أكبر محطة طاقة متجددة في العالم.. تعادل مساحة سنغافورة وتظهر من الفضاء (صور)
محمد عبدالسند
- المشروع يضم محطة طاقة شمسية وأخرى لطاقة الرياح
- من المرجح أن يُسهم المشروع بقوة في تحول الهند إلى توليد الكهرباء من المصادر الخضراء
- ما تزال الهند تعتمد على مصادر الوقود الأحفوري لا سيما الفحم في توليد الكهرباء
- يواجه العمال ظروف عمل قاسية في مشروع خافدا
تُسلط أكبر محطة طاقة متجددة في العالم الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومات الدول لتسريع وتيرة التحول الأخضر عبر توليد الكهرباء النظيفة واستبدالها بنظيرتها المولدة من الوقود الأحفوري الملوث للبيئة.
ويتزامن المشروع، الذي يضم محطة للطاقة الشمسية وأخرى للرياح، مع انعقاد قمة المناخ كوب 28 وسط تزايد الدعوات إلى مواجهة أزمة التغيرات المناخية عبر تقليص الانبعاثات الكربونية، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي علامة مبشرة على الجهود المبذولة في هذا المسار، تبني الهند أكبر محطة طاقة متجددة في العالم، التي من المتوقع إنجازها بعد 3 أعوام، وفق ما أورده موقع يورو نيوز (euronews) الأوروبي.
وتحمل أكبر محطة طاقة متجددة في العالم اسم "خافدا" (Khavda)، على اسم أقرب قرية قريبة من موقع المشروع الكائن في صحراء الملح الواسعة التي تفصل الهند عن جارتها باكستان.
الرؤية من الفضاء
تتميّز محطة خافدا للطاقة المتجددة بكونها كبيرة الحجم إلى الحد الذي يمكن رؤيتها فيه من الفضاء، وفق ما قاله مطورو المشروع.
وفور اكتمال بنائها، ستماثل خافدا مساحة سنغافورة التي تزيد على 726 كيلومترًا مربعًا، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وستلامس تكلفة أكبر محطة طاقة متجددة في العالم ما إجمالي قيمته 2.26 مليار دولار أميركي (ما يعادل قيمته 2.08 مليار يورو)، وفق تقديرات الحكومة الهندية.
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)
ويُعد التحول إلى الطاقة المتجددة قضية محورية على طاولة المناقشات في قمة المناخ كوب 28 المنعقدة -حاليًا- في دبي، إذ أعرب بعض القادة عن دعمهم مستهدف مضاعفة سعة الطاقة المتجددة بواقع 3 مرات في أي اتفاقية نهائية مع كبح استعمال الفحم والنفط والغاز الطبيعي المسببة لانبعاثات غازات الدفيئة.
تشغيل 18 مليون منزل
ما إن تدخل حيز التشغيل ستكون أكبر محطة طاقة متجددة في العالم قادرة على توليد كهرباء سعة 30 غيغاواط سنويًا، ما يكفي لتشغيل قرابة 18 مليون منزل في الهند.
وتستهدف الهند، البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، تركيب سعة قدرها 500 غيغاواط من الكهرباء المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2070، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تحول الطاقة في الهند
من المرجح أن يُسهم المشروع بقوة في تحول الهند إلى توليد الكهرباء من المصادر الخضراء.
وما تزال الهند تعتمد على مصادر الوقود الأحفوري، لا سيما الفحم، في توليد أكثر من 70% من احتياجاتها من الكهرباء.
في المقابل، تُسهم الطاقة المتجددة بنحو 10% من احتياجات البلاد من الكهرباء، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تُصنف الهند ثالث أكبر دولة عالميًا في حجم الانبعاثات الكربونية بعد الصين والولايات المتحدة الأميركية اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني على الترتيب.
موقع متوتر
ينخرط آلاف العمال في موقع المشروع بتنفيذ مهام تركيب الأعمدة التي سيجري تثبيت الألواح الشمسية عليها، في حين يَبني عمال آخرون الأسس الخاصة بتوربينات الرياح، ونقل مواد البناء وتشييد المحطات الفرعية ووضع الأسلاك التي تمتد لمئات الكيلومترات.
ولعل ما يجعل بناء أكبر محطة طاقة متجددة في العالم مهمة صعبة هو وجودها وسط منطقة ران أوف كوتش، إحدى أكبر الصحاري الملحية في العالم وتقع بولاية غوجارات غربي الهند.
ولا تبعد منطقة ران أوف كوتش سوى مسافة قصيرة من الحدود الدولية الفاصلة بين الهند وباكستان، التي تُعد إحدى أكبر المناطق الحدودية توترًا في العالم.
ظروف عمل قاسية
يشارك قرابة 4 آلاف عامل و500 مهندس في إنجاز مشروع أكبر محطة طاقة متجددة في العالم، ويواجهون ظروف طقس متطرفة، على غرار الأمطار الغزيرة غير الموسمية التي تساقطت على المكان في سبتمبر/أيلول (2023)، متسببةً في تراكم الوحل على الأرض، ليصبح إنجاز المهمة أكثر صعوبة.
وقال مدير مشروع خافدا كي إس آر كيه فيرما، إن "هناك أشخاصًا يعملون هنا من جميع أنحاء الهند".
ويعمل فيرما في شركة أداني غرين إنرجي ليمتد Adani Green Energy Limited، ذراع الطاقة المتجددة التابعة لشركة أداني غروب Adani Group الهندية، التي تعاقدت معها الحكومة الهندية لبناء 20 غيغاواط من المشروع.
وأوضح فيرما، أن خافدا يُعد من بين أصعب المشروعات التي أشرف على تنفيذها على الإطلاق.
ويمتلك فيرما خبرات واسعة تمتد إلى 35 عامًا في بناء السدود عبر الأنهار في منطقة جنوب آسيا، إلى جانب مستودعات الغاز الطبيعي الضخمة أسفل خليج البنغال
من جهته، قال العضو المنتدب في أداني غرين إنرجي ليمتد فانيت جاي: "موقع المشروع ليس سلسًا بأي حال، فلا يوجد هناك سُكنى والأرض مليئة بالمستنقعات، وهناك نشاط رياح قوي، وأمطار كثيرة، إلى جانب كونها منطقة زلازل نشطة".
موضوعات متعلقة..
- خفض توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري تحدٍ كبير أمام كوب 28 (تقرير)
- دعوة رسمية لزيادة الاستثمار بمحطات الفحم في الهند
- السيارات الكهربائية في الهند.. 6 شركات ناشئة تعيد تشكيل خريطة النقل المستدام
اقرأ أيضًا..
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 27% في سبتمبر
- أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر تشهد ظهور الجزائر والعراق (تقرير)
- توقعات نمو صناعة الرياح العالمية تتراجع.. والشرق الأوسط "بقعة مضيئة" (تقرير)
- الشاحنات الهيدروجينية.. هل تجبر أوروبا على التخلص من المركبات الكهربائية؟
هههههه تصنع الألواح من للبترول أيضا ولازلنا متحمسين للاحفوري وتنقيه الكربون