي طاقة التكرير الأميركية، وتكساس وحدها تمثّل 5.9 مليون برميل يوميًا من السعة، أي نحو 32% من إجمالي السعة الأميركية.

اقرأ أيضا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق