مصدر الإماراتية تستثمر 16 مليار دولار في طاقة الرياح البحرية
بالتعاون مع إيبردرولا
تواصل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل المعروفة باسم مصدر الإماراتية توقيع العديد من الصفقات، على هامش فعاليات قمة المناخ كوب 28، من أجل توسيع محفظة استثماراتها العالمية لتحقيق إستراتيجيتها الهادفة إلى نحو 100 غيغاواط من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030.
وفي هذا الإطار، وقّعت الشركة الإماراتية مع شركة إيبردرولا الإسبانية، الرائدة عالميًا في قطاع الطاقة النظيفة، اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول (2023)، اتفاقية شراكة إستراتيجية بقيمة 15 مليار يورو (16.25 مليار دولار) لاستكشاف فرص التطوير المشترك لمشروعات طاقة رياح بحرية وهيدروجين أخضر في عدد من أبرز الدول الرائدة، كألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
وجاء توقيع الاتفاقية بين الجانبين، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، خلال مشاركتهما في في قمة المناخ (COP28)، في أعقاب نجاح اتفاقية الاستثمار المشترك بمشروع محطة "إيغل بحر البلطيق" بألمانيا.
طاقة الرياح البحرية
تعتزم "مصدر" استكشاف آفاق الشراكة الاستثمارية في مشروع "إيست إنجليا 3" لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، الذي تبلغ قدرته نحو 1.4 غيغاواط، مع امتلاكها 49% من المشروع.
ودخل الاتفاق مع إيبردرولا حول مشروع "إيست إنجليا 3" حاليًا في مرحلة متقدمة من التفاوض، ومن المتوقع إعلانه بحلول نهاية الربع الأول من عام 2024.
ومن المقرر التشغيل الكامل لمشروع "إيست إنجليا 3"، الذي ما يزال قيد الإنشاء حاليًا، بحلول الربع الأخير من عام 2026، إذ حصلت محطة طاقة الرياح على عقد فروقات مرتبط بمؤشر الأسعار الاستهلاكية لمدة 15 عامًا من حكومة المملكة المتحدة في يوليو/تموز 2022.
وسيوفر المشروع إمدادات الطاقة لأكثر من 1.3 مليون منزل في بريطانيا، فضلًا عن توفير 2.3 ألف فرصة عمل، وإزالة 4.9 مليون طنًا من الانبعاثات الكربونية سنويًا، دعمًا لأهداف الحياد الكربوني.
وبالإضافة إلى صفقة "إيست إنجليا 3"، تتعاون الشركتان للاستثمار في مجموعة من مشروعات طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر المستقبلية في أوروبا وغيرها من الأسواق.
ويعمل الطرفان حاليًا على استكشاف المزيد من الفرص، إذ تشير التوقعات إلى وصول القيمة الإجمالية للاستثمارات المشتركة بينهما في قطاع طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر إلى 15 مليار يورو.
حلول الطاقة المتجددة
قال رئيس قمة المناخ كوب 28، رئيس مجلس إدارة "مصدر"، سلطان الجابر: "تأتي الاتفاقية بين شركتي "مصدر" و"ايبردرولا" للاستفادة من قدراتهما وخبراتهما الكبيرة والمتميزة بتطوير حلول الطاقة المتجددة في أوروبا والعالم، وهو ما يدعم أهداف مؤتمر المناخ بضرورة مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030".
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة إيبردرولا، إغناسيو غالان: "بفضل الجمع بين خبرتنا في مجال الطاقة المتجددة ودعم شركة مصدر وخبرتها، سيتسنّى لنا تسريع جهودنا لإنتاج المزيد من الطاقة النظيفة، كما يسرّنا توسيع التحالف القائم مع شريك رائد وعريق، انطلاقًا من ألمانيا، إذ نقوم بالفعل ببناء توربينات طاقة الرياح البحرية الجديدة، وصولًا إلى المملكة المتحدة وسائر أنحاء العالم".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، محمد جميل الرمحي: "يسرنا التعاون مجددًا مع شركائنا الإستراتيجيين في إيبردرولا، لاستكشاف فرص تطوير واحدة من أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة وغيرها من المشروعات المحتملة في أوروبا".
