التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

صادرات نفط أنغولا بعد الخروج من أوبك.. هل تجدد طموح دول آسيا؟

هبة مصطفى

تتّجه الأنظار إلى نفط أنغولا بعد 4 أشهر من إعلان الدولة الأفريقية انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، خاصة أن خروجها تزامن مع توقيت حرج لمحاولة ضبط المعروض من الخام في الأسواق عبر الخفض الطوعي للإنتاج.

وعززت خطوة الانسحاب طموحات أبرز دول قارة آسيا في زيادة إمدادات الخام من أنغولا، بعد أن حافظت الأخيرة على مستوى إنتاج منخفض تلبيةً لتوجهات أوبك؛ ما قلّص من صادراتها النفطية.

وبحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، كانت أنغولا قد غادرت المنظمة في 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، إثر خلاف حول الحصص الإنتاجية لدول أفريقية.

وكانت أوبك قد حدّدت -في أبريل/نيسان 2023- حصة إنتاج أنغولا بنحو 1.455 مليون برميل يوميًا من الخام، خلال الأشهر من مايو/أيار حتى نهاية العام ذاته.

ولسنوات، كانت أنغولا تحل في المرتبة الثانية لأكبر الدول الأفريقية إنتاجًا للنفط، بعد نيجيريا التي أصبحت حاليًا المنتج الأبرز والوحيد بين دول أفريقيا جنوب الصحراء التي يتجاوز إنتاجها حاجز المليون برميل يوميًا.

إنتاج النفط في أنغولا

سجّل إنتاج نفط أنغولا ارتفاعًا في مارس/آذار، بعدما وصل في فبراير/شباط إلى أدنى مستوياته في غضون 4 أشهر.

وقارب حجم إنتاج النفط في أنغولا خلال مارس/آذار نحو 1.13 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من مستويات الشهر السابق له البالغة 1.11 مليون برميل يوميًا، وفق بيانات منظم الطاقة في الدولة الأفريقية، طبقًا لبيانات ستاندرد أند بورز غلوبال (S&P Global).

ورغم محاولة التعافي وزيادة إنتاج النفط الأنغولي بعد الانسحاب من أوبك؛ فإن أرقام شهر مارس/آذار الماضي ما زالت أقل بكثير من مستويات إنتاج عام 2010 البالغة 1.9 مليون برميل يوميًا.

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تدرُّج إنتاج نفط أنغولا من عام 2019 حتى 2023:

إنتاج أنغولا من النفط

ومنذ عام 2010 حتى الآن، اتخذ إنتاج نفط أنغولا منحنى هبوطيًا لأسباب عدة؛ من بينها: تراجع الاستثمار وأنشطة التنقيب، بالإضافة إلى تخارج عدد من الشركات الدولية من أحواض غرب أفريقيا وحقولها الناضجة.

وأصيب إنتاج أنغولا من النفط بهزة قوية، في مارس/آذار 2023، مع تراجع الإنتاج إلى مستوى ينخفض عن مليون برميل يوميًا.

وبعد 4 أشهر من الخروج من أوبك، لم تحقق أنغولا طفرة إنتاجية تلبّي طموحات المسؤولين المحليين الذي دفعوا باتجاه الانسحاب اعتراضًا على الحصة الإنتاجية التي خصصتها المنظمة.

خريطة الصادرات.. وفرص آسيا

أصبح إنتاج النفط في أنغولا بعد انسحابها من أوبك غير مقيد بحصة إنتاجية منخفضة، ويبدو أن ذلك فتح شهية المشترين الآسيوين وتطلّعت دول بارزة في القارة لزيادة وارداتها النفطية من ثاني أكبر منتج بين دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وسادت حالة من اليقين حول تعزيز التخارج لزيادة إنتاج أنغولا من النفط دون التقيد بحصص محددة؛ ما يوفر المزيد من الشحنات المخصصة للتصدير إلى آسيا (أكبر مشتري نفط الدولة الأفريقية).

وتشكل دول غرب أفريقيا وأميركا مصدرًا موثوقًا لإمدادات النفط الخفيف الحلو إلى آسيا، بعيدًا عن نفط الشرق الأوسط عالي الكبريت.

ومن المتوقّع أن تتسابق مصافي التكرير الآسيوية إلى إبرام عقود طويلة الأجل مع أنغولا، خاصة مع بوادر زيادة الإنتاج التي شهدها شهر مارس/آذار الماضي.

4 أسواق آسيوية

من بين الدول الآسيوية كافة، تبرز 4 دول بوصفها سوقًا قادرة على استيعاب المزيد من إمدادات نفط أنغولا؛ إذ كانت لبعضها سابقة تعاون مع الدولة الأفريقية امتدت لسنوات.

وفي الأسطر التالية، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) بعض بيانات صادرات أنغولا النفطية إلى (الصين، الهند، كوريا الجنوبية، تايلاند)، والسيناريوهات المحتملة لزيادتها الآونة المقبلة.

1) الصين:

بلغ معدل واردات الصين من النفط الأنغولي 1.1 مليون برميل يوميًا، في مارس/آذار الماضي، فيما يبدو أنه تعافٍ بنسبة 7.5% مقارنة بواردات شهري (يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط) البالغة 572 ألف برميل يوميًا.

وخلال العام الماضي (2023) وقبل انسحاب أنغولا من أوبك، بلغت شحنات النفط من الدولة الأفريقية إلى المصافي الصينية 603 آلاف برميل يوميًا، وهو معدل يقارب متوسط شحنات عام 2022 المقدرة بنحو 604 آلاف برميل يوميًا.

وبالنظر إلى أن الصين تشتري ما يقارب 80% من إمدادات نفط أنغولا، فإنه من غير المرجح زيادة الشحنات بفارق كبير على المدى القصير.

وربط تاجر بين زيادة شحنات النفط الأنغولي إلى الصين، وقدرة الدولة الأفريقية على مواجهة تحديات الإنتاج وزيادته.

ويوضّح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصة الصين من نفط أنغولا من 2020 حتى مايو/أيار 2023:

واردات الصين من السعودية وأنغولا وروسيا والعراق

2) الهند:

نظرًا إلى استحواذ النفط الروسي على غالبية واردات الهند من الخام، تراجعت حصة أفريقيا ضمن واردات نيودلهي إلى أدنى مستوياتها خلال العام الماضي (2023).

وبجانب النفط الروسي الأرخص من حيث التكلفة، جذب نفط الشرق الأوسط أنظار الهند وزادت مشترياتها منه وفق تعاقدات سنوية.

واستوردت الهند 60 ألف برميل يوميًا فقط من أنغولا خلال العام الماضي، مقارنة بـ119 ألف برميل يوميًا عام 2019.

ويرجع انخفاض شحنات أنغولا النفطية إلى الهند لسببين: (زيادة الاعتماد على النفط الروسي، وانخفاض إنتاج الخام في أنغولا).

ورغم ذلك ألمح عضو في قطاع التكرير الهندي إلى أن ارتفاع إنتاج النفط لدى الدولة الأفريقية قد يدفع بلاده نحو شراء المزيد من الشحنات الأفريقية مرة أخرى.

3) كوريا الجنوبية:

يرى محللون أن تخارج المنتجين من أوبك يصب في صالح المشترين الآسيويين، خاصة أن تراوح شحنات نفط أنغولا بين مليون و2 مليون برميل في كل دورة تداول -في ظل عدم التقيد بحصة أوبك- قد يغيّر إستراتيجية كوريا الجنوبية تجاه نفط غرب أفريقيا.

وبشكل عام، لم تسجل الدولة الآسيوية اعتمادًا قويًا على إمدادات النفط من أنغولا، خلال السنوات الـ10 الماضية؛ إذ لم تستقبل كوريا سوى عدد محدود من الشحنات كبيرة الحجم.

4) تايلاند:

استوردت تايلاند 11.515 برميل يوميًا من خامات أنغولا، خلال أول شهرين من العام الجاري، مقارنة بنحو 22.794 برميل يوميًا العام الماضي، و38.610 برميل عام 2022.

وأكد مسؤول في مصافي التكرير التايلاندية أن مساحة الحرية في الإنتاج والصادرات، التي وفرها تخارج أنغولا من أوبك، من شأنها زيادة دور غرب أفريقيا في تأمين تدفقات الخام إلى آسيا.

وخلال العقود الماضية، كانت درجات نفط أنغولا الخفيفة ركيزة رئيسة لمصافي التكرير في تايلاند، لكن التقيد بحصة أوبك سبب تراجع الشحنات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق