أدنوك الإماراتية تطلق مبادرات واستثمارات مليارية لخفض الانبعاثات
أطلقت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" عددًا من المبادرات والمشروعات باستثمارات ضخمة في إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى خفض الانبعاثات، بهدف ترسيخ مكانتها الريادية في الإنتاج المسؤول للطاقة.
إذ تشكّل الاستدامة التزامًا وجزءًا لا يتجزّأ من خطط عملاقة النفط الإماراتية، المزوّد الموثوق والمسؤول للطاقة منخفضة الانبعاثات، وتأتي في صميم أعمالها.
واتخذت أدنوك ، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، خطوات نوعية فعّالة لتوفير طاقة منخفضة الانبعاثات من خلال استثمارات ضخمة في مشروعات كبيرة في مجالات الطاقة النظيفة والحلول منخفضة الكربون، وتقنيات الحدّ من الانبعاثات.
وتلتزم الشركة بالإنتاج المسؤول والموثوق من الطاقة، إذ تعمل باستمرار على خلق قيمة دائمة ومستدامة لدولة الإمارات وللعالم عبر الالتزام بأفضل معايير الأداء في مجال الاستدامة، لتوفير طاقة منخفضة الكربون، مع الاستثمار بشكل متواصل في محفظة الطاقة الجديدة النظيفة.
خطط متكاملة
واكبت "أدنوك" خطط الإمارات لترسيخ الاستدامة في القطاعات كافة، بإطلاق إستراتيجيتها الشاملة للاستدامة 2030، التي تهدف إلى ترسيخ دورها الريادي في الإنتاج المسؤول للطاقة وتعزيز التزامها الدائم بالمحافظة على البيئة.
وتستهدف إستراتيجية شركة بترول أبوظبي للاستدامة 2030، تعزيز دورها بصفتها محركًا رئيسًا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإمارات من خلال برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة، مع التركيز على أمن وصحة وسلامة الكوادر البشرية وأصول وعمليات الشركة التشغيلية، اعتمادًا على إرث عريق يمتد إلى 50 عامًا من الإنتاج المسؤول للطاقة.
ووضعت "أدنوك" أهدافًا طموحة تسهم في تعزيز التزاماتها طويلة الأجل تجاه الاستدامة، وتُبرز أداءها القوي الملتزم بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، كما تضمن استمرارها في القيام بدورها في توفير إمدادات موثوقة ومستدامة من الطاقة للإيفاء بالطلب العالمي المتزايد، والتعامل مع تداعيات تغير المناخ، ومواكبة الانتقال في قطاع الطاقة.
وتسعى الشركة إلى خفض كثافة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25% بحلول العام 2030، ومضاعفة هدف رفع قدرتها على التقاط الكربون، لتصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بحلول 2030.
كما تعمل على الحدّ من تأثير عملياتها في البيئة، من خلال المحافظة على التنوع البيولوجي، وحماية البيئة، وتعزيز استدامتها، وإدارة المياه والنفايات، والحفاظ على معدل استهلاك المياه العذبة في عملياتها بما يقلّ عن 0.5% من إجمالي استعمال المياه، وزراعة 10 ملايين شتلة من أشجار القرم بحلول عام 2030.
وتتماشى أهداف "أدنوك" للاستدامة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن الاستهلاك والإنتاج المسؤولين، والعمل المناخي، وحماية التنوع البيولوجي، وزيادة الفرص الاقتصادية.
مُنتِج رائد
عززت "أدنوك" في عام 2023 إستراتيجيتها لدفع التقدم في جهود الحدّ من انبعاثات عملياتها بخطّة طموحة تسرّع تنفيذ إستراتيجيتها للنمو منخفض الكربون، واعتماد خطّتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
وتستند الإستراتيجية إلى سجل الشركة القوي كونها منتجًا رائدًا للطاقة منخفضة الانبعاثات، والذي يشمل الاعتماد على شبكة كهرباء خالية من الانبعاثات، والتزامها بالتوقف عن الحرق الروتيني للغاز الطبيعي، وتنفيذ أول مشروع على مستوى المنطقة لالتقاط الكربون في نطاق واسع.
وخصصت "أدنوك" 55 مليار درهم (15 مليار دولار) بشكل أوّلي لتطوير مجموعة من المشروعات التي تشمل تنفيذ استثمارات في التقاط الكربون وتخزينه، وزيادة الاعتماد على الكهرباء النظيفة لتشغيل عملياتها، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير تدابير جديدة تُعزز من جهود الشركة في مجال الحدّ من عمليات حرق الغاز.
وتدعم خطط "أدنوك" لتوسعة برنامجها لالتقاط الكربون وتخزينه جهودها في رفع القدرة الإنتاجية لأبوظبي من الهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون بشكلٍ كبير، إذ تعمل الشركة على تطوير منشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بسعة إنتاجية تصل إلى مليون طن متري سنويًا ضمن "تعزيز" منظومة الخدمات الصناعية واللوجستية التي تهدف لدفع وتمكين نمو وتوسع مدينة الرويس الصناعية، وقطاع صناعة المواد الكيماوية، والصناعات التحويلية، والقطاع الصناعي في أبوظبي.
مشروع الريادة
يُمثّل مشروع "الريادة" لالتقاط الكربون واستعماله وتخزينه، الذي انطلق في عام 2016، خطوة مهمة في مسيرة "أدنوك" لخفض الانبعاثات ودعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الاقتصاد الخالي من الكربون.
وتُعدّ "الريادة" أول منشأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لالتقاط الكربون واستعماله وتخزينه على نطاق تجاري، إذ تبلغ قدرتها لالتقاط الكربون ما يعادل 800 ألف طن سنويًا، وتعمل منشأة "الريادة" على التقاط ثاني أكسيد الكربون الناتج من عمليات شركة حديد الإمارات، ومعالجته.
ولم تقتصر نجاحات "أدنوك" في تطبيق تقنية التقاط الكربون وتخزينه واستعماله على خفض الأثر البيئي لعملياتها التشغيلية، بل ستمتد لتشمل إنشاء بنية تحتية متكاملة لمنشآت التقاط الكربون وتخزينه واستعماله في دولة الإمارات، لتسريع الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة في قطاع الطاقة.
أول بئر في العالم لحقن الكربون واحتجازه
يمثّل مشروع تطوير أول بئر في العالم لحقن ثاني أكسيد الكربون واحتجازه في طبقة المياه المالحة الجوفية الكربونية، الذي بدأته "أدنوك" هذا العام، خطوة جديدة مهمة ضمن التزام الشركة الراسخ بالحدّ من الانبعاثات في عملياتها، وخفض كثافة انبعاثاتها الكربونية بنسبة 25% بحلول عام 2030، لبلوغ هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
ويدعم المشروع المبتكر برنامج "أدنوك" لالتقاط الكربون وتخزينه، والذي يعدّ جزءًا من مجموعة مشاريع ومبادرات جديدة تعمل الشركة على تنفيذها، وعند دخوله حيز التشغيل، سيسهم المشروع في احتجاز ما لا يقلّ عن 18 ألف طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون الملتقط من عمليات شركة "فيرتيغلوب" في الإمارات، بطبقات المياه الجوفية الكربونية في المناطق البرية في أبوظبي، مما يدعم جهود "أدنوك" المستمرة لالتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون من عملياتها بطريقة آمنة.
وسيسهم المشروع في إنتاج أمونيا منخفضة الكربون، والتي تعدّ وقودًا ناقلًا للهيدروجين، ويتميز بتنافسيته من حيث التكلفة وبإمكان زيادة إنتاجه بسرعة، ويمتاز بكثافة كربونية أقلّ مقارنة بأنواع الوقود الأخرى.
وستجري مراقبة المشروع وتقييمه باستعمال التكنولوجيا المتقدمة في مركز "ثمامة للمكامن النفطية" لضمان أعلى مستويات السلامة البيئية، إذ تعمل "أدنوك" على توسعة أنشطتها في مجال احتجاز الكربون لالتقاط 5 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030.
أول محطة وقود هيدروجين
واصلت "أدنوك" جهودها الرامية لترسيخ الاستدامة بالإعلان في يوليو/تموز 2023 عن بدء إنشاء أول محطة في منطقة الشرق الأوسط للتزود "فائق السرعة" بوقود الهيدروجين.
وستنتج المحطة التي يجري تطويرها في "مدينة مصدر" الهيدروجين النظيف من الماء باستعمال محلل كهربائي مدعوم بشبكة كهرباء نظيفة.
ويعدّ الهيدروجين وقودًا نظيفًا لا يتسبب بأيّ انبعاثات كربونية عند استعماله، ويتميز بكثافة طاقة مخزنة لكل وحدة كتلة تعدّ الأعلى بين أنواع الوقود الأخرى، مما يمكّن المركبات التي تستعمله من السير لمسافة أطول، والتزود بالوقود بشكل أسرع مقارنة بالمركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.
الكهرباء النظيفة
يُعدّ التوسع في استعمال الكهرباء أحد الوسائل الرئيسة التي تعتمدها "أدنوك" لخفض الانبعاثات من عملياتها، فمنذ يناير/كانون الثاني 2022، حصلت الشركة على 100% من احتياجات شبكتها الكهربائية للعمليات البرية من مصادر الطاقة النظيفة، مما يجعل "أدنوك" من أوائل شركات الطاقة الكبرى التي تحدّ من انبعاثات الكربون من عملياتها على نطاق واسع.
وتعمل الشركة حاليًا على إنشاء شبكة لنقل الكهرباء تحت سطح البحر، هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقيمة 3.8 مليار دولار، لربط عمليات "أدنوك" البحرية بشبكة الطاقة البرية النظيفة التابعة لشركة "طاقة"، مما يضمن تحقيق فوائد تجارية وبيئية متعددة.
ويمكن أن يقلل المشروع عند اكتماله من الأثر البيئي لعمليات الشركة البحرية بنسبة تصل إلى 50%، إذ ستُستَبدَل الكهرباء القادمة من الشبكة البرية النظيفة بمولدات التوربينات الغازية البحرية الحالية.
انبعاثات الميثان
تولي "أدنوك" أهمية كبيرة لنشر التكنولوجيا المتقدمة التي تحدّ من انبعاثات الميثان، إذ يُعدّ خفض انبعاثات الميثان أمرًا بالغ الأهمية للحدّ من تداعيات تغير المناخ، نظرًا لتأثيره الكبير في عملية الاحتباس الحراري، مقارنة بثاني أكسيد الكربون.
واتخذت "أدنوك" خطوات كبيرة نحو وقف حرق الغاز الطبيعي في جميع عملياتها، إذ شكّلت جهودها لوقف الحرق الاعتيادي للغاز، التي بدأت أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نقلة نوعية في مسيرتها لوقف حرق الغاز وتقليل انبعاثات الميثان.
ويؤكد تقرير البنك الدولي العالمي لتعقّب حرق الغاز سنويًا، أن دولة الإمارات هي واحدة من الدول التي لديها أقلّ أحجام وكثافة حرق للغاز بين الدول المنتجة للنفط والغاز.
وكانت انبعاثات الميثان لعام 2022 أقلّ بنسبة 6% مما كانت عليه في عام 2021، الأمر الذي تحقق عن طريق تقليل الحرق من خلال الاستعمال الفعال لأنظمة ضواغط استعادة غاز الاحتراق خلال عمليات التحول في مصانع معالجة الغاز، والتحسينات التشغيلية للمعدّات الدورية لتحسين كفاءة الطاقة، وإجراء مسوحات الكشف عن التسرب وإصلاحه وتدخلات الإصلاح، وتعزيز مستويات دقة عوامل انبعاث الميثان بناءً على القياسات الفعلية.
كفاءة الطاقة
تلتزم "أدنوك" بكفاءة الطاقة، وقد حققت الشركة في عام 2022 أكثر من 19 مليون غيغاغول في توفير الطاقة، مما يؤكد أن هناك تقدمًا مستمرًا في جهودها نحو هدف تحسين كفاءة الطاقة بنسبة 5% بحلول عام 2025.
ومثّل مشروع استرداد الحرارة المهدرة البالغة قيمته 600 مليون دولار علامة فارقة بتوليد الطاقة والمياه في وحدة المرافق العامة التابعة لـ"أدنوك"، والتي تعمل بصفتها مصدرًا رئيسًا للكهرباء والمياه لمدينة الرويس الصناعية بأكملها.
ومن خلال تسخير الحرارة المتولدة في الموقع، فإن هذا المشروع المبتكر يُنتج 2600 متر مكعب من المياه المقطرة في الساعة، ويولد ما يصل إلى 230 ميغاواط من الكهرباء الإضافية، دون أيّ انبعاثات إضافية من ثاني أكسيد الكربون.
وعند اكتماله، سيزيد المشروع من الكفاءة الحرارية للموقع بنحو 30%، ومن ثم تخفيف الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية.
التنوع البيولوجي
يمتد التزام "أدنوك" بالاستدامة إلى ما هو أبعد من الحدّ من انبعاثات الكربون، إذ تدرك أن اعتبارات المناخ والطبيعة يجب أن تكون بالتوازي مع جهودها لخفض الانبعاثات، لذلك تركّز على أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية الطبيعية.
وتستثمر "أدنوك" في مبادرات لحماية الطبيعة واستعادة حالتها الأصلية، بما في ذلك جهود الحفاظ على الأماكن الطبيعية، ومشاريع الحفاظ على البيئة البحرية، وبرامج حماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتؤكد هذه المبادرات إيمان "أدنوك" بأن البيئة الصحية ضرورية لمستقبل مستدام.
واستنادًا إلى عقود من الإدارة الفعالة، تواصل "أدنوك" تعزيز نهجها في إدارة التنوع البيولوجي من خلال بناء القدرات، وإجراء البحوث مع الخبراء في هذا المجال، وضمان تنفيذ مشاريع التنوع البيولوجي، وتطبيق الحلول التكنولوجية.
وتؤمن "أدنوك" بأن أشجار القرم تعدّ حلًا مناخيًا مهمًا قائمًا على الطبيعة يسهم في التخفيف من تغير المناخ، فهي تمتص وتخزّن نحو 5 أضعاف الكربون الذي تخزّنه الغابات الاستوائية، وتوفر احتمالًا أكبر لعزل الكربون بشكل دائم. وتلتزم "أدنوك" بزراعة 10 ملايين من أشجار القرم بحلول عام 2030، بالتعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي، إذ ستسرّع جهودها باستعمال تكنولوجيا الطائرات دون طيار لزراعة بذور أشجار القرم.
وتمكنت "أدنوك" في عام 2023 من زراعة 2.5 مليون بذرة أشجار القرم باستعمال تقنية الطائرات دون طيار، وتدعم جهود "أدنوك" هدف دولة الإمارات المتمثل في زراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030، كما يدعم اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن الحفاظ على التنوع البيولوجي.
البيئة البحرية
يتجلى التزام "أدنوك" بحماية البيئة البحرية في نهجها لتطوير مشروع "غشا" العملاق، وهو أكبر مشروع بحري للغاز الحامض في العالم.
ويقع المشروع ضمن منطقة حددتها اليونسكو، وهي محمية "مروّح" البحرية للمحيط الحيوي، والمعروفة بنظمها الإيكولوجية الساحلية والبحرية الغنية، بما في ذلك السلاحف والشعاب المرجانية وأحواض الأعشاب البحرية وأشجار القرم.
وتضمَّن المشروع، بشراكة وثيقة مع هيئة البيئة – أبوظبي، أكبر المسوحات البيئية البحرية الأساسية التي أُجريَت في أبوظبي.
وقد دُمِجَت النتائج في برنامج متكامل لرصد التنوع البيولوجي للمساعدة في الحفاظ على النظام البيئي البحري في المنطقة.
وبجزء من البرنامج، نفّذت "أدنوك" سياسة عدم التصريف داخل محمية "مروّح" للمحيط الحيوي البحري، إذ قامت في إطار تصميم منشآتها، بتركيب موائل اصطناعية للأسماك لتعزيز الحياة البحرية في المنطقة، ووضع برامج إنقاذ وإعادة تأهيل للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض.
كما ركّبت منصات تعشيش لطيور العقاب في مواقع بحرية وبرية مختلفة لزيادة أعدادها، ونفّذت برامج مراقبة منتظمة، بالتعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي لضمان أنشطة فعالة وناجحة للحفاظ على التنوع البيولوجي.
موضوعات متعلقة..
- نتائج أعمال أدنوك للتوزيع في الربع الثالث 2023 تسجل أرباحًا بـ227 مليون دولار
- أدنوك الإماراتية تقترب من صفقة مشروع بتروكيماويات ضخم
اقرأ أيضًا..
- دراسة: الطاقة المتجددة في مصر ستشهد طفرة.. وموارد "شمسية" استثنائية
- التمويل المناخي.. هل تلتزم الدول المتقدمة بمبدأ المسؤوليات المشتركة؟ (تقرير)
- تجارة الغاز المسال العالمية قد تقفز إلى 500 مليون طن سنويًا