وأضاف أنه بينما نسعى لإنتاج 100 غيغاواط بحلول عام 2030، تركّز مصدر على تطوير المشروعات المبتكرة منذ مراحلها الأولى بهدف تعزيز خبراتنا في مجال محطات طاقة الرياح البحرية.
وقال: "يعود نشاطنا في المملكة المتحدة لأكثر من عشرة أعوام، إذ أدّينا دورًا رائدًا في العديد من المشروعات الضخمة، بما فيها أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة في العالم".
مشروعات إيبردرولا ومصدر
تضم محفظة إيبردرولا العالمية مشروعات طاقة رياح بحرية قيد الإنشاء بقيمة تزيد عن 10 مليارات يورو (10.84 مليار دولار)، جميعها ممولة بالكامل ومؤمّنة بسلسلة توريد موثوقة، وتُسلَّم في المواعيد المحددة.
واستهل مشروع "فينيارد" لطاقة الرياح في الولايات المتحدة، أول مشروع طاقة رياح بحرية تجاري على مستوى الدولة، أول عملياته لإنتاج الطاقة النظيفة خلال الأسبوع الجاري.
وفي يوليو/تموز من هذا العام، ربطت إيبردرولا محطة سانت بريوك لطاقة الرياح البحرية في فرنسا بشبكة الكهرباء الرئيسة، وهو أول مشروع طاقة رياح بحرية واسع النطاق يُسلَّم في منطقة بريتاني.
وإلى جانب ذلك، ما تزال محطة "إيغل بحر البلطيق" في ألمانيا قيد الإنشاء، وستُشَغَّل عام 2024، ومن المقرر أن تنطلق عمليات الإنتاج بمحطتي إيست إنجليا 3 في المملكة المتحدة و"ويندانكر" في ألمانيا عام 2026.
وتُضاف هذه المشروعات إلى محفظة "إيبردرولا" الحالية من محطات طاقة الرياح البحرية قيد التشغيل، والتي تصل استطاعتها إلى 1.258 غيغاواط، بما فيها محطة "ويست أوف دادن ساندز" في بحر أيرلندا، و"ويكينغر" في بحر البلطيق بألمانيا، و"إيست إنجليا 1" في جنوب بحر الشمال، والتي استثمرت فيها الشركة ما يقرب من 4 مليارات يورو (4.33 مليار دولار).
وتعمل "مصدر" -الشركة الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة في الإمارات وواحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم- على تطوير ونشر تقنيات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
وأطلقت مصدر، التي تأسست عام 2006، مجموعة من المشروعات في أكثر من 40 دولة لتساعدها على تحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة وتعزيز مساعي التنمية المستدامة.
وتستثمر "مصدر" في مشروعات الطاقة النظيفة في المملكة المتحدة وأوروبا منذ عام 2013، بما في ذلك استثمارات كبيرة في قطاع تخزين الكهرباء بالبطاريات، والتي تؤدي دورًا رئيسًا في حلّ مشكلات انقطاع التيار الكهربائي.
واستحوذت "مصدر" العام الماضي على شركة "أرلينغتون" للطاقة، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، وتعمل في تطوير أنظمة بطاريات تخزين البطاريات، وتملك أصولاً قيد التشغيل، باستطاعة إجمالية تبلغ 170 ميغاواط.
ومن جانب آخر، طورت "مصدر" محطة "هايويند سكوتلاند"، أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية في العالم، تبلغ استطاعتها 30 ميغاواط، وتقع على ساحل إسكتلندا.
وتعود ملكية "مصدر" إلى 3 شركات، هي شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" وشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة"، وتهدف الشركة إلى تعزيز استطاعة محفظتها من الطاقة المتجددة إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، وزيادة القدرة السنوية لإنتاج الهيدروجين الأخضر إلى نحو مليون طن.
موضوعات متعلقة..
- مصدر الإماراتية تتولى تطوير 5 مشروعات طاقة متجددة في ماليزيا
- مصدر الإماراتية تطور مشروعات بنية تحتية خضراء في اليونان
اقرأ أيضًا..
- موعد انتهاء قطع الكهرباء في مصر.. وتخفيف مرتقب (خاص)
- أنبوب الغاز المغربي النيجيري يستقطب استثمارات إماراتية
- التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا يترقب جولة تراخيص قبل نهاية 2024