التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الغازرئيسيةغاز

اشتراطات بيئية سترفع الطلب على الغاز المسال في البحر المتوسط (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • استعمال الغاز المسال يمكن أن يقلل من انبعاثات أكسيد النيتروجين بنسبة تصل إلى 80%
  • تحول البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة للتحكم في الانبعاثات سيزيد من الاهتمام بالغاز المسال
  • السفن العاملة بالغاز المسال تمثّل الحصة الكبرى من طلبات السفن العاملة بالوقود البديل
  • نحو 16 موقعًا لتزويد السفن بالغاز المسال تقع في منطقة البحر الأبيض المتوسط

يتوقع مسؤولون ارتفاع الطلب على الغاز المسال في البحر المتوسط مع بدء سريان قواعد بيئية دولية تحدّ من الانبعاثات في هذه المنطقة.

وفي أواخر العام الماضي، اعتمدت المنظمة البحرية الدولية قوانين جديدة تهدف إلى جعل البحر الأبيض المتوسط منطقة للتحكم في الانبعاثات (إي سي إيه)، بدءًا من 1 مايو/أيار 2025؛ ما يقلل المحتوى الكبريتي للوقود البحري.

وعلى الرغم من أن هذا التطور حظي باستحسان مجموعات حماية البيئة، فإنه قد يؤدي إلى رفع تكاليف التزويد بالوقود التقليدي، وفقًا لما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

ووسط استعداد منطقة البحر الأبيض المتوسط لفرض قيود مشدَّدة على انبعاثات قطاع الشحن البحري، في غضون ما يزيد قليلًا عن 18 شهرًا، يتوقع اللاعبون في سوق المنطقة حاليًا أن الغاز المسال في وضع جيد ليكون بديلًا عن الوقود البحري التقليدي والملوث، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

بالمقارنة مع زيت الوقود الثقيل، فإن استعمال الغاز المسال يمكن أن يقلل من انبعاثات أكسيد النيتروجين بنسبة تصل إلى 80%، ويزيل تقريبًا انبعاثات أكسيد الكبريت والجسيمات، وفقًا لجمعية التصنيف البحري (دي إن في) النرويجية.

توقعات الطلب على الغاز المسال في البحر المتوسط

ضمن توقعاته المستقبلية على مستويات الطلب على الغاز المسال في البحر المتوسط، قال مدير إزالة الكربون العالمي لدى جمعية (دي إن في)، جيسون ستيفاناتوس: "إن تحول منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة للتحكم بالانبعاثات سيزيد من الاهتمام بالغاز المسال"، وتوقّع أن يتغير العديد من الحالات التجارية لاستعمال الغاز المسال بالنسبة لهذه السفن مقارنة بالماضي.

وتأتي هذه الخطوة في وقت يُبنى فيه الأسطول العالمي الذي يعمل بالغاز المسال، وفقًا لجمعية (دي إن في).

وأوضحت الجمعية أن السفن العاملة بالغاز المسال تمثّل الحصة الكبرى من طلبات السفن العاملة بالوقود البديل.

سفن الغاز المسال
إحدى السفن العاملة بالغاز المسال - أرشيفية

السفن العاملة بالغاز

يوجد، حاليًا، نحو 438 سفينة تعمل بالغاز المسال قيد التشغيل، منها 97 سفينة قيد الطلب.

وتتوقع جمعية التصنيف البحري (دي إن في) النرويجية أنه بحلول عام 2025، سيُطلَب نحو 425 سفينة، ليصل إلى 505 في عام 2026.

وعلى الرغم من أن غالبية السفن العاملة بالغاز المسال، التي يبلغ عددها 978 سفينة، تعمل حاليًا على مستوى العالم، فإن 19% منها تعمل حصرًا في أوروبا. تليها آسيا بنسبة 8% وأميركا بنسبة 5%، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتشكّل السفن العاملة بالوقود البديل قيد الطلب 16.28% من إجمالي سجلات الطلبات في جميع أنحاء العالم، منها 10.30% عبارة عن سفن تعمل بالغاز المسال، و3.58% عبارة عن سفن تعمل بوقود الميثانول.

تزويد السفن بالغاز

في البحر الأبيض المتوسط، أفادت بيانات ميناء برشلونة، الذي يُعدّ مركزًا لتزويد السفن بالوقود، أن عمليات تزويد السفن بالغاز المسال تمثّل ما يقرب من 11% من إجمالي عمليات التزويد بالوقود في عام 2021، وفقًا لهيئة المواني المحلية.

إضافة إلى ذلك، هناك نحو 16 موقعًا لتزويد السفن بالغاز المسال تقع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك مراكز التزويد بالوقود الرئيسة مثل الجزيرة الخضراء وجبل طارق، وفقًا لبيانات مجموعة تحالف الصناعة إس إي إيه-إل إن جي.

وفي تأكيد على أن الطلب على الغاز المسال في البحر الأبيض المتوسط سيشهد ارتفاعًا ملحوظًا، قال مدير إزالة الكربون العالمي لدى جمعية (دي إن في)، جيسون ستيفاناتوس: "هناك زيادة مطّردة واضحة بتخزين الغاز المسال في البحر الأبيض المتوسط في العام الماضي، ونتوقع المزيد".

وأوضح ستيفاناتوس أنه عندما أصبح بحر الشمال منطقة للتحكم في الانبعاثات عام 2015، شهدت الصناعة تجسيد هذا الاتجاه؛ ما يشير إلى أن الشيء نفسه يمكن أن ينطبق على البحر الأبيض المتوسط، مضيفًا أن الظروف مختلفة تمامًا.

توليد الهيدروجين من الميثانول
أدخنة سوداء تنطلق من إحدى سفن الشحن البحري - الصورة من (gCapain)

البحر الأبيض المتوسط منطقة للتحكم في الانبعاثات

قد يتسبب تصنيف البحر الأبيض المتوسط منطقة للتحكم في الانبعاثات في جعل الوقود منخفض الكبريت غير متوافق مع وقود الشحن، وفقًا لما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وسيظل التشريع الجديد يسمح باستعمال زيت الغاز البحري، على الرغم من أن مصادر تجارية قالت، إنه من المرجّح أن يكون سعر الغاز المسال أكثر تنافسية.

وأجرت منصة بلاتس، التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، تقييمًا لسعر وقود مستودعات الغاز المسال في ميناء روتردام عند 15.160 دولارًا أميركيًا لكل غيغاجول في 20 نوفمبر/تشرين الثاني.

وحددت المنصة سعر وقود زيت الغاز البحري في ميناء روتردام عند 17.793 دولارًا أميركيًا لكل غيغاجول، والوقود منخفض الكبريت في ميناء روتردام عند 14.390 دولارًا أميركيًا لكل غيغاجول.

(الغيغاجول إحدى طرق قياس محتوى الطاقة في الغاز الطبيعي، ولديها كمية الطاقة نفسها الموجودة في نحو 26 لترًا من البنزين).

وأشار أحد مصادر السوق إلى أن مالكي السفن قد يفكرون في أنواع وقود أخرى، مثل الأمونيا والميثانول، لكن هذه الأنواع أقلّ رسوخًا في السوق، وعدد أقلّ من السفن مجهز حاليًا لاستعمالها.

وقال المصدر: "إن المشكلة تكمن في عدم توافر التقنية حتى الآن، فضلًا عن توافر أنواع الوقود هذه"، مشيرًا إلى أن الغاز المسال متاح بشكل أكبر بكثير.

ويوجد عامل آخر يجب أخذه في الحسبان، وفقًا للمصدر، وهو استعمال أجهزة غسل الغاز، التي يمكن أن تقلل من محتوى الكبريت في الوقود الذي تحرقه السفينة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق