كوب 28.. إكسون موبيل ترد على انتقادات وكالة الطاقة الدولية لتقنية احتجاز الكربون
محمد عبد السند
- إكسون موبيل تهاجم تقرير وكالة الطاقة الدولية بشأن تقنية احتجاز الكربون.
- يمثل إنتاج النفط والغاز ونقلهما ومعالجتهما نحو 15% من انبعاثات غازات الدفيئة المقترنة بالطاقة عالميًا.
- أعلنت إكسون موبيل حزمة استثمارات بقيمة 17 مليار دولار في أعمالها منخفضة الكربون.
- الدور المستقبلي لتقنية احتجاز الكربون والوقود الأحفوري قضية محورية على طاولة الحوار في مؤتمر كوب 28.
- يستأثر قطاعا الصناعة والطاقة -في الوقت الراهن- بإنتاج نحو 37 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون عالميًا.
ردّت عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل (Exxon Mobil)، على لسان رئيسها التنفيذي دارين وودز، على تصريحات أطلقتها -مؤخرًا- وكالة الطاقة الدولية وقللت خلالها من أهمية استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، واصفةً إياها بأنها "وهم".
ويستحوذ إنتاج النفط والغاز ونقلهما ومعالجتهما على نحو 15% من انبعاثات غازات الدفيئة المقترنة بالطاقة عالميًا، وهو ما يماثل كل انبعاثات قطاع الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، رفض دارين وودز مزاعم وكالة الطاقة الدولية بشأن استعمال تقنية احتجاز الكربون لمكافحة التغيرات المناخية ووصفها لها بأنها "وهم غير قابل للتصديق".
وأوضح وودز أن الشيء نفسه من الممكن أن يُقال عن السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، وفق ما نقلته عنه وكالة رويترز.
وأضاف، في تصريحات على هامش مشاركته في قمة المناخ كوب 28، التي انطلقت فعالياتها في دبي، الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2023): "لا يوجد حل حاليًا لتلك المشكلة".
انتقادات شرعية
قال دارين وودز: "بما أنه يمكنك أن تقول هذا عن تقنية احتجاز الكربون -الآن- فإنه بمقدورك أن تقوله كذلك عن السيارات الكهربائية، وعن طاقة الرياح والطاقة الشمسية".
وتابع: "في تقديري أن الانتقادات تتجه إلى أي شيء نحاول فعله، ونحاول البدء فيه"، وفق التصريحات التي أطلقها السبت 2 ديسمبر/كانون الأول (2023)، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبينما لا يوجد هناك غير عدد قليل من المشروعات في مجال احتجاز الكربون ذات جدوى من الناحية التجارية نتيجة ارتفاع التكاليف، تشكل السيارات الكهربائية -حاليًا- نحو 13% من سوق المركبات الجديدة العالمية، كما تشهد معدلات نشر طاقة الشمس والرياح نموًا بوتيرة سريعة.
ويُعَد هذا هو الظهور الأول لدارين وودز في مؤتمر المناخ السنوي الذي ترعاه الأمم المتحدة، ويعكس حجم الجهود المتواصلة التي تبذلها شركات النفط والغاز العالمية لتكون جزءًا من معادلة الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وليس سببًا فيها.
لحظة الحقيقة
يبرز الدور المستقبلي لتقنية احتجاز الكربون والوقود الأحفوري قضية رئيسة على طاولة المناقشات في مؤتمر كوب 28.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرًا مثيرًا للجدل قبل أيام قلائل من انعقاد كوب 28، قالت فيه إن صناعة الوقود الأحفوري تواجه "لحظة الحقيقة" حيث يتعين على المنتجين الاختيار بين تعميق أزمة المناخ أو التحول إلى الطاقة النظيفة.
وانتقد التقرير شركات النفط والغاز التي تقول إن أنشطة الحفر يمكن أن تستمر لأجل غير مسمى ما دام يجري التخلص من الانبعاثات الناتجة عن حرقها، مشيرًا إلى أن الصناعة ما زالت غارقة في "وهم أن تقنية احتجاز الكربون هي الحل".
استثمارات بالمليارات
أعلنت إكسون موبيل حزمة استثمارات بقيمة 17 مليار دولار في أعمالها منخفضة الكربون، التي تشتمل على تقنية احتجاز الكربون، قائلةً إن انبعاثات غازات الدفيئة هي المعضلة المسببة للتغيرات المناخية، وليس مصادر الوقود الأحفوري في حد ذاتها.
وقال دارين وودز إنه يعتقد أن النفط والغاز يؤديان "دورًا مهمًا" في العالم حتى أواسط القرن الحالي (2050)، غير أنه رفض تقديم أي أرقام تقديرية لمستويات الطلب على هذين الوقودين الأحفوريين.
وفي إطار الإستراتيجية منخفضة الكربون التي تنتهجها إكسون موبيل، أعلنت الشركة في يوليو/تموز (2023) إنجاز صفقة استحواذ على شركة دينبري (Denbury) نظير 4.9 مليار دولار، وكذلك على شبكة أنابيب غاز ثاني أكسيد الكربون التابعة لها والتي تمتد بطول 2100 كيلومتر، والتي سيجري توصيلها بمواقع بحرية في خليج المكسيك؛ إذ تخطط الشركة لدفن الكربون.
وحتى الآن، أقنعت إكسون موبيل أكبر شركة مصنعة للأمونيا في أميركا، وشركة للغاز الصناعي، وأخرى كبيرة لإنتاج الصلب، بالتوقيع على عقود طويلة الآجل بشأن تقديم خدمات ذات الصلة بخفض الانبعاثات الكربونية والتي ستغطي قرابة 5 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويستأثر قطاعا الصناعة والطاقة -في الوقت الحالي- بإنتاج نحو 37 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون عالميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق رفض الرئيس التنفيذي لعملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل الإدلاء بأي تفاصيل تتعلق بالعقود، غير أنه قال إن الدعم الفيدرالي الذي منحته أميركا -بموجب قانون خفض التضخم- بقيمة 85 دولارًا لكل طن كربون محتجز، سيزيد من ربحية الاستثمارات.
وأضاف وودز: "نحن نساعد العملاء على إزالة الكربون، واستغلال ميزة الائتمانات الضريبية الممنوحة" في هذا الخصوص، مشيرًا إلى أن جني الأموال من تلك الصفقات "ربما يكون بعد سنوات قليلة".
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تحذر شركات النفط والغاز من "وهم" احتجاز الكربون وتخزينه
- رؤساء 5 شركات عالمية يهاجمون وكالة الطاقة الدولية: إقصاء النفط نتيجته الفوضى
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب على الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض 25% بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- 6 وزراء ومسؤولين يكتبون لـ"الطاقة" بمناسبة قمة المناخ (ملف خاص)
- حقل مفرق في سلطنة عمان يشهد تخارج مها إنرجي.. تفاصيل الصفقة
- كابريكورن إنرجي تخفض توقعات الإنتاج في 2023 بسبب الديون المصرية
- استكشاف النفط والغاز في مصر يترقب حفر 4 آبار جديدة بشراكة كندية