الجزائر تدشن مشروع استغلال منجم تالا حمزة رسميًا.. خطوة نحو العالمية (صور)

الجزائر - عماد الدين شريف

2023-11-11

0 1٬729

شهد منجم تالا حمزة في الجزائر، اليوم السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، مراسم وضع حجر الأساس لمشروع استغلال الزنك والرصاص في واد أميزور.

وجاءت المراسم بإشراف وحضور وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، الذي أكد -في كلمة خلال الفعالية التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة- أن تنفيذ المشروع نتيجة تعاون مشترك بين شركتي سونارام الوطنية وتيرامين (Terramin) الأسترالية.

كما شهد مراسم وضع حجز الأساس، الرئيس المدير العام لمجمع سونارام، ورئيس الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، ومديرة الشركة المختلطة الجزائرية-الأسترالية "ويسترن ميدترينيان زنك" (Western Mediterranean Zinc WMZ) المكلفة بإنجاز المشروع، والرئيس التنفيذي لشركة "تيرامين" الأسترالية.

مكامن الزنك والرصاص

خلال وضع حجم الأساس لمشروع استغلال منجم تالا حمزة في الجزائر، سُلِّمَت رخصة الاستغلال إلى الشركة المختلطة الجزائرية-الأسترالية، بجانب غرس أشجار الزيتون، والتأكيد على عدم المساس بالأشجار الحالية؛ إذ ستسمح طريقة الاستغلال في باطن الأرض، بالإبقاء على الشكل الطبيعي للمنطقة.

مراسم وضع حجر أساس استغلال منجم تالا حمزة في الجزائر - الصورة من وزارة الطاقة والمناجم

وقال وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، إن المشروع يستهدف استغلال مكمن الزنك والرصاص لتعزيز وزيادة القدرات المنجمية للبلاد، وخلق قيمة مضافة لدعم الاقتصادِ الوطني وتنويعه، مع الحِرص التام على احترامِ الجانبِ البيئي.

كما يهدف المشروع، وفق الوزير، إلى تحقيقِ أهدافِ التنمية المستدامة، لافتًا إلى أنه يمثل أهمية كبيرة بالنسبة إلى الاقتصاد الوطني بشكل عام، والمنطقة بشكل خاص؛ إذ إنه يدخل حاليًا مرحلة التنفيذ بعد استكماله كل الدراسات سواء المتعلقة بالجدوى الاقتصادية أو الخاصة بالأثر في البيئة، ودراسة الخطر.

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، حصل منجم تالا حمزة في الجزائر على جميع التراخيص الضرورية من طرف الهيئات المخولة، وكذا الالتزام بكل الشروط التنظيمية ذات العلاقة، حتى وصل إلى المرحلة الأخيرة المتعلقة بتعويض ذوي الحقوق عن أملاكهم التي تنازلوا عنها لصالح المشروع في إطار المنفعة العامة".

ولفت الوزير محمد عرقاب إلى أن عملية تعويض أصحاب الحقوق عن أملاكهم تشارف في الوقت الحالي على نهايتها؛ إذ من المنتظر البدء قريبًا في تقديم التعويضات كاملة لأصحابها، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال وضع حجر أساس مشروع استغلال منجم تالا حمزة في الجزائر، أعلن وزير الطاقة أن الحديث يتزامن مع انطلاق مشروعين في غرب البلاد، لتثمين موارد الدولة المنجمية، وهما مشروع إنتاج البنتونيت في بحمام بوغرارة بولاية تلمسان، ومشروع إنتاج كربونات الكالسيوم في أقاز بولاية معسكر.

الاستثمار بقطاع المناجم

تطرق وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، إلى عملية تطوير الاستثمار المنجمي، موضحًا أنه ينطلق من تحسين مناخ الاستثمار، لتشجيع المقاولات والاستثمار، وهذا ما يعمل عليه البرنامج الذي أقرّته الحكومة، طبقًا لتعليمات رئيس الجمهورية.

وأضاف الوزير: "بالفعل درست الحكومة خلال اجتماعها الأسبوعي، يوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، مشروعًا تمهيديًا للقانون المنظم للنشاطات المنجمية، والذي يهدف إلى تهيئة بيئة قانونية ملائمة تشجع على تطوير الصناعة المنجمية.

كما يضع القانون، بحسب تصريحات الوزير محمد عرقاب، إطارًا تحفيزيًا للمستثمرين من خلال تسهيل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار المنجمي، مثل استثمارات منجم تالا حمزة في الجزائر، وتقليص كل الآجال المتعلقة به.

بالإضافة إلى ذلك، يستهدف القانون الانفتاح على الشراكة مع المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين والأجانب، بجانب تقديم الضمانات الضرورية لذلك، مع التركيز بشكل كبير على استحداث مناصب شغل على المستوى الوطني والمحلي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "تيرامين" الأسترالية فانغ شانغ، إن الشراكة مع شركة "سونارام" الجزائرية لتنفيذ مشروع منجم تالا حمزة في واد أميزور، تتوج الشراكة الطويلة بين الطرفين، متعهدًا بشراكات أخرى في المستقبل، عبر الاستثمار في علاقة الثقة بين الطرفين، وأن تلتزم شركته بنقل أحدث التكنولوجيات في هذا المجال.

الرئيس التنفيذي لشركة "تيرامين" الأسترالية فانغ شانغ، يشارك في وضع حجر الأساس - الصورة من وزارة الطاقة والمناجم

منجم تالا حمزة في الجزائر

ضمن مساعي الجزائر لتنفيذ مشروع منجم تالا حمزة، أسست شركة مختلطة مع الشريك الأسترالي تيرامين، في فبراير/شباط 2006، باسم "ويسترن ميدترينيان زنك"، وعملت وزارة الطاقة على إعادة تشكيل المساهمة للشركة المكلفة بالتنفيذ؛ إذ حصل الطرف الجزائري على 51% من رأس المال و49% للشريك الأسترالي.

كما أعدت الدراسات المتعلقة بالخطر في سبتمبر/أيلول 2022، ودراسة الأثر البيئي في يناير/كانون الثاني 2023، وبعدها بدأت المراحل الإجرائية مثل الموافقة بصفتها مؤسسة مصنّفة، وصدور مرسوم يقضي بإلغاء تصنيف 6.6 هكتارًا من الأراضي الفلاحية لصالح المشروع.

يُشار إلى أن الحكومة الجزائرية كانت قد أطلقت، في سبتمبر/أيلول 2021، خطة إستراتيجية لقطاع التعدين، بوصفها جزءًا رئيسًا من إستراتيجيتها لتنويع الاقتصاد الوطني، الذي يُطَوّر مشروعات عديدة، يحتلّ بعضها قائمة الأولوية قصيرة المدى؛ على رأسها منجم تالا حمزة في الجزائر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..