التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

انبعاثات قطاع الغذاء تحتل مساحة على طاولة "كوب 28".. ما أهميتها؟

أحمد أيوب

تُشكِّل انبعاثات قطاع الغذاء نسبة كبيرة من جملة انبعاثات غازات الدفيئة، وهو ما دفع القائمين على مؤتمر الأمم المتحدة "كوب 28" لتخصيص يوم بالكامل لبحث سبل خفض انبعاثات إنتاج الأغذية.

وأنتجت النظم الغذائية العالمية 17 مليار طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أو 31% من انبعاثات غازات الدفيئة في عام 2019، وفقًا لتقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولأن انبعاثات قطاع الغذاء تأخذ أشكالًا متنوعة وتسهم بنسبة كبيرة من معدلات انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا، فإن معالجتها باتت أمرًا ملحًا في ظل ملايين الأطنان المهدرة سنويًا من الأغذية، خاصة الأعذية الزراعية، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، يوم السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلًا عن منظمة الفاو.

الانبعاثات وإنتاج الغذاء

تشمل انبعاثات قطاع الغذاء تلك المرتبطة بالزراعة وإنتاج المحاصيل وتربية الماشية والطاقة المستعملة في تجهيز المزارع وإنتاج الأغذية والنقل.

وأنتجت هذه الأنشطة في المجمل 21% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، و53% من إجمالي انبعاثات غاز الميثان، و78% من إجمالي انبعاثات أكسيد النيتروز.

ويسهم الإنتاج الحيواني العالمي بنحو 14.5% من جميع انبعاثات غازات الدفيئة البشرية، وفي هذا الصدد فإن الماشية مسؤولة عن 65% من تلك الانبعاثات، ومعظمها من غاز الميثان.

فعندما تهضم الحيوانات المُجترة -مثل الأبقار والأغنام- الطعام، فإنها تُنتج غاز الميثان على شكل تجشؤ، كما أن تخزين الروث، خاصة في البحيرات الكبيرة، يؤدي إلى انبعاث غاز الميثان، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وإحدى صور انبعاثات قطاع الغذاء في مجال الزراعة وتربية الثروة الحيوانية هي معالجة الأعلاف الحيوانية وكذا عملية حرث الأراضي لزراعة المحاصيل، التي تؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون المُخزَّن في التربة.

استعمال الأراضي

تُولد الأنشطة الداعمة للزراعة، مثل إزالة الغابات أو تدهور أراضي الخث -التي تحتوي على نباتات غير متحللة تراكمت على مدى آلاف السنوات- ما يعادل 3.5 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو، وهو ما يعكس أسباب تزايد انبعاثات قطاع الغذاء.

فعندما تُزال الغابات لأغراض زراعية أو حيوانية مثل تربية الماشية أو زراعة المحاصيل، يُطلق الكربون المُخزَّن في الغلاف الجوي.

وعلى سبيل المثال، فإن إزالة الغابات مسؤولة عما يقرب من 80% من الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الغذاء في البرازيل، أكبر مُصدر في العالم للحوم البقر وفول الصويا.

حرث الأرض الزراعية
حرث الأرض الزراعية - الصورة من milwaukeeindependent

ومن ناحية أخرى، تُخزن الأراضي الخثية كميات هائلة من الكربون ضعف ما تخزنه غابات العالم.

ويُعد تجفيف أو حرق أراضي الخث لأغراض مثل زراعة المحاصيل أو رعي الماشية مسؤولًا عن نحو 5% من جميع الانبعاثات البشرية، وفقًا لتقرير عام 2021 الصادر عن الأمم المتحدة، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إهدار طعام

يُهدر نحو ثلث الأغذية المزروعة في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، ومن هذه النسبة يُفقد 13% خلال مراحل الحصاد والبيع بالتجزئة، و17% منها تهدره الأسر.

يتسبب الطعام المهدر -بما في ذلك الطاقة المستعملة في إنتاجه ونقله، وما يحدث من فساد خلال جميع مراحل سلاسل القيمة الخاصة به، والطعام الذي يجري التخلص منه بعد تعفنه في الثلاجات المنزلية- في توليد نصف إجمالي انبعاثات قطاع الغذاء وفقًا لدراسة أجريت في مارس الماضي ونشرت في مجلة "ناتشر فوود" Nature Food.

جانب من نفايات الطعام التي تتسب في المزيد من الانبعاثات الكربونية
جانب من نفايات الطعام التي تتسب في المزيد من الانبعاثات الكربونية - الصورة من الغارديان

ويُنتج جزء كبير من هذه الانبعاثات عن غاز الميثان الذي يتشكل عندما يتعفن الطعام في مكب النفايات، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشكل نفايات الطعام نحو 25% من النفايات البلدية الصلبة في مدافن النفايات بالولايات المتحدة، وفقًا لدراسة حديثة أجرتها وكالة حماية البيئة الأميركية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق