رئيسيةأخبار الغازغاز

سوناطراك الجزائرية تلجأ إلى الطاقة الشمسية لتوفير الغاز

الجزائر - عماد الدين شريف

تواصل عملاقة الطاقة الجزائرية سوناطراك سياساتها الهادفة إلى الحفاظ على قدراتها الإنتاجية من الطاقة على المستوى الوطني، وفي الوقت نفسه خفض انبعاثات الكربون في أعمالها، دون استغناء عن الغاز.

في هذا السياق، قال الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية رشيد حشيشي، بتصريحات خلال معرض ومؤتمر شمال أفريقيا للطاقة والهيدروجين "ناباك"، الذي حضرته منصة الطاقة المتخصصة، اليوم الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، إن الشركة ستواصل برنامجها الوطني، وستعمل على تطويره.

وأضاف: "البرنامج الوطني لسوناطراك يهدف إلى الحفاظ على القدرات الإنتاجية الوطنية، بهدف تلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة، وكذلك توفير الإنتاج الموجه إلى التصدير"، مشيرًا إلى إنجاز استثمارات مهمة لتحقيق هذا الأهداف، كما تسعى لمواصلتها وتطويرها.

التزامات الشركة المناخية

قال رشيد حشيشي، إن شركته تواصل تأمين احتياجات الطاقة للسوق الداخلية والأسواق الدولية على حدّ سواء، إذ يرى أن مضاعفة الاستثمارات في مختلف مجالات الطاقة، بما فيها الاستكشاف، تُعدّ تحديًا تشارك فيه كل شركات الطاقة.

وتستهدف الشركات، وفق حشيشي، ضمان تموين منتظم بالطاقة، والحفاظ على مستويات الأسعار، بالإضافة إلى العمل على تفادي انقطاع الإمدادات، الذي يؤدي بدوره إلى تقلّبات في الأسعار، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من مشاركة سوناطراك في مؤتمر "ناباك"
جانب من مشاركة سوناطراك في مؤتمر "ناباك" - الصورة من صفحة الشركة في فيسبوك (13 نوفمبر 2023)

ودعا رشيد حشيشي، خلال مشاركته في المعرض الذي أقيم بمدينة وهران الجزائرية، إلى ضرورة احترام الالتزامات ذات الأبعاد المناخية، بالعمل على التخلص من البصمة الكربونية في أنظمة الإنتاج الخاصة بنشاطات الشركات الطاقية، التي تعدّ سوناطراك إحداها.

وأضاف: "بلوغ هذا الهدف يستدعي إيجاد حلول مناسبة باستعمال الآليات التكنولوجية"، مؤكدًا السعي إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لحدود 1% بحلول عام 2030، في سياق احترام الشركة العملاقة التزاماتها المناخية.

في الوقت نفسه، طالب الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك بضرورة الإسراع في تنفيذ مخطط المزيج الطاقي، الذي يهدف إلى خفض تأثيرات الوقود الأحفوري والانعكاسات السلبية التي يشكّلها على البيئة والمناخ.

الغاز بصفته مرحلة انتقالية

قال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، إن تنمية الغاز وتطويره تعدّ حلًا قريبًا وبديلًا مناسبًا، إذ يساعد بالتخلص من انبعاثات الكربون في الصناعة، ويسهم في خفض انبعاثات قطاع الكهرباء.

جانب من مشاركة سوناطراك في مؤتمر "ناباك"
جانب من مشاركة سوناطراك في مؤتمر "ناباك" - الصورة من صفحة الشركة في فيسبوك (13 نوفمبر 2023)

وأوضح المسؤول الجزائري أن الدراسات الحديثة تضع الغاز ضمن خريطة الطريق للعديد من البلدان المستهلكة للطاقة، التي تطمح لبلوغ نماذج طاقة نظيفة، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولفت إلى أن إدماج الطاقات المتجددة بمزيج الطاقة الجزائري، في صلب سياسة شركته، لتحقيق هدف الاقتصاد المرتكز على الانتقال الطاقي، مشيرًا إلى العمل مع مجمع سونلغاز لخفض استعمال الغاز بمحطات إنتاج الكهرباء، لتوجيه جزء مهم منه للتصدير، أو للصناعات التحويلية.

وأضاف: "التحول الطاقي المدرج ضمن إستراتيجية الشركة يمثّل فرصة تنموية وتحديًا مستقبليًا، إذ تبذل الشركة جهودًا في إطار برنامجها، لخفض انبعاثات غازات الدفيئة والبصمة الكربونية لأنشطتها، بما يتماشى مع المبادرات العالمية، في إطار خطة البنك الدولي ومبادرة (صفر حرق روتيني بحلول عام 2030)".

وحسب بيان نشرته صفحة الوزارة في فيسبوك، فإن "سوناطراك تعتزم بمعية سونلغاز اعتماد الطاقة الشمسية لتشغيل محطات الطاقة (الكهرباء) الكبرى بهدف تخفيض استهلاك الغاز، وتوجيه الكميات المسترجعة للتصدير أو لفائدة الصناعات البتروكيماوية.. ويأتي هذا البرنامج المشترك الطموح ضمن إطار تطوير الطاقات المتجددة في الجزائر، بهدف الإسهام في إنتاج 15 ألف ميغاواط في أفق 2035".

وعلى هامش المؤتمر، عقد رشيد حشيشي لقاءات مع ممثلي شركات الطاقة العالمية المشاركة في الحدث، إذ بحث معهم فرص التعاون والشراكة المستقبلية في مختلف أنشطة النفط والغاز والمحروقات، بالإضافة إلى مجالات الطاقة المتجددة.

يشار إلى أن شركة سوناطراك تشارك في فعاليات النسخة رقم 11 من معرض ومؤتمر شمال أفريقيا للطاقة والهيدروجين، التي انطلقت اليوم الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في مركز المؤتمرات "محمد بن أحمد" بوهران.

جانب من فعاليات معرض ومؤتمر ناباك في الجزائر
جانب من فعاليات معرض ومؤتمر ناباك في الجزائر - الصورة من صفحة الشركة في فيسبوك (13 نوفمبر 2023)

وتعدّ النسخة الحالية من المؤتمر، التي تأتي تحت شعار "تعزيز التحول التدريجي للطاقة من خلال الابتكار التكنولوجي"، منصة مهمة لمناقشة موضوعات التحول الطاقي ومستقبل الوقود الأحفوري في سياق عالمي، إذ تجمع ناشطين وعاملين بقطاعات النفط والغاز على المستويات الإقليمية والدولية، إلى جانب مورّدي المنتجات والخدمات المتعلقة بقطاع الطاقة.

توجهات الجزائر الطاقية

بدوره، ألقى الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، عبدالكريم عويسي، كلمة في المؤتمر بالنيابة عن الوزير محمد عرقاب، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها، أكد خلالها أن هذا الحدث المهم أصبح وجهة من أهم وجهات الفاعلين في صناعة النفط والغاز العالمية.

وأضاف: "هذا اللقاء يسمح لمختلف الأطراف الفاعلة بتعزيز الحوار حول موضوع مصادر وأنماط الطاقة، وبحث ودراسة فرص التعاون والشراكة والاستثمار، ومناقشة التحديات التي تواجهنا لتحقيق انتقال طاقي سلس، يلبي حاجة المواطنين في العيش الكريم والرفاهية، وكذلك حاجة الاقتصاد، من خلال توفير مصادر طاقة نظيفة مستدامة وآمنة".

ولفت عبدالكريم عويسي إلى أن الجزائر تسعى للتكيف مع السياق الدولي بشأن خفض الانبعاثات، والاستجابة في الوقت نفسه للطلب الوطني المتزايد على الطاقة، مع المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وترتكز هذه المساعي على تحقيق انتقال طاقي تدريجي.

وأوضح أن هذا الانتقال الطاقي سيأتي عبر اعتماد مزيج أكثر تنوعًا، يأخذ بالحسبان كل الطاقات المتاحة والأقلّ تكلفة والأكثر نظافة، مع الاستفادة من مكاسب تحسين كفاءة الطاقة والعمل على التحكم في استهلاكها، حفاظًا على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

كما أشار إلى جهود بلاده في أنشطة البحث والاستكشاف، وتوسيع قاعدة احتياطاتها، وزيادة قدراتها الإنتاجية، وتحسين نسبة الاسترجاع لاحتياطاتها النفطية والغازية، بجانب تثمين وتطوير صناعة البتروكيماويات، وتعزيز قدرات النقل، للحفاظ على دورها وتعزيز مكانتها بصفتها موردًا موثوقًا للسوق العالمية.

الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم عبدالكريم عويسي
الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم عبدالكريم عويسي - الصورة من صفحة الوزارة في فيسبوك (13 نوفمبر 2023)

في السياق ذاته، قال الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، إن الجزائر أدرجت -ضمن إطار الاستثمار في قطاع المحروقات- عن طريق شركة سوناطراك، استثمارات كبيرة تتجاوز 42 مليار دولار، خلال المدة بين 2023 و2027، منها أكثر من 14 مليار دولار لمشروعات الغاز، لزيادة قدراتها الإنتاجية.

ولكنه أوضح في الوقت نفسه أن تعزيز قدرات الاستكشاف والإنتاج والتصدير يتطلب دعمًا تكنولوجيًا وفنيًا، بجانب تقاسم المخاطر مع الشركاء الأجانب، ضمن أطر قانونية وصيغ تعاقدية شفافة، بوساطة القانون الحالي للمحروقات الذي يعطي امتيازات وتحفيزات مهمة للاستثمار في قطاع المحروقات.

الطاقة الشمسية في الجزائر

قال الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم عبدالكريم عويسي، إن الجزائر -بالإضافة الى مواردها الأحفورية- تمتلك قدرات هائلة من الطاقة الشمسية، لذلك أطلقت برنامج تطوير الطاقات المتجددة، الذي يهدف إلى إنجاز قدرة اجمالية تبلغ 15 ألف ميغاواط بحلول عام 2035، منها 2000 ميغاواط ستُنجَز قريبًا بوساطة شركة سونلغاز.

ولفت إلى أن بلاده تسعى -من خلال هذا البرنامج- إلى الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 30% بحلول عام 2030، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك، وفق عبدالكريم عويسي، يعدّ تطوير الهيدروجين من الأهداف الأولية للحكومة الجزائرية، إذ تهدف لجعله رافدًا إستراتيجيًا، احترامًا منها لِالتزاماتها المناخية، وتماشيًا مع برنامجها للانتقال الطاقي.

وتابع: "بلادنا تتمتع بميزات مهمة تؤهلها لأن تصبح رائدًا إقليميًا رئيسًا في هذا المجال، لا سيما بفضل إمكاناتها في مجال الطاقة الشمسية، وشبكتها الواسعة من الكهرباء والغاز، كذلك المعززة بوحدات تحلية المياه".

وأضاف أن بلاده تعمل حاليًا على الانخراط في التحركات الدولية لمكافحة تغير المناخ والحد من البصمة الكربونية، عبر تقديم حلول ملموسة، وذلك وفق التزامها باتفاق باريس وخطة الأمم المتحدة 2030، إذ بذلت جهودًا كبيرة للحدّ من انبعاثاتها، واعتماد نهج استباقي لتحقيق ذلك.

وانطلاقًا من هذا التوجه، تعمل الجزائر على وضع البيانات لمصادر الانبعاثات الصادرة عن منشآت صناعة النفط والغاز المختلفة، وذلك بهدف حساب الأحجام والكميات المنبعثة من غاز الميثان، كما تلتزم سوناطراك بالحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة وخفض إجمالي الغاز المحترق إلى أقلّ من 1% بحلول 2030.

كما أشار إلى أن شركة سوناطراك تستثمر مليار دولار في التخزين الطبيعي للكربون الذي يعدّ أحد المحاور الرئيسة التي ستنتهجها الجزائر، وذلك في مشروع إعادة تشجير مساحة بنحو 420 مليون شجرة على مدى 10 سنوات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق