رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

مشروع ضخم لنقل الكهرباء تحت الأرض في رومانيا بتعاون 5 شركات

تعتزم 5 شركات التعاون بتنفيذ مشروع ضخم لمد خط لنقل الكهرباء تحت الأرض في رومانيا، في خطوة من شأنها أن تعزز أمن الطاقة بالبلد الأوروبي.

وأعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة المعروفة باسم طاقة الإماراتية، وشبكة الكهرباء الرومانية "ترانس إلكتريكا"، وشركات "ميريديام"، و"إي-إنفرا"، و"فلور"، توقيع مذكرة تفاهم إستراتيجية لدراسة جدوى مشروع بنية تحتية لإنشاء خط لنقل التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد في رومانيا.

وتعتزم الشركات الـ5، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، انطلاقًا من التزامها المشترك بضمان أمن الطاقة وتوفير الطاقة النظيفة، إجراء دراسة جدوى لتحديد المتطلبات التقنية والاقتصادية والقانونية اللازمة لإنجاز مشروع مهم يشمل أعمال تصميم، وإنشاء، وتطوير بنية تحتية لمد خطٍ لنقل الكهرباء تحت الأرض في رومانيا بطول 850 كيلومترًا.

من شأن المشروع أن يوفر طاقة كهربائية إضافية منخفضة الكربون بقدرة 5 غيغاواط للمجتمعات في رومانيا والاتحاد الأوروبي.

مخطط المشروع

من المقرر إنشاء خطوط البنية التحتية على مسار أنابيب غاز "توزلا – بوديسور" وخط أنابيب الغاز (بلغاريا، رومانيا، هنغاريا، النمسا) في رومانيا للاستفادة من المسارات الحالية للخطوط القائمة.

وتحرص وزارة الطاقة الرومانية على التوسّع بالدعم المؤسسي للأنشطة الواردة في مذكرة التفاهم، انسجامًا مع رؤيتها الهادفة إلى التحوّل نحو الطاقة المستدامة؛ إذ يجري التعاون بشكل استباقي مع الهيئات الرومانية الأخرى ذات الصلة لتمكين الدعم التنظيمي المطلوب للمشروع.

عمال في أحد مشروعات الربط الكهربائي
عمال في أحد مشروعات الربط الكهربائي - أرشيفية

وتبرز أهمية تقنية نقل التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد، في ظلّ التزايد المتواصل للطلب العالمي على الحلول الفعّالة عالية الكفاءة لنقل الكهرباء عبر مسافات طويلة؛ إذ إن حلول النقل العاملة بهذه التقنية توفر مزايا متعددة؛ منها انخفاض الفاقد عند نقل الطاقة الكهربائية، وتعزيز استقرار الشبكة، والقدرة على دمج الطاقة الكهربائية المُنتَجة في محطات الطاقة المتجدّدة، التي تقع غالبًا في مواقع بعيدة عن البنية التحتية الحالية.

ومع الجهود المتزايدة للعديد من الدول بهدف التحول نحو أنظمة طاقة أكثر نظافة واستدامة، أصبح نظام نقل التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد أداة إستراتيجية لتحديث الشبكات القائمة لنقل الكهرباء، ودعم جهود التحوّل العالمي إلى الطاقة المتجددة.

كما يُسهِم النموّ في المشروعات الدولية لتبادل الطاقة الكهربائية، والتوسّع بإنشاء محطات الرياح البحرية، في زيادة الطلب على تقنية التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد.

الكهرباء في رومانيا

ستُكرِّس الأطراف الموقّعة على مذكرة التفاهم خبراتها الطويلة وتجاربها الواسعة لتحقيق هدفها بتنفيذ مشروع نقل الكهرباء تحت الأرض في رومانيا، الذي يمتلك الإمكان لإعادة تشكيل مشهد الطاقة، ويعزّز الاستدامة والطاقة الخضراء في رومانيا وأوروبا.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة شبكة الكهرباء الرومانية "ترانس إلكتريكا" ستيفانيتا مونتينو: "نعتقد أن الدراسة التي اتفقنا على إجرائها لدمج المشروع المبتكر للتيار الكهربائي المستمر عالي الجهد ضمن شبكة نقل الكهرباء في رومانيا يجب أن تمتثل بشكل تامّ للمتطلبات الفنية والتقنية لأمن الشبكة وللضوابط الاقتصادية والقانونية".

وأضاف: "قد يوفر المشروع الظروف الملائمة لترسيخ مكانة رومانيا الإستراتيجية على مستوى المنطقة؛ إذ يُمثل تعاوننا المشترك مع "طاقة" و"ميريديام" و"إي-إنفرا" و"فلور" خطوة مهمة نحو تلبية المتطلبات الأساسية لتطوير حلول أكثر نظافة وكفاءة لنقل الكهرباء في رومانيا".

ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة طاقة، جاسم حسين ثابت: "يسعدنا أن نشارك في المشروع الطموح، الذي يأتي في إطار التعاون الإستراتيجي بين حكومتي الإمارات ورومانيا، والذي يمهّد الطريق أمام مستقبل أنظمة الطاقة الكهربائية منخفضة الكربون في رومانيا.

وأضاف: "ستوفر البنية التحتية للتيار الكهربائي المستمر عالي الجهد مستوى غير مسبوق من المرونة للقطاعات الحيوية ضمن منظومة الطاقة الوطنية، وتحفيز إنتاج الطاقة الخضراء في الوقت نفسه".

وأشار إلى أنه نظرًا لما تشهده سوق أنظمة التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد من نمو وابتكار؛ فستنشأ فرص كبيرة وتصبح متاحة لشركات المرافق والجهات الأخرى العاملة في قطاع الطاقة؛ ما يُسهِم في تشكيل مستقبل نقل وتوزيع الكهرباء على مستوى العالم.

رسّخت "طاقة" باعتبارها شركة مرافق منخفضة الكربون مكانتها بقوة من خلال خبراتها المتعلّقة بالبنية التحتية الحيوية، كالتيار الكهربائي المستمر عالي الجهد؛ ما يُمكِّن من تعزيز أمن الطاقة ويحدّ من الانبعاثات الكربونية في أنظمتها.

كابل بخري لنفل الكهرباء
كابل لنقل الكهرباء - أرشيفية

أمن الطاقة في أوروبا

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "ميريديام" تييري ديو: "نحن متحمّسون لضمّ جهودنا إلى جهود شركائنا في هذا المشروع الإستراتيجي الطموح والمبتكر؛ إذ إن البنية تحت الأرضية لأنظمة التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد تنسجم بصورة مثالية مع مهمة "ميريديام" الهادفة إلى تطوير البنية التحتية المستدامة".

وأضاف: "لن تقتصر فوائد هذه المبادرة على تحويل مشهد الطاقة والكهرباء في رومانيا فحسب، بل ستُسهِم أيضًا في تعزيز موارد الطاقة النظيفة وكفاءتها، وضمان مستقبل أكثر استدامة في أوروبا".

وبدوره، قال الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة "إي-إنفرا" تيوفل موريسان: "إنّ من دواعي فخرنا أن نعمل بالتعاون مع كبرى شركات البنية التحتية المتخصّصة في نقل الطاقة الكهربائية، كما يسعدنا أنّ الحلّ التقني الذي تجري دراسته قد تقدمت به شركتنا "إي-إنفرا".

وقال رئيس خدمات المشروعات النووية لقطاع أعمال حلول الطاقة في شركة "فلور" فرانك ديشونغ: "تفخر "فلور" بتعاونها في هذا المشروع التاريخي الطموح للتوسّع بأمن الطاقة منخفضة الكربون ونقل الكهرباء في رومانيا والمنطقة والاتحاد الأوروبي".

وأضاف: "تُسهِم شركتنا بخبرتها الكبيرة بوصفها مديرة برنامج في المشروعات المعقدة، مع التزامها بتعزيز الابتكار والاستدامة في قطاع الطاقة، لدعم مشروع التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد ذي الأهمية البالغة".

ومن المتوقع أن تُسَخِّر رومانيا في المستقبل القريب موارد الطاقة الكبيرة في منطقة البحر الأسود، لتزويد القارة الأوروبية بأكبر مصادر الطاقة المستدامة فيها؛ إذ إن الموارد المتاحة في منطقة البحر الأسود، إلى جانب الروابط الإستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، قد تُسهِم في تحويل رومانيا إلى مركز دولي للطاقة.

وخلال العقد الماضي، ركّزت شركة الكهرباء الرومانية "ترانس إلكتريكا" بشكل رئيس على تحديد وتنفيذ مشروعات زيادة قدرة نقل الكهرباء المتولّدة من الطاقة المتجدّدة المولّدة في منطقة دوبروغيا.

نقل الكهرباء

تُعَد دراسة الجدوى ثاني مشروعات "طاقة" لنقل الكهرباء خارج الإمارات، وثالث مشروع رئيس للتيار المستمر عالي الجهد يُنَفَّذ في الآونة الأخيرة؛ إذ استثمرت "طاقة" في وقت سابق من هذا العام 113 مليون درهم إماراتي (30.77 مليون دولار) في شركة "إكس لينكس فيرست ليمتد" لمدّ أطول كابل للتيار الكهربائي المستمر عالي الجهد تحت سطح البحر في العالم بين المملكة المتحدة والمغرب، بهدف نقل الكهرباء المُولدة من مصادر الطاقة المتجدّدة إلى المملكة المتحدة.

وفي سبتمبر/أيلول 2022، أبرمت "طاقة" وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أول صفقة لتمويل مشروع إستراتيجي مشترك بقدرة 3.2 غيغاواط؛ بما يُمكن من إزالة الكربون من عمليات "أدنوك" البحرية بشكل كبير، من خلال إنشاء الشبكة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لنقل التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد تحت سطح البحر.

وبالإضافة إلى ذلك، ستستفيد "ميريديام" من خبرتها الكبيرة باعتبارها المطوّر المسؤول عن مشروع "نيوكونيكت" NeuConnect للربط الكهربائي بين المملكة المتحدة وألمانيا بواسطة كابل بحري ثنائي الاتجاه بطول 725 كم وبقدرة 1.4 غيغاواط من التيار المستمر عالي الجهد (2 × 525 كيلو فولت).

ويُسهِم المشروع الذي تصل تكلفته إلى 2.4 مليار جنيه إسترليني (2.93 مليار دولار) بتمويل من القطاع الخاص، في الربط الحيوي للطاقة بين اثنتين من أكبر أسواق الطاقة في أوروبا، وهو أول مشروع ربط مباشر بين أسواق الطاقة في المملكة المتحدة وألمانيا.

ومن المتوقع أن يُسهِم تنفيذ هذا المشروع في انخفاض صافي الانبعاثات بمقدار 13 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون على مدار 25 عامًا، وهو ما يعادل زراعة 28 مليون شجرة أو إخراج 400 ألف سيارة من الطرقات سنويًا.

وتُعَد مشروعات البنية التحتية المستدامة والطاقة النظيفة من المشروعات الرئيسة في محفظة "إي-إنفرا" التي تهدف إلى تحقيق أمن الطاقة واستقلاليتها، في ظلّ الاضطرابات التي تشهدها الحدود الجنوبية الشرقية للاتحاد الأوروبي؛ تماشيًا مع أهداف أمن الطاقة الأوروبية وتحدّيات التغير المناخي.

وتهدف "إي-إنفرا" اعتمادًا على خبرتها إلى المشاركة بنشاط في إنجاز مشروعات الطاقة المهمة عبر الجمع بين قطاعات الطاقة المتنوعة وبين مشغّلي الأنظمة المختلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق