غازأخبار الغازرئيسية

تصدير الغاز المسال الأسترالي يواجه أزمة جديدة

أسماء السعداوي

أصيبت إحدى محطات تصدير الغاز المسال الأسترالي بالشلل، بعدما علقت فيها سفينة محمّلة؛ ما تسبَّب في توقّف حركة الدخول والخروج، وتعطيل حركة الشحن.

وقال مشغّلا المحطة، وهما شركتا كونكو فيليبس (ConocoPhillips) وأوريجين إنرجي (Origin Energy)، إنّ توقُّف السفينة حدث بعدما أصابها عطل في منظومة الدفع، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويمكن لمحطة أستراليا باسيفيك للغاز المسال (APLNG) استيعاب سفينة واحدة، والتحميل مرة واحدة كل 3 أيام في المتوسط، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

والمحطة هي مشروع مشترك بين شركات كونكو فيليبس وأوريجين إنرجي وسينوبك الصينية الصينية (Sinopec)، وتصل قدرتها التصديرية إلى 9 ملايين طن سنويًا.

وتدير أوريجين -وهي أكبر بائع طاقة أسترالي بالتجزئة- حقول الغاز التابعة للمحطة، في حين تدير كونكو فيليبس محطة التصدير والمبيعات الخارجية.

وتحظى أستراليا -ثاني أكبر مصدّر للغاز المسال في العالم- بدور بالغ الأهمية لسدّ الاحتياجات العالمية، ولذلك فإن تعطُّل الإمدادات أو تأخيرها قد يحمل آثارًا سلبية في أسعار الوقود الذي تشتد الحاجة إليه حاليًا، وخاصة مع قرب حلول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.

تعطل تصدير الغاز المسال الأسترالي

كشفت بيانات تتبع السفن أن السفينة العالقة هي "سيسي تشينغداو" (Cesi Qingdao)، وكانت متجهة إلى ونتشو في الصين.

يُشار إلى أن من العملاء الرؤساء للمحطة الأسترالية شركة سينوبك الصينية، وكانساي إلكتريك اليابانية (Kansai Electric).

وأكدت شركة تشاينا إنرجي شيب مانيجمنت (China Energy Ship Management) المسؤولة عن إدارة السفينة تعطّل منظومة الدفع عندما كانت السفينة على رصيف المحطة يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2023).

وقال متحدث باسم الشركة، إن الإصلاحات جارية، وإن سبب الحادث ما زال مجهولًا، وسيجري تحقيق كامل بشأنه.

ومازال مالك الشحنة مجهولًا؛ إذ رفضت شركة إدارة السفينة وكونكوفيليبس وأوريجين الكشف عن هويته.

وحتى الآن، تأجَّل تسليم شحنتي غاز مسال من المحطة، وحذّرت شركة أوريجين من أنها تتوقع تأجيل المزيد؛ لأن السفينة العالقة تمنع الناقلات الأخرى من الدخول إلى محطة تصدير الغاز المسال الأسترالي الواقعة على جزيرة كورتيس قبالة الساحل الشرقي للبلاد.

وبحسب بيانات تتبّع السفن الصادرة عن شركة كبلر (Kpler)، من المقرر وصول 3 سفن أخرى، هي: "أبوجا 2 للغاز المسال" و"سيسي ليانيوانجانغ" و"سيسي تيانجين"، إلى المحطة، ثم العودة إلى الصين، لكن السفن الثالثة متوقفة حاليًا قبالة سواحل جزيرة كورتيس (حيث تقع المحطة) بانتظار حل الأزمة.

ناقلة الغاز المسال سيسي تشينغداو
ناقلة الغاز المسال سيسي تشينغداو - الصورة من "shipspotting"

وقال متحدث باسم شركة كونكو فيليبس أستراليا، إنهم يعملون مع ربان السفينة وإدارتها والجهات التنظيمية والفيدرالية والمستهلكين، للخروج مع الأزمة.

وأكد وضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمة لإدارة حركة الإمدادات على النحو الأمثل، ومنها تأجيل خروج شحنات الغاز المسال.

من جهتها، قالت أوريجين، إن عدد الشحنات القابلة للتأجيل يعتمد على موعد انفراج الأزمة.

أوريجين وسينوبك في ورطة

خفضت شركة أوريجين، التي تمتلك 27.5% من أسهم المحطة، تدفقات الغاز إلى محطة تصدير الغاز المسال الأسترالي، وفي المقابل ستضخ المزيد في سوق الساحل الشرقي الأسترالي.

وتراجع سهم أوريجين بمقدار 1.3% اليوم الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في بورصة سيدني، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويدرس مجلس إدارة الشركة عرضًا منقحًا لبيع حصتها في محطة آسيا باسيفيك للغاز المسال الأسترالية، من قبل مجموعة إي آي جي إنرجي بارتنرز (EIG Global Energy Partners) التي تديرها شركة بروكفيلد أسيت مانيجمنت ليمتد ( Brookfield Asset Management Ltd).

في سياق متصل، يقول تجّار، إن شركة سينوبك أجرت اتصالات خلال الأسبوع الجاري للتحقق من توافر شحنات للتسليم الفوري إلى الصين.

لكن من غير المحتمل ألّا يسارع التجّار بالبحث عن مورّدين آخرين بدلًا من محطة تصدير الغاز المسال الأسترالي؛ لأن حجم الطلب مازال ضعيفًا نسبيًا، رغم اقتراب فصل الشتاء.

محطة تابعة لشركة سينوبك
محطة تابعة لشركة سينوبك - الصورة من صفحتها بمنصة إكس

أسعار الغاز المسال

استقرت أسعار الغاز المسال في شمال آسيا بالقرب من 16 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2023).

ورغم أن تلك الأسعار تفوق المتوسط الموسمي لـ5 أعوام، فإنها تقترب من نصف المتوسط الموسمي للعامين الماضيين.

وتقول بلومبرغ إنتيليغنس (Bloomberg Intelligence)، في تقرير صدر خلال الشهر الجاري، إن أيّ انقطاعات جديدة للإمدادات أو سوء الأحوال الجوية أو فرض قيود جديدة على الغاز المسال الروسي سيتسبب في المزيد من تقلبات الأسعار، وسيؤجج مخاطر إمدادات الغاز المسال العالمية.

وفرضت دول الغرب عقوبات اقتصادية استهدفت قطاع الطاقة الروسي المزوّد الرئيس لخزينة الكرملين، لتجفيف منابع تمويل حرب أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط من عام (2022) الماضي.

وتعيد أزمة محطة تصدير الغاز المسال الأسترالي إلى الأذهان أزمة ارتباك الإمدادات نتيجة لإضراب عمال محطتي غورغون وويتسون التابعتين لشركة شيفرون الأميركية (Chevron)، للمطالبة بزيادة الأجور، واحتجاجًا على تردّي ظروف العمل، في سبتمبر/أيلول المنصرم (2023).

وغورغون هي ثاني أكبر محطات الغاز المسال بأستراليا، وتشكّل مع ويتستون 5% من إمدادات سوق الغاز المسال العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق